أليخاندرو خودوروسكي يبحث عن نفسه في الذكريات ولا يقابل أحدًا
هل يمكن للسوريالية أن تعيد تأثيث وتأسيس واقع جديد على أنقاض واقع قديم؟ هذا الفعل أو الهدف ضمن ممكنات السينما السوريالية، وضمن ما يمارسه أليخاندرو خودوروسكي في رائعتيه «رقصة الواقع» (2013) The Dance of Reality، و«شعر أبدي» (2016) Endless Poetry،
نقض رواية «الجريمة والعقاب» في مسلسل «أنت»
في مونولوج داخلي، يبرز كل من شخصية راسكولنيكوف في رواية دوستويفسكي «الجريمة والعقاب» وشخصية «جو» في مسلسل «أنت» You، موضحين ملامح الشخصية الانعزالية التي تميل إلى الحوار مع نفسها. راسكولنيكوف يُجري حوارات داخلية مكثفة، ولا يُظهر ميلًا للتواصل مع الآخرين.
أسلوب المخرج السينمائي
كيف أُصبح مخرجًا لديَّ بصمة وأسلوب إخراجي؟ سؤال يراود عددًا كبيرًا من صناع الأفلام في بداية مسيرتهم، ولكن لنعلم بدايةً أن الإخراج مهنة مرهقة، فهي تتطلب قدرًا كبيرًا من التحضير والوقت، وقد يعمل كل العاملين في القطاع في مشروعات أكثر
الرمز في مواجهة السلطة: هل تقوضت سلطة الرقيب؟
يكشف تاريخ التابو مسيرة صناعة الأفلام، المنتَجة محليًا أو المستوردة، من الأندرجراوند إلى سينمات العالم، ومن المنبوذ إلى الأكثر رواجًا على المستوى التجاري. ولكن ثمة تاريخ آخر من المواجهة بين الرقابة والفن، باعتبار أن أعظم الأعمال الفنية تمت تحت وطأة
فيلم «المصير» وتداعيات جِراح الشّخصية العربية
«علّي صوتك بالغُنا، لسه الأغاني ممكنة» ما إن يستعر التطرف الديني في أحد بُلداننا العربية، حتى تصدح الحناجر بهذه الكلمات التي غنّاها محمد منير في فيلم «المصير»، ثم ما لبثت أن أصبحت رمزًا في هذه المعركة طويلة الأمد ضد قوى
«عن الأبدية» لروي أندرسون: رجل الدين في العيادة النفسية
في مشهد بديع من فيلم «عن الأبدية» (2019) يحاول روي أندرسون تلخيص مأزق الدين في السياق الأوروبي اليوم، في العالم غربي الهوى، فاقد الإيمان، المقدِّس للرأسمالية، والذي يبدو البشر فيه، كما يصورهم أندرسون في رباعيته، جثثًا تتحرك دون دافع، تطارد
«فينوس مرتدية الفراء»: المازوخية كما يجب أن تكون
العلاقة بين الرجل والمرأة كالعلاقة بين المطرقة والسندان، والبعض يفضّل أن يقوم بدور المطرقة، والبعض الآخر يفضّل أن يقوم بدور السندان. من هذه الفكرة انطلقت الأفكار السادية والمازوخية في عالم الأدب، ومنها إلى علم النفس، والممارسات الجنسية غير الاعتيادية. وهي
(4): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة ويس أندرسون (قمر طفولةٍ خسيف)
«يا إلهي، عندما تبرد المرُوج، وفي القُرى المنكوبةِ عندما تموتُ الملائكة الخالِدة… على الطبيعةِ العاريةِ من الزَّهر، دعِ الغِربَان العَزيزة الرائعة تهوي من سماواتك الفساح». آرثر رامبو/ قصيدة الغِربان في فبراير من العام 1935 نشرت صحيفة نيويوركر ملاحظة مقتبسة من
فيلم «الحدود الخضراء» يكشف جانبًا من محنة اللجوء الأوروبي
خلال العقد الماضي أصبحت الهجرة قضية سياسية ملحة، وهي التي تميزت بعبور الأشخاص عبر الحدود الوطنية. برزت قضية اللجوء إلى أوروبا في السنوات الأخيرة بوصفها إحدى المشكلات التي يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول لها، مع وصول ما يزيد عن مليوني
«سعيدٌ مثل لازارو»: تأملات ذئب في الانحلال الإنساني
«لم أكن أريد إلا أن أعيش وفق الدوافع التي تنبع من نفسي الحقيقية. فلِمَ كان ذلك بهذه الصعوبة؟»1 يعيد فيلم «سعيدٌ مثل لازارو» Happy as Lazzaro إلى ذاكرتنا مطلع رواية «دميان» التي افتتح بها الروائي الألماني «هرمان هسه» حياة سنكلير
للمدن أرواح
نتساءل كيف تتشكل شخصية المدينة؟ كيف نتفاعل مع المكان؟ ماذا بالضبط الذي يجعلنا ننتمي إلى المدن؟ المدينة في السينما أو في الفن بشكل عام يصحبها تعريفٌ مغاير بعض الشيء عن كونها فقط منطقة سكنية تحتوي على عدد كبير من الناس
(3): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة ويس أندرسون (اغتراب روحٍ وضياع جسد)
«أخذت كل شيء وسِرت على الطريق الترابيّة.. أحلم بجيني وشعرها البنّي المُشرق، الليل يسقط كفأس لعين.. أكاذيب وشائعات وريح تلفح ظهري، هل سيبيعني متجر الرهن ما تخلّيت عنه؟ سأحمل خطايا أبي… سأحمل خطايا أمي سأحمل خطايا أخي…حتى أصل إلى النهر…
سياقات السينما المستقلة: جيم جارموش.. أنموذجًا
عندما نريد وضع تعريف محدد للسينما المستقلة، سوف نخلص إلى تعريفات عديدة كونها -كطبيعة السينما بشكل عام- متداخلة مع عدة زوايا تقنية وفنية وإنتاجية. لذلك، حريّ بنا أولًا أن نُرجع التعريف إلى جذره اللغوي. فما معنى «مستقل» لغويًا؟ تشير المعاجم
فينومينولوجيا السينما: مدخل لقراءة أفلام تيرانس ماليك
“إن ماليك اكتشف، أو اكتشف كيف يعرف، الحقيقة الأساسية للقاعدة الفوتوغرافية للسينما: وهي أن الأشياء تشارك في الحضور الفوتوغرافي لذاتها، إنها تشارك في إعادة خلق نفسها على الفيلم، إنها أساسية في صنع مظهرها”. ستانلي كافيل العودة إلى الأصلي إن
قصة حب سعودية
موضوعان لو نجحت الدراما السعودية في تقديمها سأعتبرها علامة نضج لا ريب فيها: الدين والحب. ورهاني على الثيمتين لأنهما قاعدتا حياة البشر وأُس علاقاتهم وكاشفة كل قيمهم.. الدين والحب يقين ما بعده. اليوم في السعودية نعيش وفرة نسبية للأفلام المحلية
الأم في مسيرة صانع الفيلم: إلى ذكرى بدرية ضيدان
«إذن، لن أرى والدتي بعد اليوم. والآن، فجأة، أشعر بالوحدة، بوحدة شديدة جدًا» مشهد ليلي في فراش نومه، محفوف بالسكون، يتلقى محمد خبر وفاة والدته، هامسًا للمشاهدين هذه العبارة المقتضبة. هكذا افتتح المخرج التشادي محمد صالح هارون فيلمه «وداعًا إفريقيا»
«منطقة الاهتمام»: عندما يكون الشر مرآة الخير
يُعَدّ تنميط الشخصيات ذات النزعة الشريرة، ووضعها في قالب الشر المحض الذي يستحيل معه التقاطع مع فعل الخير والقيام بسلوك إيجابي، من الأخطاء الشائعة في الواقع المجتمعي، وانعكست هذه القولبة على فهم وتفسير تلك الشخصيات، حيث لم يعد هناك قبول
(2): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة «ويس أندرسون» (رحلة صيد)
في العام 1798 دشّن الشاعر الإنجليزي ويليام ووردزوورث وصديق عمره الشاعر صامويل ت. كولريدج الحركة الرومانسية في الأدب الإنجليزي عبر نشرهما ديوان «الترنيمات الغنائية وقليل من القصائد الأخرى» Lyrical Ballads, with a Few Other Poems، وقد حوى عديدًا من القصائد
السينما والميثولوجيا الأرضية
«السينما ميثولوجيا للجمال الحديث» أراغون كتمهيد أطرح سؤال لماذا الميثولوجيا؟ وماذا نقصد بالميثولوجيا الأرضية؟ بل أكثر من ذلك: هل من الممكن -والمستساغ- أن نتحدث في عصر سيادة التقنية عن ميثولوجيا؟ في البداية، الميثولوجيا المقصودة في هذه المقالة ليست عقيدة أو
مُعجم الأحلام
الجزء الأول: بالقرب من الجذور، عند سطوحها إن مطمحنا من هذا التسلسل الذي نحاوله لم يكن سوى تتبع البدايات والأوائل، أو المداورة حولها. ولعل مبعث ذلك هوس شخصي بالبدايات، فثمة إحساس باطني دائم بأن كل خطوة وإن كانت في منتصف
اللمبي: الأيقونة التي لم تكتمل
قبل أن تأتيني فكرة الكتابة عن «اللِمبي»، كنت أعيد مشاهدة مقطع شهير للممثل المصري محمد سعد. المقطع من ظهور تليفزيوني لسعد ويقدم فيه أداءً مميزًا لشخصية كاسيوس من مسرحية «يوليوس قيصر» الشهيرة لشكسبير. تزامنت مشاهدتي مع زيارة إحدى صديقات العائلة
(1): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة ويس أندرسون (ملهاة إنسانية)
«ويس أندرسون يروي قصصًا شخصية مؤثرة في إطار هزلي». – بيل موراي، 2001 حياة الإنسان على كوكب الأرض الممتدة منذ آلاف السنين يمكن تلخيصها -بطريقة مخلّة بعض الشيء- في كونها صراعًا مستمرًا مع السلطة، أيًا كان
«تانغو الشيطان» الأدب مصورًا
مقدمة لا بد منها: «الحرب والسلم»، «الإخوة كارامازوف»، «يوليسيس»، «المسخ»، و«دون كيخوته».. قد يكون العامل المشترك بين أهم أعمال الأدب العالمي هو افتقارها الى اقتباس سينمائي بعظمة الأصل الروائي. نميل لاشعوريًا للتعامل مع الفيلم كبديل مصوَّر للرواية؛ كلا الوسطين يقدمان
«البحر وموجاته»: سؤال المنارة والبحر والمهاجر
«من وين إنتَ؟» يسأله الجندي باعتياد، لكن الضوء يمر على وجهه ويختفي دون أن يجيب، فرغم بساطة هذا السؤال فإنه يضرب عميقًا في الجذوع المتهالكة، من أين أنت؟ لكن هل بإمكان المهاجر أن يجد جوابًا غير الصمت؟ حتى ينتقل المتحدث
غلطة الشاطر التي ارتكبها بازوليني في «ثلاثية الحياة» وأنقذه رحيله من تبعاتها
إذا كانت كتابات كثيرة للسينمائي والشاعر والمفكر الإيطالي بيير باولو بازوليني (1922 – 1975) قد نُشرت بعد موته قتلًا بصورة غير متوقعة في ذلك الخريف الكئيب على شاطيء أوستيا غير بعيد من روما، فإن النص الذي لا يزال يُعتبر حتى
«مايسترو»: ما هذا النشاز يا برادلي!
منذ مشاهدة المقطع الدعائي لفيلم «مايسترو» (2023)، أصبح الفيلم واحدًا من أكثر الأفلام ترقبًا للعام، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام أخرى هي «قتلة القمر المُزهِر» و«أشياء بائسة» و«منطقة الاهتمام»، لكن الاختلاف أن تلك الأفلام تواجدت بسبب ثقل أسماء صناعها، سكورسيزي ولانثيموس
ويس أندرسون في مراحل الصّقلِ الأولى (في البداية تكمن الأسرار)
«كان النص مكتوبًا بدقة شديدة. يمكن أن تقول إن هذا الرجل يعرف بالضبط ما الذي يريد أن يصنعه، وكيف يريد لكّل مشهدٍ أن يبدو». – بيل موراي، 1999 على طاولة منزوية في قاعة مادة آداب اللغة
«قوة الكلب».. حيث كل سرٍّ يجرّ سرًا
في عام 2021، أنجزت جين كامبيون فيلمها الثامن خلال 30 عامًا The Power of the Dog «قوة الكلب»، المعد من رواية توماس سافيج، الصادرة في عام 1967، التي تقول عنها جين كامبيون (مقالة جاستن كرول 6 مايو 2019): «هي رواية
حرِّك صورك لتصبح فيلمًا.. ثم لوّنه
كيوبرك المخرج-الجزء الثالث عن المضامين إن انتهينا إلى القول، في الجزء السابق، بالمماثلة ما بين المخرج والفيلسوف، فسنفتتح القول هنا بأن المخرج هو بذاته فيلسوف. يُعرَّف الإخراج على أضيق حدوده بأنه مهنة فنية تتطلب إخراج الصورة بأفضل حال ممكنة. ويحق
كيف يمكن لمبدع تحف سينمائية أجدّها «الفتى ومالك الحزين» أن يتقاعد؟
خمسون سنة وأكثر من أفلام التحريك للتجديد في لغتها السينمائية ومعانيها الإنسانية يحلو للمنتِج المصري – اللبناني غابي خوري، المدير العام لشركة يوسف شاهين السينمائية «مصر العالمية» وابن أخت المخرج الكبير الراحل، أن يروي عن خاله حكايةً كانت تتكرر في
السينما السعودية: خمس سنين انقضت، فماذا قُضي؟
عشية إعلان الخبر. في عشية يوم بارد، تجمدتْ من صقيعه الأطرافُ، وتسارعت مع رياحه العظام بين ارتجاف وارتشاف، اتخذتُ لنفسي ركنًا قصيًا في غرفتي واحتضنت المدفأة، والتحفت صوفًا تتخطاه رجلاي حين أمدهما، وهاتفي بيدي، وشاحنه بمقبسه. يغلب على ظني أن
كيوبرك وأفلاطون: حجر ورقة مقص
كيوبرك الفوتغرافر-الجزء الثاني في العالم الأدنى، بوصفه مجرد كهف، كان رأي أفلاطون أن الوعي بمجمله ليس أكثر من حركات للظل المتمثل على جدار الكهف أمام المحبوسين بداخله. هو الوهم، إذن. وليس عالم المثل الأعلى إلا الأصل لكافة الصور الأدنى، أو
ما تقدمه لنا رتابة الحياة: نظرة على فيلم “جين ديلمان”
تتألف الحياة من عادات روتينية نقوم بها بلا تفكير لأننا ألِفناها، وقد يُغفلنا هذا الاعتياد المتكرر عن تقدير جمالية التفاصيل اليومية، وممكن أن نشعر مع هذه الرتابة بشيءٍ من السلام الداخلي، من حيث معرفة خطوتنا القادمة ماذا وأين ستكون، ولكن
في نضوج العين على نار هادئة: كيوبرك الفوتغرافر -الجزء الأول
خيط البدايات-سجاد النهايات لعلّ رابطًا خفيًّا يوجد بين أمرين متباعدين، كمثل الذي يربط بين عنوان آخر فيلم من أفلام المخرج الكبير ستانلي كيوبرك وأولى عدسات الفوتغرافر الصغير ستانلي كيوبرك. “عيونٌ مغمضة باتّساع”، هذا ما كان عليه عنوان الفيلم، كما هو
أزمة انتقاد الفيلم السعودي
تكشف لنا مواعيد صدور أفلام الفترة المقبلة عن عديد من الأفلام السعودية، وكعادة كل فيلم يتم عرضه، تأتي فترة مطالعات النقاد والجمهور، وتتناثر الكلمات ما بين معجب ومنتقد. يتبين لكل مَن يطالع المشهد السينمائي المحلي في السعودية أن هناك حالة
مؤتمر النقد السينمائي: رؤية غير مسبوقة تستنطق جماليات السينما خارج إطار الصورة
ما مدى ضرورة النقد السينمائي اليوم؟ هل هناك من لا يزال يؤمن بضرورة النقد السينمائي بين أبناء الجيل الجديد من المشتغلين بالأفلام أو من المتابعين لها، على الأخص ووسائل التواصل الاجتماعي تعج بحسابات تصنيف وتقييم الأفلام وعرضها، وهي الحسابات التي
رومانسية التسعينيات: الشقراء التي عشقها الرجال والملائكة
أما قبل، سأدرج احترازات صغيرة تفاديًا لهدر وقت القارئ العزيز. لم أكتب مقالًا من سنوات عدة، حتى لأزعم أني نسيت كيف تُكتب المقالات. سيكون مقالًا نوستالجيًا خالصًا أبكي فيه على ما جرى لسينما كانت خفيفة لطيفة مخلصة للمتعة قبل الفن
سكورسيزي في «قتلة زهرة القمر»: إحياء روح هوليوود المشاكسة في السبعينيات
من المؤكد أن الثناء والتهليل العامين اللذين كانا من نصيب فيلم مارتن سكورسيزي الأخير منذ عرضه خلال الدورة الفائتة لمهرجان «كان» الدولي، «قتلة زهرة القمر»، أتيا مستحقّين على أكثر من صعيد، وخصوصًا أن الإجماع أتى نقديًا وتشارك فيه نقاد عالميون
«حتى ينقطع النفس»: أسلوب غودار المبكّر
في خضم نقاش مع أحد الأصدقاء المهتمين بالسينما قبل سنوات، وجدت نفسي عاجزًا عن شرح أسباب حبي للفيلم «حتى ينقطع النفس» (1960) Breathless، وغيره من أفلام المخرج الفرنسي الراحل «جان لوك غودار»، وبقية أفلام مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة، ذلك لأن
التلسين: الأداة التي نقلت الفن لشاشة الطفل العربي
1- البدايات: في يوم عابر مطلع الثمانينيات الميلادية في منطقتنا، حيث عمّ الهدوء في أرجائه بسكون فوهات البنادق فيه عن التبارز صوتيًا لبرهة، ريثما ينتهي اجتماع انعقد بين قيادات الفصائل للتوصل لاتفاق ينهي الحرب الأهلية في بلد ما، وغُطت المدافع
سينما نوري بيلجي جيلان: تأملات في الأسلوب والمضمون
يسعى هذا المقال إلى التعريف بسينما المخرج/المؤلف1 نوري بيلجي جيلان، ويحاول البحث فيها عبر تقصّي ملامحها الشعرية ومفرداتها الجمالية، ثم تقفّي آثار هذه الملامح وصولًا إلى جذورها إن أمكن. وربما أيضًا وضعها في سياق قد يفسر بعض اختياراتها الفنية وجوانبها
مقاومة ثقافة الفشار
لا تنفصل أي تجربة جمالية عن وظيفتها الاجتماعية، ولذلك تُعتبر السينما من الأمثلة الصريحة لتلك الصلة الحيوية، إذ لا وجود للفيلم إلا بوجود الجمهور، الذي يشاهد الأفلام ويهبها تفسيرات وتعليقات وأحيانًا مطالعات نقدية ولو انطباعية، تتجاوز البعد الفني إلى رحابة
رواية، لوحة، فيلم
تبرز في لوحة The Souvenir للرسام الفرنسي جان هونوري فراغونارد ملامح فتاة يافعة تحفر حرفًا على جذع شجرة أُخذ عمدًا من اسم عشيقها، تحت مرأى كلب الفتاة الشابة وترقبه، رفيقها في تلك الخلوة مع الطبيعة. إن أردت أن تطيل النظر
أرواح صامتة: النعي الروحي لروسيا
تميزت السينما الروسية المعاصرة بلغة بصرية أكثر مما هي سردية، ونشاهد ذلك بوضوح في مسيرة المخرج أليكسي فيدروشينكو شديدة الخصوصية والتميز، ليس لتفضيله السرد البصري وحسب، بل بسبب شغفه المستمر، حدّ المغامرة بسمعته السينمائية، في تجريب أساليبَ وأنواع جديدة في
(أشباح غويا): لمحة عن الشر ودموية التاريخ الأوربِّي
يستلهم فيلم (أشباح غويا- Goya’s Ghosts) الحقبة التاريخية المظلمة والمتقلبة التي عاشها الفنان الإسباني الأبرز فرانسيسكو غويا، وروح أعماله التي تسلط الضوء على (الجانب المظلم من التنوير)، وهذا عنوان كتاب لم يُترجم للكاتب البلغاري/ الفرنسي تزفيتان تودوروف، يتناول فيه حياة
داود عبدالسيد: الواقعي الثائر
الفن دائمًا هو الأداة المُناهضة لتحدي البيروقراطية والقيود التي تُفرض على الصُناع، سواء من الجهات الرقابية أو من المجتمع نفسه، ومع هذا الراسخ كان على الفنان السينمائي في مجتمعنا أن يكون مُبتكرًا، جريئًا، وثائرًا أيضًا! ولا يمكننا الحديث عن الثائرين
سينما الواقعية الجديدة المصرية: الملاذ أم التريند؟
في العامين الأخيرين، لاحظتُ أنه لا يكاد يمر عليَّ أسبوع واحد إلا وقد أرسل إليَّ بعض أصدقاء العمر منشورًا أو مقالًا يتأمل ويتغزل في تفاصيل أفلام موجة الواقعية الجديدة في مصر. نمت الملاحظة وتحولت إلى فضول دفعني إلى تأمل مشهد
كيف تكتب سيتكوم في عشر دقائق.. وبضع سنوات؟
يعد السيتكوم فنًّا قائمًا بذاته، يحمل إيقاعه الخاص، ويتحرك بمزيج غريب بين إبداع الكُتَّاب وتعاطي الجمهور مع المادة والحس الفكاهي والشخصيات. ولا يعد ذلك الفن بمثابة إجازة أو نزهة فقط، بل يكون رابطًا عاطفيًّا -أعمق مما يبدو عليه- مع محبِّيه،
مغامرة الحياة بين الجمال والتعاسة عند ويس أندرسون
(نَظرَة بلا عدسات مكبّرة) “تساءلت، أهو دوريان غراي؟ إنه آتٍ من عصر آخر، غير أنه ليس مزيفاً، بل حقيقيًّا بشكل مطلق”. كيت بلانشيت خلال الأسابيع والأشهر الماضية صرنا نلتقي ويس أندرسون في كل أرجاء العالم الافتراضي، أينما ذهبت ستجد موسيقى
ما بعد الطليعة: الكاميرا التجريبية
“لقد كان تعريف الفن دومًا على حسب ما كان عليه في الماضي، ولكنه لم يعد مشروعًا اليوم؛ لأنه أصبح مفتوحًا على ما يريد أن يكون.. وربما ما سيصير إليه”. أدورنو مقدمة: مما لا شك فيه أن كل كتابة حول الفن
تأملات حول ريتشارد لينكليتر ومعضلة الزمن
في إحدى ظهريات أثينا الحارّة، تجول المشّاء أرسطو كعادته متهادي الخطى ممارسًا هوايتيه المفضلتين: المشي والتفكير. لمع في ذهنه تساؤل له كل الحق في طرحه وإن بدا أمرًا محسومًا في وقتنا الحاضر، لكن لنتذكر معًا…نحن هنا في القرن الرابع قبل
(إخوة ليلى).. صفعة في وجه النظام
نجح المخرج سعيد روستايي في نقل الواقع المعاش في بلده للمُشاهِد في فيلم (إخوة ليلى- برادران لیلا) الفائز بجائزة النُّقَّاد في مهرجان كان 2022.يروي الفيلم قصة عائلة إسماعيل جورابلو، حيث يبحث الأب عن السيادة والشرف ليكون كبير القبيلة بعد وفاة
“Hatching” حصاد الأمومة المسمومة
يُقدم الفيلم الفنلندي “Hatching” – الذي صدر العام المنصرم – قصة يتخللها نوع من الغموض والغرائبية عن فتاة في عمر البلوغ، تُربي في غرفتها – سرًا – فرخًا يفوق حجمها مرتين، وتبدأ أفعالها الغاضبة تنعكس عليه، وسرعان ما يتغير شكله
كيف نجد الحب على طريقة (منتصف الليل في باريس)؟
لا يجب أن تأخذ الحياة على محمل الجد، طبقًا للأدباء الوجوديين أمثال الفرنسي ألبير كامو والتشيكي ميلان كونديرا، والسبب هو عدم إمكانية تفسيرها، وغياب المعنى عنها. ولا يختلف الأمر بالنسبة للمخرج الأمريكي وودي آلن الذي يحاول أن يخلق من الفن
أمل فغضب ثم سخرية؛ البعث في ثلاثية وادي الفرات لعمر أميرلاي
في ستينيات القرن الماضي ومع صعود الحركات القوميَّة العربية وتسلُّمها مقاليد الحكم في عددٍ من الدول العربية، كان هناك جوّ من الحماس يسود الشباب المندفع آنذاك خلف شعارات الاستقلال والوحدة العربية بالضدِّ من الاستعمار الغربي. وكان المخرج السوري عمر أميرلاي
الساموراي السبعة أكيرا ثم أحفاده: صور متعددة لقصة واحدة
سكان قريةٍ فقراء يعتاشون على زراعة الأرز تتسلط عليهم عصابةٌ من قطاع الطرق، فيبحثون عن خلاصٍ من هذا الظلم ولا يجدون سوى نصيحة أكبرهم سناً بأن يستعينوا بمجموعةٍ من الساموراي لتخليصهم، يذهب ثلاثةٌ منسكان القرية للبحث وطلب المساعدة، فيجدون مقاتلاً
سؤال المصير في حياة خفية لتيرينس ماليك
نتساءل هل تضطرنا الحياة للرضوخ والتخلي عن مبادئنا وقيمنا حال تعرضنا لضغوط قاسية؟ أم أن التمسك بالمبدأ هو ملاذنا في هذا العالم الموحش؛ بصرف النظر عن النتائج التي قد تترتب على هذا الاختيار؟ أتقف في مواجهة السلطة وجهًا لوجه، حتى
فيلم “باربي” والعودة إلى الثنائيات والنسوية التقليدية
ما توقعات المُشاهد من فيلم “باربي”؟ قبل الإجابة على هذا السؤال الصعب والمحاط بالتخمين، لنرى السياق الذي جاء به الفيلم، والذي يتلخص في وضعه وجهًا لوجه مع فيلم “أوبنهايمر”، وأنه يأتي في سياق الحرب الثقافية الأمريكية وكون هوليوود طرفًا في
كاوبوي بيبوپ بدْوٌ فضائيون.. مرتزقة أرضيون
تقديم، أو في الصورة بعمومها والإطار: في عالم متشظٍّ، القوميات فيه لم تعد أكثر من مجاميع من أناس يتشابهون في أماكن متفرقة، والمؤسسات لا تعمل إلا في حدود الضيق وما هو في متناول اليد لفرط الضعف من ناحية ولشدة اتساع
التداعي الحر للذاكرة وتقاطعاتها الفنية في فيلم: باردو (السجل الكاذب لحفنة من الحقائق)
عندما نتأمل فيلما اشتبكت في صناعته خيوطٌ عديدة ليس بدءًا من الناحية الفنية والثقافية ولا انتهاءً بالناحية التقنية مثل فيلم (باردو “السجل الكاذب لحفنة من الحقائق”) لأحد أبرز المخرجين المكسيكيين المعاصرين (أليخاندرو غونزاليس إيناريتو) علينا أن نلج عالمه الفسيح ونُفكِّك
الموروث في السينما السودانية- فيلم (ستموت في العشرين)
الموروث الثقافي هو أكثر ما يميز الدول والشعوب عن بعضها، ولعل هذا ما لعب عليه المخرج أمجد أبو العلا في فيلمه الشهير (ستموت في العشرين)، الذي لاقى ترحيبًا كبيرًا من الجمهور والنقاد على حد سواء، ويرجع هذا إلى أنه أول
(أغنية الغراب): السلمان في أصفاد لانثيموسية
للوهلة الأولى قد يشعر المشاهد عند مشاهدة الفيلم الطويل (أغنية الغراب) -الفائز بالنخلة الذهبية في مهرجان الأفلام السعودية- أن الفيلم أحد الأفلام التي تناقش الصحوة وتنتقدها كباقي الموجة التي بدأت 2015 واستمرت إلى الآن. إذ نجد بطل الفيلم -ناصر- في
أوبنهايمر أو: كيف تعلمت التوقف عن القلق وحب القنبلة
فيلمٌ محفوفٌ بالجدل أم القلق؟ للوهلة الأولى بعد الإعلان عن اسم العمل والشعار الدعائي له، كان من السهل الاستنتاج أن العمل يروي سيرة يوليوس روبرت أوبنهايمر؛ لكن ما قدمه مُخرج العمل كريستوفر نولان كان بعيدًا تمامًا عن مناقشة سيرة ذاتية
هاني جوهرية: سينما للنضال
«من خلال الصور الثابتة والمتحركة نستطيع إيصال ونشر مفاهيم الثورة إلى الجماهير والحفاظ على استمراريتها». هاني جوهرية سطر الشهيد هاني جوهرية في النشرة الأولى لمؤسسة السينما الفلسطينية تلك العبارة التي أوضحت بشكل كافٍ عن أفكاره التي ساهمت في إنشاء قسم
«ليلى وإخوتها» النظر للمرأة كمكون وجودي لا كرمز للتمرد
SET UP/ الإعداد لا يعتمد الفيلم الإيراني «ليلى وإخوتها» 2022 للمخرج الشاب سعيد روستائي على سينما الأشياء الصغيرة التي تكبر، كما هو حال معظم أفلام السينما الإيرانية، أو لنقل الأشهر منها، فبعد لقطة Close Up صغيرة لوالد ليلى وإخوتها وهو
إخوة ليلى: أحلام جيلٍ جديد
للعائلة قدسية في العالم العربي والإسلامي والمساس بها شبه محرم. في فيلمه إخوة ليلى يستعرض لنا المخرج الشاب سعيد روستايي ويناقش “قداسة العائلة” بنموذج لعائلة تصارع الفقر وتسعى للوصول إلى طبقة وسطى مخافة الموت فقرًا وهذا ما أزعج البعض واعتبروا
ثمالة السلطة في مسلسل «الخِلافة»
عَرَّفَ الفيلسوف آلان دو بوتون المكانة العالية بقوله: هي وفرة الموارد، والرحابة والراحة، وربما ما لا يقل أهمية، إحساس المرء بأنه موضع اهتمام وتقدير وهو ما يتم عبر تلقي الدعوات للمناسبات الاجتماعية والإطراء والضحك «حتى لو كانت النكتة سخيف». وأضيف
هل نجح «ستاتز»؟ المسألة أكثر تعقيدًا
إن مهمة العلاج النفسي تتمركز حول نقل المريض بمعاناته كما يتصوَّرها هو نفسه، من مستوىً إلى آخر، لا يكون ذلك المستوى جيدًا بالضرورة، بل قد يكون مُوغلًا في السُّوء، لكنه وفي الوقت ذاته يُسهم بشكلٍ أساسي في إعادة ترتيب تلك
الحمير والسينما
لآلاف السنين كانت الحمير جزءًا من الحضارة الإنسانية، حيث كانت وُحوشًا ووسائل نقل ورفاق حتى. وقد أثبتت -بالرغم من سمعتها المتواضعة- أنها شخصيات متعددة الاستخدامات ومحبوبة على الشاشة الكبيرة، بل بلغ الأمر أن تظهر في أدوار بطولية. غالبًا ما تستخدم
إيليني كارايندرو: تحديقٌ في الملحمة
«لو أن هوميروس كتب ملاحمه موسيقا، لكانت ستبدو شيئًا كهذا: موسيقا سوداء، رخيمة، تعبق بالنبيذ وبماء البحر الأجاج، كل ذلك بالإضافة إلى الحزن، والإيروتيكا في الكلمات الشادية بالحب والفقد وما يهيب بالروح البشرية لتحقيق كل ما تعاظم شأنه من أمر.
ثيودوروس أنجيلوبولوس: نقش وكتابة صورية
السينما كحرفة (نقش وكتابة صورية) السينما نمطٌ من أنماط تفكير متعددة، مثل الفلسفة والعلم والدين. بل إننا أصبحنا نتحدث عن ما يُسمى «بالفيلمولوجيا» وهو مصطلح صاغه إيتيان سوريو، يتعلق بعلاقة السينما والفيلم بالفلسفة والتفكير بشكل عام. إن الصورة فكر، وبقدر
«الفأر الطباخ»
أفلام الكرتون بالتأكيد ليست نوعيَّة أكثر من كونها أسلوب تناول، ولأي قصة عشرات الطُّرق لصناعتها، لكن في رأيي ما يجعل اختيار الرسوم المتحركة ضروريًا في بعضها هو حدود الخيال في القصة، كقصة ريمي مثلا، التي لم تكن لتُصنع بأي شكل
دروب كيارستمي ونجيب محفوظ: تشكيل الواقع بالشِّعر والمعنى
بإحساس الشَّاعر ونظرة الراصد وفكر الفيلسوف صنع عباس كيارستمي عالمًا خاصًّا واتجاهًا جديدًا في السينما العالمية. فلم يحتج إلى جنسٍ أو عنفٍ أو حيل بصريَّة لصناعة فيلمه الخاص، ولا إلى استخدام الحبكة التقليدية والموسيقى المكررة أو العمل مع نجوم السينما
مانويل دي أوليفيرا: السينما وتخليد اللحظة
كان صانعُ الأفلام وصاحب أطول مسيرة سينمائية «مانويل دي أوليفيرا»، مخرجًا لمدة 88 عامًا وهي فترة أطول من تمكن معظمنا من البقاء فيها على قيد الحياة. لقد بدأ مجده في شيخوخته، أخرج ما يقارب الـ 80 فيلمًا يحمل كل منها
بيرناردو بيرتولوتشي: انطباعاتٌ وهوامش (الحركة الأولى: ١٩٦٢ – ١٩٧٩)
«والدي كان شاعرًا وأنا أيضًا كتبت الشِّعر في صغري، أظن ذلك كان في الثامنة وتوقَّفت في الحادية والعشرين». هجر كتابة الشِّعر في العشرين من عمره لكنه حمل عالمه الشِّعري داخله، فقد بدأ حياته الفنية كمُساعد مخرج لـ«بازوليني» سنة (1961) بعد
مَا قيمة الخوف في عالمٍ ميؤُوس مِنه؟
رُؤية ذاتية حول الخوف في عَالم ما بعد الكارثة. مثَّل المسلسل التِّلفزيوني «The Last Of Us» نموذجًا فريدًا في سِلسلة عوالِم البقاء على قيد الحياة، وعوالِم ما بعد الكارثة! وهو النَّموذج التلفزيونيُّ الأول لِلُّعبة «The Last Of Us» التي عُدَّت
عن الأمومة وأشباحها في السينما
في كتابها «كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها»، طرحت إيمان مرسال تساؤلاتٍ عدة عن صورة الأمومة في المتن العام، وإن كانت هوية المرأة تختفي تدريجيًا وراء انضمامها لكيان الأمومة الموحد، أم أن هويتها كأمّ هي انعكاس لهويتها الأشمل كامرأة! إنّ علاقة
المؤسسة العامة للسينما وتأثيرها في السينما السورية
سوريّا، بلد البدايات ومنبت الفنّ لطالما كانت سوريا بلدًا منفتحًا على كافةِ صنوفِ الفنّ، والمنبعَ العربيّ لها، وكسائر الفنون كان للسينما حظوةٌ منها، فمنذ مطلع القرن العشرين عرفت سوريا السينما، وكان هناك دارا عرض، الأولى في حلب والأخرى في دمشق،
بابل: رحلةُ السينما من التاريخ إلى الحلم
حسناً، إنه عملٌ ساحر ويصعب الحديث عنه، فصلٌ بين عالمين يتداخلان أحياناً وينفصلان بشكلٍ واضحٍ أحياناً أخرى، تأريخ للسينما في جانبٍ منه، وفي الآخر غرقٌ في الاستعارة من عالمٍ ساديٍ، حيث المتعة بكل صفاقتها ووحشيتها هي مضمون حركة الجميع، هذا
عبدالله المحيسن: مخرج سعودي
ولد المخرج السعوديّ عبداللّه بن عبدالرحمن المحيّسن في مكّة المكرّمة عام 1367هـ وتلقّى تعليمه الأساسيّ في المملكة العربيّة السعوديّة وأتمّ دراسة المرحلة الثانويّة في لبنان ، ثمّ التحق بكلّيّة «جلستر كولدج إف آرت دزاين – of College of Arts &
أشباح جييرمو دِل تورو: عن التوحش الإنساني
يبني جييرمو دل تورو عوالم غير مألوفة بشخصياته وأماكنه وقوانينه؛ عوالم الجنيّات والوحوش والأشباح. وليست الأشباح في سينماه كما تُصوّر في أفلام الرعب، حيث لا تختار ضحاياها عشوائيًا كما عوّدتنا هوليوود في رحلات تخييم الفتيان والفتيات في الجزر النائية؛ بل
ستاتز: فيلم برداء نفسيّ ووعظيّ مبسّط
إحساس الفضل والثناء الّذي يملأ الشخص تجاه من يعتبره منقذًا يكون معقّدًا، وفي حالة الفنّانين يرد أن ينتج عنه عمل فنّيّ يعبّر عن هذا الإحساس. يعتبر فيلم «ستاتز – Stutz» إحدى هذه الأمثلة، فيعلن بمقدّمة الفيلم الممثّل جوناه هيل عن
سطار: نظرة على السرد القصصيّ والبصريّ والموسيقيّ
في فترة الطفولة -وقد تمتدّ للمراهقة في حالات أقلّ- يتخيّل البعض أنّه مصارع فيقوم بأداء بعض حركات المصارعين مع إخوانه وأصدقائه، ثمّ مع مرور الوقت تنتهي هذه الممارسة. لكنّها لم تكن كذلك بالنسبة لسعد بطل فيلم «سطار: عودة المخمس الأسطوريّ»،
ماذا كتبنا في 2022: قراءات سينمائيّة
مع اقتراب نهاية العام، تعيدنا الذاكرة لأهمّ ما أنجزناه في السنة الماضية، ولأنّ البدايات ما زالت تشكّلنا وتصنع منّا كلّ يوم نسخة أفضل، اختارنا أن نشارككم نبذة قصيرة من بعض القراءات السينمائيّة والّتي كتبها كتّاب وكاتبات ميم خلال عام 2022 ،
الحياة وفلسفة العيش: في سينما الساخر الأخير (باولو سورنتينو)
«لا تستخفّ بالدعابةِ أبدًا، حتّى لو كنتَ في أفظعِ لحظةٍ من حياتك». باولو سورنتينو إذا سلّمنا بأن فلسفة «الحداثة» قائمة على فكرة إلغاء الماضي ونبذ التراث والقطيعة معه، فإن فلسفة «ما بعد الحداثة» قائمة على العودة إلى التراث في أيّ
المسلسلات في مواجهة العملاق السينمائي
في ظل التسارع المهيب والكبير للتكنولوجيا وتطور الصناعة، وأثرها على السينما والتلفزيون، أصبح للمشاهد طريق سهل ممتنع للمشاهدة، بفضل منصات البث، وثقافة إصدار المسلسل كاملًا دفعة واحدة، وضخامة الإنتاج والإقبال، وارتفاع عدد مستخدمي الأجهزة الإلكترونية الذي كان له الدور الأكبر
عباس كيارستمي: سينما مطرّزة بالبراءة
عباس كيارستمي المخرج، كاتب السيناريو، المونتير، الرسام، المصور الفوتوغرافي، والشاعر لم يكن اسمًا معروفًا وبارزًا في الأوساطِ السينمائية العالمية طوال عقدين من عمله في السينما، حتى عُرض فيلمه «أين منزل الصديق؟» عام 1987 في مهرجانات أوروبية، وبدأ يلفت أنظار النقاد
الذكرى الثامنة عشرة لمسلسل التغريبة الفلسطينية
في مثل هذا اليوم من العام 2004 والذي يوافق الثاني من رمضان، طلّت علينا أولى حلقات أحد أهم المسلسلات العربية، والعمل الأهم والأبرز للقضية الأهم في عالمنا العربي: (القضية الفلسطينية) من خلال مسلسل التغريبة الفلسطينية. أثمر التعاون الرابع بين الكاتب
فيديريكو فلّيني: بين سحر الخيال وواقعية الأحلام
بنهاية الحرب العالمية الثانية؛ نهضت السينما الإيطالية من أنقاض الخراب الذي طال كل شيء في أوروبا، برؤية مختلفة أساسها تصوير ودراسة حياة مجتمع ما بعد الحرب، والتي ستتبلور على يد روبيرتو روسيليني الذي سيُدشِّن موجة الواقعية الجديدة بتصويره فيلم روما
الفلسفة والمشاهدة السينمائية
استكمالاً للسينما والفلسفة: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى في المقال السابق تساءلنا عما إذا كانت الأفلام قادرة على ممارسة الفلسفة. هل في وسع الأفلام أن تصبح وسائل للاستقصاء الفلسفي؟ وكانت الإجابة هي نعم بالتأكيد. في هذا المقال اليوم نطرح أسئلة فلسفية حول طبيعة
نظرة على طيف جان لوك غودار الواسع
يمكن أن نعرف جان لوك غودار بأنه صانع الأفلام الذي تمرّد على قواعد السينما التقليدية وقام بتفكيكها وخلَق قواعد جديدة، واضعاً بصمته على تطور السينما الفرنسية وكان مبدعًا في ابتكار أساليب غير مسبوقة في صناعته لأفلامه على طريقته وفلسفته الخاصة،
أوج الأفلام الصامتة
مع منتصف سنوات (1920) وصلت السينما إلى ذروةٍ من الروعة لا يمكن لها –خلال بعض الأطر المعينة– أن تتجاوزها مرة أخرى. ومن الحق أنه لم يكن هناك صوت مصاحبًا لها ومتزامن معها، وكذلك التلوين، فيما عدا في مرحلة تجريبية متقدمة
السينما العربية: تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي
من بين مجموع الكتب المنشورة حول السينما فـي الوطن العربي خلال ما يقارب 85 عامًا من 1926 إلى 2011 التي يتجاوز عددها الـ 1600 كتاب، لا تتعّدى المؤلفات التي يرد بعنوانها “تاريخ السينما” 19 كتابًا، أي قرابة واحدًا بالمئة من
فن الراوي المُريب
قراءة في ثلاثة قصص لأب القصة اليابانية الحديثة: رينوسكي أكوتاغاو تنويه: هذا النص سيكشف أحداثا مهمة من قصص أكوتاغاوا. إن قرأت أكوتاغاوا مسبقا، فأزعم أنك ستجد شيئا مشوقا أدناه. و إن لم تفعل، فأزعم أن هذا الكشف لن يضير استمتاعك
أليخاندرو خودوروسكي يبحث عن نفسه في الذكريات ولا يقابل أحدًا
هل يمكن للسوريالية أن تعيد تأثيث وتأسيس واقع جديد على أنقاض واقع قديم؟ هذا الفعل أو الهدف ضمن ممكنات السينما السوريالية، وضمن ما يمارسه أليخاندرو خودوروسكي في رائعتيه «رقصة الواقع» (2013) The Dance of Reality، و«شعر أبدي» (2016) Endless Poetry،
نقض رواية «الجريمة والعقاب» في مسلسل «أنت»
في مونولوج داخلي، يبرز كل من شخصية راسكولنيكوف في رواية دوستويفسكي «الجريمة والعقاب» وشخصية «جو» في مسلسل «أنت» You، موضحين ملامح الشخصية الانعزالية التي تميل إلى الحوار مع نفسها. راسكولنيكوف يُجري حوارات داخلية مكثفة، ولا يُظهر ميلًا للتواصل مع الآخرين.
أسلوب المخرج السينمائي
كيف أُصبح مخرجًا لديَّ بصمة وأسلوب إخراجي؟ سؤال يراود عددًا كبيرًا من صناع الأفلام في بداية مسيرتهم، ولكن لنعلم بدايةً أن الإخراج مهنة مرهقة، فهي تتطلب قدرًا كبيرًا من التحضير والوقت، وقد يعمل كل العاملين في القطاع في مشروعات أكثر
الرمز في مواجهة السلطة: هل تقوضت سلطة الرقيب؟
يكشف تاريخ التابو مسيرة صناعة الأفلام، المنتَجة محليًا أو المستوردة، من الأندرجراوند إلى سينمات العالم، ومن المنبوذ إلى الأكثر رواجًا على المستوى التجاري. ولكن ثمة تاريخ آخر من المواجهة بين الرقابة والفن، باعتبار أن أعظم الأعمال الفنية تمت تحت وطأة
فيلم «المصير» وتداعيات جِراح الشّخصية العربية
«علّي صوتك بالغُنا، لسه الأغاني ممكنة» ما إن يستعر التطرف الديني في أحد بُلداننا العربية، حتى تصدح الحناجر بهذه الكلمات التي غنّاها محمد منير في فيلم «المصير»، ثم ما لبثت أن أصبحت رمزًا في هذه المعركة طويلة الأمد ضد قوى
«عن الأبدية» لروي أندرسون: رجل الدين في العيادة النفسية
في مشهد بديع من فيلم «عن الأبدية» (2019) يحاول روي أندرسون تلخيص مأزق الدين في السياق الأوروبي اليوم، في العالم غربي الهوى، فاقد الإيمان، المقدِّس للرأسمالية، والذي يبدو البشر فيه، كما يصورهم أندرسون في رباعيته، جثثًا تتحرك دون دافع، تطارد
«فينوس مرتدية الفراء»: المازوخية كما يجب أن تكون
العلاقة بين الرجل والمرأة كالعلاقة بين المطرقة والسندان، والبعض يفضّل أن يقوم بدور المطرقة، والبعض الآخر يفضّل أن يقوم بدور السندان. من هذه الفكرة انطلقت الأفكار السادية والمازوخية في عالم الأدب، ومنها إلى علم النفس، والممارسات الجنسية غير الاعتيادية. وهي
(4): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة ويس أندرسون (قمر طفولةٍ خسيف)
«يا إلهي، عندما تبرد المرُوج، وفي القُرى المنكوبةِ عندما تموتُ الملائكة الخالِدة… على الطبيعةِ العاريةِ من الزَّهر، دعِ الغِربَان العَزيزة الرائعة تهوي من سماواتك الفساح». آرثر رامبو/ قصيدة الغِربان في فبراير من العام 1935 نشرت صحيفة نيويوركر ملاحظة مقتبسة من
فيلم «الحدود الخضراء» يكشف جانبًا من محنة اللجوء الأوروبي
خلال العقد الماضي أصبحت الهجرة قضية سياسية ملحة، وهي التي تميزت بعبور الأشخاص عبر الحدود الوطنية. برزت قضية اللجوء إلى أوروبا في السنوات الأخيرة بوصفها إحدى المشكلات التي يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول لها، مع وصول ما يزيد عن مليوني
«سعيدٌ مثل لازارو»: تأملات ذئب في الانحلال الإنساني
«لم أكن أريد إلا أن أعيش وفق الدوافع التي تنبع من نفسي الحقيقية. فلِمَ كان ذلك بهذه الصعوبة؟»1 يعيد فيلم «سعيدٌ مثل لازارو» Happy as Lazzaro إلى ذاكرتنا مطلع رواية «دميان» التي افتتح بها الروائي الألماني «هرمان هسه» حياة سنكلير
للمدن أرواح
نتساءل كيف تتشكل شخصية المدينة؟ كيف نتفاعل مع المكان؟ ماذا بالضبط الذي يجعلنا ننتمي إلى المدن؟ المدينة في السينما أو في الفن بشكل عام يصحبها تعريفٌ مغاير بعض الشيء عن كونها فقط منطقة سكنية تحتوي على عدد كبير من الناس
(3): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة ويس أندرسون (اغتراب روحٍ وضياع جسد)
«أخذت كل شيء وسِرت على الطريق الترابيّة.. أحلم بجيني وشعرها البنّي المُشرق، الليل يسقط كفأس لعين.. أكاذيب وشائعات وريح تلفح ظهري، هل سيبيعني متجر الرهن ما تخلّيت عنه؟ سأحمل خطايا أبي… سأحمل خطايا أمي سأحمل خطايا أخي…حتى أصل إلى النهر…
سياقات السينما المستقلة: جيم جارموش.. أنموذجًا
عندما نريد وضع تعريف محدد للسينما المستقلة، سوف نخلص إلى تعريفات عديدة كونها -كطبيعة السينما بشكل عام- متداخلة مع عدة زوايا تقنية وفنية وإنتاجية. لذلك، حريّ بنا أولًا أن نُرجع التعريف إلى جذره اللغوي. فما معنى «مستقل» لغويًا؟ تشير المعاجم
فينومينولوجيا السينما: مدخل لقراءة أفلام تيرانس ماليك
“إن ماليك اكتشف، أو اكتشف كيف يعرف، الحقيقة الأساسية للقاعدة الفوتوغرافية للسينما: وهي أن الأشياء تشارك في الحضور الفوتوغرافي لذاتها، إنها تشارك في إعادة خلق نفسها على الفيلم، إنها أساسية في صنع مظهرها”. ستانلي كافيل العودة إلى الأصلي إن
قصة حب سعودية
موضوعان لو نجحت الدراما السعودية في تقديمها سأعتبرها علامة نضج لا ريب فيها: الدين والحب. ورهاني على الثيمتين لأنهما قاعدتا حياة البشر وأُس علاقاتهم وكاشفة كل قيمهم.. الدين والحب يقين ما بعده. اليوم في السعودية نعيش وفرة نسبية للأفلام المحلية
الأم في مسيرة صانع الفيلم: إلى ذكرى بدرية ضيدان
«إذن، لن أرى والدتي بعد اليوم. والآن، فجأة، أشعر بالوحدة، بوحدة شديدة جدًا» مشهد ليلي في فراش نومه، محفوف بالسكون، يتلقى محمد خبر وفاة والدته، هامسًا للمشاهدين هذه العبارة المقتضبة. هكذا افتتح المخرج التشادي محمد صالح هارون فيلمه «وداعًا إفريقيا»
«منطقة الاهتمام»: عندما يكون الشر مرآة الخير
يُعَدّ تنميط الشخصيات ذات النزعة الشريرة، ووضعها في قالب الشر المحض الذي يستحيل معه التقاطع مع فعل الخير والقيام بسلوك إيجابي، من الأخطاء الشائعة في الواقع المجتمعي، وانعكست هذه القولبة على فهم وتفسير تلك الشخصيات، حيث لم يعد هناك قبول
(2): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة «ويس أندرسون» (رحلة صيد)
في العام 1798 دشّن الشاعر الإنجليزي ويليام ووردزوورث وصديق عمره الشاعر صامويل ت. كولريدج الحركة الرومانسية في الأدب الإنجليزي عبر نشرهما ديوان «الترنيمات الغنائية وقليل من القصائد الأخرى» Lyrical Ballads, with a Few Other Poems، وقد حوى عديدًا من القصائد
السينما والميثولوجيا الأرضية
«السينما ميثولوجيا للجمال الحديث» أراغون كتمهيد أطرح سؤال لماذا الميثولوجيا؟ وماذا نقصد بالميثولوجيا الأرضية؟ بل أكثر من ذلك: هل من الممكن -والمستساغ- أن نتحدث في عصر سيادة التقنية عن ميثولوجيا؟ في البداية، الميثولوجيا المقصودة في هذه المقالة ليست عقيدة أو
مُعجم الأحلام
الجزء الأول: بالقرب من الجذور، عند سطوحها إن مطمحنا من هذا التسلسل الذي نحاوله لم يكن سوى تتبع البدايات والأوائل، أو المداورة حولها. ولعل مبعث ذلك هوس شخصي بالبدايات، فثمة إحساس باطني دائم بأن كل خطوة وإن كانت في منتصف
اللمبي: الأيقونة التي لم تكتمل
قبل أن تأتيني فكرة الكتابة عن «اللِمبي»، كنت أعيد مشاهدة مقطع شهير للممثل المصري محمد سعد. المقطع من ظهور تليفزيوني لسعد ويقدم فيه أداءً مميزًا لشخصية كاسيوس من مسرحية «يوليوس قيصر» الشهيرة لشكسبير. تزامنت مشاهدتي مع زيارة إحدى صديقات العائلة
(1): هدم العائلة وإعادة بنائها على طريقة ويس أندرسون (ملهاة إنسانية)
«ويس أندرسون يروي قصصًا شخصية مؤثرة في إطار هزلي». – بيل موراي، 2001 حياة الإنسان على كوكب الأرض الممتدة منذ آلاف السنين يمكن تلخيصها -بطريقة مخلّة بعض الشيء- في كونها صراعًا مستمرًا مع السلطة، أيًا كان
«تانغو الشيطان» الأدب مصورًا
مقدمة لا بد منها: «الحرب والسلم»، «الإخوة كارامازوف»، «يوليسيس»، «المسخ»، و«دون كيخوته».. قد يكون العامل المشترك بين أهم أعمال الأدب العالمي هو افتقارها الى اقتباس سينمائي بعظمة الأصل الروائي. نميل لاشعوريًا للتعامل مع الفيلم كبديل مصوَّر للرواية؛ كلا الوسطين يقدمان
«البحر وموجاته»: سؤال المنارة والبحر والمهاجر
«من وين إنتَ؟» يسأله الجندي باعتياد، لكن الضوء يمر على وجهه ويختفي دون أن يجيب، فرغم بساطة هذا السؤال فإنه يضرب عميقًا في الجذوع المتهالكة، من أين أنت؟ لكن هل بإمكان المهاجر أن يجد جوابًا غير الصمت؟ حتى ينتقل المتحدث
غلطة الشاطر التي ارتكبها بازوليني في «ثلاثية الحياة» وأنقذه رحيله من تبعاتها
إذا كانت كتابات كثيرة للسينمائي والشاعر والمفكر الإيطالي بيير باولو بازوليني (1922 – 1975) قد نُشرت بعد موته قتلًا بصورة غير متوقعة في ذلك الخريف الكئيب على شاطيء أوستيا غير بعيد من روما، فإن النص الذي لا يزال يُعتبر حتى
«مايسترو»: ما هذا النشاز يا برادلي!
منذ مشاهدة المقطع الدعائي لفيلم «مايسترو» (2023)، أصبح الفيلم واحدًا من أكثر الأفلام ترقبًا للعام، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام أخرى هي «قتلة القمر المُزهِر» و«أشياء بائسة» و«منطقة الاهتمام»، لكن الاختلاف أن تلك الأفلام تواجدت بسبب ثقل أسماء صناعها، سكورسيزي ولانثيموس
ويس أندرسون في مراحل الصّقلِ الأولى (في البداية تكمن الأسرار)
«كان النص مكتوبًا بدقة شديدة. يمكن أن تقول إن هذا الرجل يعرف بالضبط ما الذي يريد أن يصنعه، وكيف يريد لكّل مشهدٍ أن يبدو». – بيل موراي، 1999 على طاولة منزوية في قاعة مادة آداب اللغة
«قوة الكلب».. حيث كل سرٍّ يجرّ سرًا
في عام 2021، أنجزت جين كامبيون فيلمها الثامن خلال 30 عامًا The Power of the Dog «قوة الكلب»، المعد من رواية توماس سافيج، الصادرة في عام 1967، التي تقول عنها جين كامبيون (مقالة جاستن كرول 6 مايو 2019): «هي رواية
حرِّك صورك لتصبح فيلمًا.. ثم لوّنه
كيوبرك المخرج-الجزء الثالث عن المضامين إن انتهينا إلى القول، في الجزء السابق، بالمماثلة ما بين المخرج والفيلسوف، فسنفتتح القول هنا بأن المخرج هو بذاته فيلسوف. يُعرَّف الإخراج على أضيق حدوده بأنه مهنة فنية تتطلب إخراج الصورة بأفضل حال ممكنة. ويحق
كيف يمكن لمبدع تحف سينمائية أجدّها «الفتى ومالك الحزين» أن يتقاعد؟
خمسون سنة وأكثر من أفلام التحريك للتجديد في لغتها السينمائية ومعانيها الإنسانية يحلو للمنتِج المصري – اللبناني غابي خوري، المدير العام لشركة يوسف شاهين السينمائية «مصر العالمية» وابن أخت المخرج الكبير الراحل، أن يروي عن خاله حكايةً كانت تتكرر في
السينما السعودية: خمس سنين انقضت، فماذا قُضي؟
عشية إعلان الخبر. في عشية يوم بارد، تجمدتْ من صقيعه الأطرافُ، وتسارعت مع رياحه العظام بين ارتجاف وارتشاف، اتخذتُ لنفسي ركنًا قصيًا في غرفتي واحتضنت المدفأة، والتحفت صوفًا تتخطاه رجلاي حين أمدهما، وهاتفي بيدي، وشاحنه بمقبسه. يغلب على ظني أن
كيوبرك وأفلاطون: حجر ورقة مقص
كيوبرك الفوتغرافر-الجزء الثاني في العالم الأدنى، بوصفه مجرد كهف، كان رأي أفلاطون أن الوعي بمجمله ليس أكثر من حركات للظل المتمثل على جدار الكهف أمام المحبوسين بداخله. هو الوهم، إذن. وليس عالم المثل الأعلى إلا الأصل لكافة الصور الأدنى، أو
ما تقدمه لنا رتابة الحياة: نظرة على فيلم “جين ديلمان”
تتألف الحياة من عادات روتينية نقوم بها بلا تفكير لأننا ألِفناها، وقد يُغفلنا هذا الاعتياد المتكرر عن تقدير جمالية التفاصيل اليومية، وممكن أن نشعر مع هذه الرتابة بشيءٍ من السلام الداخلي، من حيث معرفة خطوتنا القادمة ماذا وأين ستكون، ولكن
في نضوج العين على نار هادئة: كيوبرك الفوتغرافر -الجزء الأول
خيط البدايات-سجاد النهايات لعلّ رابطًا خفيًّا يوجد بين أمرين متباعدين، كمثل الذي يربط بين عنوان آخر فيلم من أفلام المخرج الكبير ستانلي كيوبرك وأولى عدسات الفوتغرافر الصغير ستانلي كيوبرك. “عيونٌ مغمضة باتّساع”، هذا ما كان عليه عنوان الفيلم، كما هو
أزمة انتقاد الفيلم السعودي
تكشف لنا مواعيد صدور أفلام الفترة المقبلة عن عديد من الأفلام السعودية، وكعادة كل فيلم يتم عرضه، تأتي فترة مطالعات النقاد والجمهور، وتتناثر الكلمات ما بين معجب ومنتقد. يتبين لكل مَن يطالع المشهد السينمائي المحلي في السعودية أن هناك حالة
مؤتمر النقد السينمائي: رؤية غير مسبوقة تستنطق جماليات السينما خارج إطار الصورة
ما مدى ضرورة النقد السينمائي اليوم؟ هل هناك من لا يزال يؤمن بضرورة النقد السينمائي بين أبناء الجيل الجديد من المشتغلين بالأفلام أو من المتابعين لها، على الأخص ووسائل التواصل الاجتماعي تعج بحسابات تصنيف وتقييم الأفلام وعرضها، وهي الحسابات التي
رومانسية التسعينيات: الشقراء التي عشقها الرجال والملائكة
أما قبل، سأدرج احترازات صغيرة تفاديًا لهدر وقت القارئ العزيز. لم أكتب مقالًا من سنوات عدة، حتى لأزعم أني نسيت كيف تُكتب المقالات. سيكون مقالًا نوستالجيًا خالصًا أبكي فيه على ما جرى لسينما كانت خفيفة لطيفة مخلصة للمتعة قبل الفن
سكورسيزي في «قتلة زهرة القمر»: إحياء روح هوليوود المشاكسة في السبعينيات
من المؤكد أن الثناء والتهليل العامين اللذين كانا من نصيب فيلم مارتن سكورسيزي الأخير منذ عرضه خلال الدورة الفائتة لمهرجان «كان» الدولي، «قتلة زهرة القمر»، أتيا مستحقّين على أكثر من صعيد، وخصوصًا أن الإجماع أتى نقديًا وتشارك فيه نقاد عالميون
«حتى ينقطع النفس»: أسلوب غودار المبكّر
في خضم نقاش مع أحد الأصدقاء المهتمين بالسينما قبل سنوات، وجدت نفسي عاجزًا عن شرح أسباب حبي للفيلم «حتى ينقطع النفس» (1960) Breathless، وغيره من أفلام المخرج الفرنسي الراحل «جان لوك غودار»، وبقية أفلام مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة، ذلك لأن
التلسين: الأداة التي نقلت الفن لشاشة الطفل العربي
1- البدايات: في يوم عابر مطلع الثمانينيات الميلادية في منطقتنا، حيث عمّ الهدوء في أرجائه بسكون فوهات البنادق فيه عن التبارز صوتيًا لبرهة، ريثما ينتهي اجتماع انعقد بين قيادات الفصائل للتوصل لاتفاق ينهي الحرب الأهلية في بلد ما، وغُطت المدافع
سينما نوري بيلجي جيلان: تأملات في الأسلوب والمضمون
يسعى هذا المقال إلى التعريف بسينما المخرج/المؤلف1 نوري بيلجي جيلان، ويحاول البحث فيها عبر تقصّي ملامحها الشعرية ومفرداتها الجمالية، ثم تقفّي آثار هذه الملامح وصولًا إلى جذورها إن أمكن. وربما أيضًا وضعها في سياق قد يفسر بعض اختياراتها الفنية وجوانبها
مقاومة ثقافة الفشار
لا تنفصل أي تجربة جمالية عن وظيفتها الاجتماعية، ولذلك تُعتبر السينما من الأمثلة الصريحة لتلك الصلة الحيوية، إذ لا وجود للفيلم إلا بوجود الجمهور، الذي يشاهد الأفلام ويهبها تفسيرات وتعليقات وأحيانًا مطالعات نقدية ولو انطباعية، تتجاوز البعد الفني إلى رحابة
رواية، لوحة، فيلم
تبرز في لوحة The Souvenir للرسام الفرنسي جان هونوري فراغونارد ملامح فتاة يافعة تحفر حرفًا على جذع شجرة أُخذ عمدًا من اسم عشيقها، تحت مرأى كلب الفتاة الشابة وترقبه، رفيقها في تلك الخلوة مع الطبيعة. إن أردت أن تطيل النظر
أرواح صامتة: النعي الروحي لروسيا
تميزت السينما الروسية المعاصرة بلغة بصرية أكثر مما هي سردية، ونشاهد ذلك بوضوح في مسيرة المخرج أليكسي فيدروشينكو شديدة الخصوصية والتميز، ليس لتفضيله السرد البصري وحسب، بل بسبب شغفه المستمر، حدّ المغامرة بسمعته السينمائية، في تجريب أساليبَ وأنواع جديدة في
(أشباح غويا): لمحة عن الشر ودموية التاريخ الأوربِّي
يستلهم فيلم (أشباح غويا- Goya’s Ghosts) الحقبة التاريخية المظلمة والمتقلبة التي عاشها الفنان الإسباني الأبرز فرانسيسكو غويا، وروح أعماله التي تسلط الضوء على (الجانب المظلم من التنوير)، وهذا عنوان كتاب لم يُترجم للكاتب البلغاري/ الفرنسي تزفيتان تودوروف، يتناول فيه حياة
داود عبدالسيد: الواقعي الثائر
الفن دائمًا هو الأداة المُناهضة لتحدي البيروقراطية والقيود التي تُفرض على الصُناع، سواء من الجهات الرقابية أو من المجتمع نفسه، ومع هذا الراسخ كان على الفنان السينمائي في مجتمعنا أن يكون مُبتكرًا، جريئًا، وثائرًا أيضًا! ولا يمكننا الحديث عن الثائرين
سينما الواقعية الجديدة المصرية: الملاذ أم التريند؟
في العامين الأخيرين، لاحظتُ أنه لا يكاد يمر عليَّ أسبوع واحد إلا وقد أرسل إليَّ بعض أصدقاء العمر منشورًا أو مقالًا يتأمل ويتغزل في تفاصيل أفلام موجة الواقعية الجديدة في مصر. نمت الملاحظة وتحولت إلى فضول دفعني إلى تأمل مشهد
كيف تكتب سيتكوم في عشر دقائق.. وبضع سنوات؟
يعد السيتكوم فنًّا قائمًا بذاته، يحمل إيقاعه الخاص، ويتحرك بمزيج غريب بين إبداع الكُتَّاب وتعاطي الجمهور مع المادة والحس الفكاهي والشخصيات. ولا يعد ذلك الفن بمثابة إجازة أو نزهة فقط، بل يكون رابطًا عاطفيًّا -أعمق مما يبدو عليه- مع محبِّيه،
مغامرة الحياة بين الجمال والتعاسة عند ويس أندرسون
(نَظرَة بلا عدسات مكبّرة) “تساءلت، أهو دوريان غراي؟ إنه آتٍ من عصر آخر، غير أنه ليس مزيفاً، بل حقيقيًّا بشكل مطلق”. كيت بلانشيت خلال الأسابيع والأشهر الماضية صرنا نلتقي ويس أندرسون في كل أرجاء العالم الافتراضي، أينما ذهبت ستجد موسيقى
ما بعد الطليعة: الكاميرا التجريبية
“لقد كان تعريف الفن دومًا على حسب ما كان عليه في الماضي، ولكنه لم يعد مشروعًا اليوم؛ لأنه أصبح مفتوحًا على ما يريد أن يكون.. وربما ما سيصير إليه”. أدورنو مقدمة: مما لا شك فيه أن كل كتابة حول الفن
تأملات حول ريتشارد لينكليتر ومعضلة الزمن
في إحدى ظهريات أثينا الحارّة، تجول المشّاء أرسطو كعادته متهادي الخطى ممارسًا هوايتيه المفضلتين: المشي والتفكير. لمع في ذهنه تساؤل له كل الحق في طرحه وإن بدا أمرًا محسومًا في وقتنا الحاضر، لكن لنتذكر معًا…نحن هنا في القرن الرابع قبل
(إخوة ليلى).. صفعة في وجه النظام
نجح المخرج سعيد روستايي في نقل الواقع المعاش في بلده للمُشاهِد في فيلم (إخوة ليلى- برادران لیلا) الفائز بجائزة النُّقَّاد في مهرجان كان 2022.يروي الفيلم قصة عائلة إسماعيل جورابلو، حيث يبحث الأب عن السيادة والشرف ليكون كبير القبيلة بعد وفاة
“Hatching” حصاد الأمومة المسمومة
يُقدم الفيلم الفنلندي “Hatching” – الذي صدر العام المنصرم – قصة يتخللها نوع من الغموض والغرائبية عن فتاة في عمر البلوغ، تُربي في غرفتها – سرًا – فرخًا يفوق حجمها مرتين، وتبدأ أفعالها الغاضبة تنعكس عليه، وسرعان ما يتغير شكله
كيف نجد الحب على طريقة (منتصف الليل في باريس)؟
لا يجب أن تأخذ الحياة على محمل الجد، طبقًا للأدباء الوجوديين أمثال الفرنسي ألبير كامو والتشيكي ميلان كونديرا، والسبب هو عدم إمكانية تفسيرها، وغياب المعنى عنها. ولا يختلف الأمر بالنسبة للمخرج الأمريكي وودي آلن الذي يحاول أن يخلق من الفن
أمل فغضب ثم سخرية؛ البعث في ثلاثية وادي الفرات لعمر أميرلاي
في ستينيات القرن الماضي ومع صعود الحركات القوميَّة العربية وتسلُّمها مقاليد الحكم في عددٍ من الدول العربية، كان هناك جوّ من الحماس يسود الشباب المندفع آنذاك خلف شعارات الاستقلال والوحدة العربية بالضدِّ من الاستعمار الغربي. وكان المخرج السوري عمر أميرلاي
الساموراي السبعة أكيرا ثم أحفاده: صور متعددة لقصة واحدة
سكان قريةٍ فقراء يعتاشون على زراعة الأرز تتسلط عليهم عصابةٌ من قطاع الطرق، فيبحثون عن خلاصٍ من هذا الظلم ولا يجدون سوى نصيحة أكبرهم سناً بأن يستعينوا بمجموعةٍ من الساموراي لتخليصهم، يذهب ثلاثةٌ منسكان القرية للبحث وطلب المساعدة، فيجدون مقاتلاً
سؤال المصير في حياة خفية لتيرينس ماليك
نتساءل هل تضطرنا الحياة للرضوخ والتخلي عن مبادئنا وقيمنا حال تعرضنا لضغوط قاسية؟ أم أن التمسك بالمبدأ هو ملاذنا في هذا العالم الموحش؛ بصرف النظر عن النتائج التي قد تترتب على هذا الاختيار؟ أتقف في مواجهة السلطة وجهًا لوجه، حتى
فيلم “باربي” والعودة إلى الثنائيات والنسوية التقليدية
ما توقعات المُشاهد من فيلم “باربي”؟ قبل الإجابة على هذا السؤال الصعب والمحاط بالتخمين، لنرى السياق الذي جاء به الفيلم، والذي يتلخص في وضعه وجهًا لوجه مع فيلم “أوبنهايمر”، وأنه يأتي في سياق الحرب الثقافية الأمريكية وكون هوليوود طرفًا في
كاوبوي بيبوپ بدْوٌ فضائيون.. مرتزقة أرضيون
تقديم، أو في الصورة بعمومها والإطار: في عالم متشظٍّ، القوميات فيه لم تعد أكثر من مجاميع من أناس يتشابهون في أماكن متفرقة، والمؤسسات لا تعمل إلا في حدود الضيق وما هو في متناول اليد لفرط الضعف من ناحية ولشدة اتساع
التداعي الحر للذاكرة وتقاطعاتها الفنية في فيلم: باردو (السجل الكاذب لحفنة من الحقائق)
عندما نتأمل فيلما اشتبكت في صناعته خيوطٌ عديدة ليس بدءًا من الناحية الفنية والثقافية ولا انتهاءً بالناحية التقنية مثل فيلم (باردو “السجل الكاذب لحفنة من الحقائق”) لأحد أبرز المخرجين المكسيكيين المعاصرين (أليخاندرو غونزاليس إيناريتو) علينا أن نلج عالمه الفسيح ونُفكِّك
الموروث في السينما السودانية- فيلم (ستموت في العشرين)
الموروث الثقافي هو أكثر ما يميز الدول والشعوب عن بعضها، ولعل هذا ما لعب عليه المخرج أمجد أبو العلا في فيلمه الشهير (ستموت في العشرين)، الذي لاقى ترحيبًا كبيرًا من الجمهور والنقاد على حد سواء، ويرجع هذا إلى أنه أول
(أغنية الغراب): السلمان في أصفاد لانثيموسية
للوهلة الأولى قد يشعر المشاهد عند مشاهدة الفيلم الطويل (أغنية الغراب) -الفائز بالنخلة الذهبية في مهرجان الأفلام السعودية- أن الفيلم أحد الأفلام التي تناقش الصحوة وتنتقدها كباقي الموجة التي بدأت 2015 واستمرت إلى الآن. إذ نجد بطل الفيلم -ناصر- في
أوبنهايمر أو: كيف تعلمت التوقف عن القلق وحب القنبلة
فيلمٌ محفوفٌ بالجدل أم القلق؟ للوهلة الأولى بعد الإعلان عن اسم العمل والشعار الدعائي له، كان من السهل الاستنتاج أن العمل يروي سيرة يوليوس روبرت أوبنهايمر؛ لكن ما قدمه مُخرج العمل كريستوفر نولان كان بعيدًا تمامًا عن مناقشة سيرة ذاتية
هاني جوهرية: سينما للنضال
«من خلال الصور الثابتة والمتحركة نستطيع إيصال ونشر مفاهيم الثورة إلى الجماهير والحفاظ على استمراريتها». هاني جوهرية سطر الشهيد هاني جوهرية في النشرة الأولى لمؤسسة السينما الفلسطينية تلك العبارة التي أوضحت بشكل كافٍ عن أفكاره التي ساهمت في إنشاء قسم
«ليلى وإخوتها» النظر للمرأة كمكون وجودي لا كرمز للتمرد
SET UP/ الإعداد لا يعتمد الفيلم الإيراني «ليلى وإخوتها» 2022 للمخرج الشاب سعيد روستائي على سينما الأشياء الصغيرة التي تكبر، كما هو حال معظم أفلام السينما الإيرانية، أو لنقل الأشهر منها، فبعد لقطة Close Up صغيرة لوالد ليلى وإخوتها وهو
إخوة ليلى: أحلام جيلٍ جديد
للعائلة قدسية في العالم العربي والإسلامي والمساس بها شبه محرم. في فيلمه إخوة ليلى يستعرض لنا المخرج الشاب سعيد روستايي ويناقش “قداسة العائلة” بنموذج لعائلة تصارع الفقر وتسعى للوصول إلى طبقة وسطى مخافة الموت فقرًا وهذا ما أزعج البعض واعتبروا
ثمالة السلطة في مسلسل «الخِلافة»
عَرَّفَ الفيلسوف آلان دو بوتون المكانة العالية بقوله: هي وفرة الموارد، والرحابة والراحة، وربما ما لا يقل أهمية، إحساس المرء بأنه موضع اهتمام وتقدير وهو ما يتم عبر تلقي الدعوات للمناسبات الاجتماعية والإطراء والضحك «حتى لو كانت النكتة سخيف». وأضيف
هل نجح «ستاتز»؟ المسألة أكثر تعقيدًا
إن مهمة العلاج النفسي تتمركز حول نقل المريض بمعاناته كما يتصوَّرها هو نفسه، من مستوىً إلى آخر، لا يكون ذلك المستوى جيدًا بالضرورة، بل قد يكون مُوغلًا في السُّوء، لكنه وفي الوقت ذاته يُسهم بشكلٍ أساسي في إعادة ترتيب تلك
الحمير والسينما
لآلاف السنين كانت الحمير جزءًا من الحضارة الإنسانية، حيث كانت وُحوشًا ووسائل نقل ورفاق حتى. وقد أثبتت -بالرغم من سمعتها المتواضعة- أنها شخصيات متعددة الاستخدامات ومحبوبة على الشاشة الكبيرة، بل بلغ الأمر أن تظهر في أدوار بطولية. غالبًا ما تستخدم
إيليني كارايندرو: تحديقٌ في الملحمة
«لو أن هوميروس كتب ملاحمه موسيقا، لكانت ستبدو شيئًا كهذا: موسيقا سوداء، رخيمة، تعبق بالنبيذ وبماء البحر الأجاج، كل ذلك بالإضافة إلى الحزن، والإيروتيكا في الكلمات الشادية بالحب والفقد وما يهيب بالروح البشرية لتحقيق كل ما تعاظم شأنه من أمر.
ثيودوروس أنجيلوبولوس: نقش وكتابة صورية
السينما كحرفة (نقش وكتابة صورية) السينما نمطٌ من أنماط تفكير متعددة، مثل الفلسفة والعلم والدين. بل إننا أصبحنا نتحدث عن ما يُسمى «بالفيلمولوجيا» وهو مصطلح صاغه إيتيان سوريو، يتعلق بعلاقة السينما والفيلم بالفلسفة والتفكير بشكل عام. إن الصورة فكر، وبقدر
«الفأر الطباخ»
أفلام الكرتون بالتأكيد ليست نوعيَّة أكثر من كونها أسلوب تناول، ولأي قصة عشرات الطُّرق لصناعتها، لكن في رأيي ما يجعل اختيار الرسوم المتحركة ضروريًا في بعضها هو حدود الخيال في القصة، كقصة ريمي مثلا، التي لم تكن لتُصنع بأي شكل
دروب كيارستمي ونجيب محفوظ: تشكيل الواقع بالشِّعر والمعنى
بإحساس الشَّاعر ونظرة الراصد وفكر الفيلسوف صنع عباس كيارستمي عالمًا خاصًّا واتجاهًا جديدًا في السينما العالمية. فلم يحتج إلى جنسٍ أو عنفٍ أو حيل بصريَّة لصناعة فيلمه الخاص، ولا إلى استخدام الحبكة التقليدية والموسيقى المكررة أو العمل مع نجوم السينما
مانويل دي أوليفيرا: السينما وتخليد اللحظة
كان صانعُ الأفلام وصاحب أطول مسيرة سينمائية «مانويل دي أوليفيرا»، مخرجًا لمدة 88 عامًا وهي فترة أطول من تمكن معظمنا من البقاء فيها على قيد الحياة. لقد بدأ مجده في شيخوخته، أخرج ما يقارب الـ 80 فيلمًا يحمل كل منها
بيرناردو بيرتولوتشي: انطباعاتٌ وهوامش (الحركة الأولى: ١٩٦٢ – ١٩٧٩)
«والدي كان شاعرًا وأنا أيضًا كتبت الشِّعر في صغري، أظن ذلك كان في الثامنة وتوقَّفت في الحادية والعشرين». هجر كتابة الشِّعر في العشرين من عمره لكنه حمل عالمه الشِّعري داخله، فقد بدأ حياته الفنية كمُساعد مخرج لـ«بازوليني» سنة (1961) بعد
مَا قيمة الخوف في عالمٍ ميؤُوس مِنه؟
رُؤية ذاتية حول الخوف في عَالم ما بعد الكارثة. مثَّل المسلسل التِّلفزيوني «The Last Of Us» نموذجًا فريدًا في سِلسلة عوالِم البقاء على قيد الحياة، وعوالِم ما بعد الكارثة! وهو النَّموذج التلفزيونيُّ الأول لِلُّعبة «The Last Of Us» التي عُدَّت
عن الأمومة وأشباحها في السينما
في كتابها «كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها»، طرحت إيمان مرسال تساؤلاتٍ عدة عن صورة الأمومة في المتن العام، وإن كانت هوية المرأة تختفي تدريجيًا وراء انضمامها لكيان الأمومة الموحد، أم أن هويتها كأمّ هي انعكاس لهويتها الأشمل كامرأة! إنّ علاقة
المؤسسة العامة للسينما وتأثيرها في السينما السورية
سوريّا، بلد البدايات ومنبت الفنّ لطالما كانت سوريا بلدًا منفتحًا على كافةِ صنوفِ الفنّ، والمنبعَ العربيّ لها، وكسائر الفنون كان للسينما حظوةٌ منها، فمنذ مطلع القرن العشرين عرفت سوريا السينما، وكان هناك دارا عرض، الأولى في حلب والأخرى في دمشق،
بابل: رحلةُ السينما من التاريخ إلى الحلم
حسناً، إنه عملٌ ساحر ويصعب الحديث عنه، فصلٌ بين عالمين يتداخلان أحياناً وينفصلان بشكلٍ واضحٍ أحياناً أخرى، تأريخ للسينما في جانبٍ منه، وفي الآخر غرقٌ في الاستعارة من عالمٍ ساديٍ، حيث المتعة بكل صفاقتها ووحشيتها هي مضمون حركة الجميع، هذا
عبدالله المحيسن: مخرج سعودي
ولد المخرج السعوديّ عبداللّه بن عبدالرحمن المحيّسن في مكّة المكرّمة عام 1367هـ وتلقّى تعليمه الأساسيّ في المملكة العربيّة السعوديّة وأتمّ دراسة المرحلة الثانويّة في لبنان ، ثمّ التحق بكلّيّة «جلستر كولدج إف آرت دزاين – of College of Arts &
أشباح جييرمو دِل تورو: عن التوحش الإنساني
يبني جييرمو دل تورو عوالم غير مألوفة بشخصياته وأماكنه وقوانينه؛ عوالم الجنيّات والوحوش والأشباح. وليست الأشباح في سينماه كما تُصوّر في أفلام الرعب، حيث لا تختار ضحاياها عشوائيًا كما عوّدتنا هوليوود في رحلات تخييم الفتيان والفتيات في الجزر النائية؛ بل
ستاتز: فيلم برداء نفسيّ ووعظيّ مبسّط
إحساس الفضل والثناء الّذي يملأ الشخص تجاه من يعتبره منقذًا يكون معقّدًا، وفي حالة الفنّانين يرد أن ينتج عنه عمل فنّيّ يعبّر عن هذا الإحساس. يعتبر فيلم «ستاتز – Stutz» إحدى هذه الأمثلة، فيعلن بمقدّمة الفيلم الممثّل جوناه هيل عن
سطار: نظرة على السرد القصصيّ والبصريّ والموسيقيّ
في فترة الطفولة -وقد تمتدّ للمراهقة في حالات أقلّ- يتخيّل البعض أنّه مصارع فيقوم بأداء بعض حركات المصارعين مع إخوانه وأصدقائه، ثمّ مع مرور الوقت تنتهي هذه الممارسة. لكنّها لم تكن كذلك بالنسبة لسعد بطل فيلم «سطار: عودة المخمس الأسطوريّ»،
ماذا كتبنا في 2022: قراءات سينمائيّة
مع اقتراب نهاية العام، تعيدنا الذاكرة لأهمّ ما أنجزناه في السنة الماضية، ولأنّ البدايات ما زالت تشكّلنا وتصنع منّا كلّ يوم نسخة أفضل، اختارنا أن نشارككم نبذة قصيرة من بعض القراءات السينمائيّة والّتي كتبها كتّاب وكاتبات ميم خلال عام 2022 ،
الحياة وفلسفة العيش: في سينما الساخر الأخير (باولو سورنتينو)
«لا تستخفّ بالدعابةِ أبدًا، حتّى لو كنتَ في أفظعِ لحظةٍ من حياتك». باولو سورنتينو إذا سلّمنا بأن فلسفة «الحداثة» قائمة على فكرة إلغاء الماضي ونبذ التراث والقطيعة معه، فإن فلسفة «ما بعد الحداثة» قائمة على العودة إلى التراث في أيّ
المسلسلات في مواجهة العملاق السينمائي
في ظل التسارع المهيب والكبير للتكنولوجيا وتطور الصناعة، وأثرها على السينما والتلفزيون، أصبح للمشاهد طريق سهل ممتنع للمشاهدة، بفضل منصات البث، وثقافة إصدار المسلسل كاملًا دفعة واحدة، وضخامة الإنتاج والإقبال، وارتفاع عدد مستخدمي الأجهزة الإلكترونية الذي كان له الدور الأكبر
عباس كيارستمي: سينما مطرّزة بالبراءة
عباس كيارستمي المخرج، كاتب السيناريو، المونتير، الرسام، المصور الفوتوغرافي، والشاعر لم يكن اسمًا معروفًا وبارزًا في الأوساطِ السينمائية العالمية طوال عقدين من عمله في السينما، حتى عُرض فيلمه «أين منزل الصديق؟» عام 1987 في مهرجانات أوروبية، وبدأ يلفت أنظار النقاد
الذكرى الثامنة عشرة لمسلسل التغريبة الفلسطينية
في مثل هذا اليوم من العام 2004 والذي يوافق الثاني من رمضان، طلّت علينا أولى حلقات أحد أهم المسلسلات العربية، والعمل الأهم والأبرز للقضية الأهم في عالمنا العربي: (القضية الفلسطينية) من خلال مسلسل التغريبة الفلسطينية. أثمر التعاون الرابع بين الكاتب
فيديريكو فلّيني: بين سحر الخيال وواقعية الأحلام
بنهاية الحرب العالمية الثانية؛ نهضت السينما الإيطالية من أنقاض الخراب الذي طال كل شيء في أوروبا، برؤية مختلفة أساسها تصوير ودراسة حياة مجتمع ما بعد الحرب، والتي ستتبلور على يد روبيرتو روسيليني الذي سيُدشِّن موجة الواقعية الجديدة بتصويره فيلم روما
الفلسفة والمشاهدة السينمائية
استكمالاً للسينما والفلسفة: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى في المقال السابق تساءلنا عما إذا كانت الأفلام قادرة على ممارسة الفلسفة. هل في وسع الأفلام أن تصبح وسائل للاستقصاء الفلسفي؟ وكانت الإجابة هي نعم بالتأكيد. في هذا المقال اليوم نطرح أسئلة فلسفية حول طبيعة
نظرة على طيف جان لوك غودار الواسع
يمكن أن نعرف جان لوك غودار بأنه صانع الأفلام الذي تمرّد على قواعد السينما التقليدية وقام بتفكيكها وخلَق قواعد جديدة، واضعاً بصمته على تطور السينما الفرنسية وكان مبدعًا في ابتكار أساليب غير مسبوقة في صناعته لأفلامه على طريقته وفلسفته الخاصة،
أوج الأفلام الصامتة
مع منتصف سنوات (1920) وصلت السينما إلى ذروةٍ من الروعة لا يمكن لها –خلال بعض الأطر المعينة– أن تتجاوزها مرة أخرى. ومن الحق أنه لم يكن هناك صوت مصاحبًا لها ومتزامن معها، وكذلك التلوين، فيما عدا في مرحلة تجريبية متقدمة
السينما العربية: تاريخها ومستقبلها ودورها النهضوي
من بين مجموع الكتب المنشورة حول السينما فـي الوطن العربي خلال ما يقارب 85 عامًا من 1926 إلى 2011 التي يتجاوز عددها الـ 1600 كتاب، لا تتعّدى المؤلفات التي يرد بعنوانها “تاريخ السينما” 19 كتابًا، أي قرابة واحدًا بالمئة من
فن الراوي المُريب
قراءة في ثلاثة قصص لأب القصة اليابانية الحديثة: رينوسكي أكوتاغاو تنويه: هذا النص سيكشف أحداثا مهمة من قصص أكوتاغاوا. إن قرأت أكوتاغاوا مسبقا، فأزعم أنك ستجد شيئا مشوقا أدناه. و إن لم تفعل، فأزعم أن هذا الكشف لن يضير استمتاعك
«ميموريا»: مجاراة الجنون في عقل امرأة
«إن الجنون يفتن الإنسان في كل مكان: إن الصور العجائبية التي يولدها ليست مظاهر عابرة ستختفي سريعًا من على وجه الأشياء، فما يولد من أغرب أشكال الهذيان هو شيء كان مختفيًا كالسر من خلال مفارقة عجيبة. إنه يشبه حقيقةً لا
من الشباب إلى المشيب.. سمفونية الحياة في فيلم «شباب»
«ما الذي أخّرَكَ عن الموت؟ تأخرُه!» قاسم حداد تمر علينا تساؤلات من حين لآخر عن مسيرتنا في الحياة ومآلاتها، مَن نحن وكيف أصبحنا وهل نحقق ما نصبو إليه؟ ونذهب بعيدًا في التساؤلات عن هذا الشباب، هل هو شباب الروح أم
«أشياء بائسة»: فرانكنشتاين فرويد
هل وقع المخرج يورغوس لانثيموس في فخ السطحية والمباشرة؟ أم أن بعضًا من إسقاطات آخر أعماله «أشياء بائسة» (2023) قد أحالت إلى قراءة العمل على نحو مغاير عن جذوره الفلسفية الأولى؟ قرأتُ عديدًا من الآراء حول العمل ودارت أغلبها حول
«أشياء بائسة»: كيف تشاهد لانثيموس دون فقدان عذريتك
مذ أن وجَدتُ اسم الفيلم يتصدر قائمة كوداك لأفلام 2023 التي صُوّرت باستخدام كاميرات الفيلم الخام 35 مم والتوقعات كانت عالية، ليس لقدرة المخرج على إدارة طاقم خبير، ولكن للثقل الذي سيوضع على كاهل فريق العمل للخروج بصورة مبتكرة، تحدٍ
خطيئة التخلّي في «المكان المهجور»
هناك مرّة أولى لكل شيء: للتخلي، للخطيئة، للحب، للبكاء، وللموت. المرة الأولى التي تجعل بقية المرات معطوبة أو مشعّة، وبعد المرة الأولى تغدو الأشياء مكررة، يضعف تأثيرها إن نجا المرء من أضرارها واستطاع التجاوز. لكنّ «المكان المهجور» يشير إلى أنّ
الأسوأ يفوز أيضًا: قراءة في فيلم «رحلة 404»
ماذا يمكن أن يجذبك في فيلم تتوسطه منى زكي بوجه باتجاه الشرق، وأخرى بكامل جسدها تجرّ حقيبةً في صحراء قاحلة، وعينها تلتف غربًا بعكس اتجاهها، وامرأة وحيدة بين ثلاثة رجال متناثرين حولها يرتدون أقنعة ؟! هكذا كان بوستر أو ملصق
«تشريح سقوط» أو إعادة ترميم الذات بناء على اعترافات الآخرين
يُعدّ الفيلم الفرنسي الحائز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان «كان» السينمائي عام 2023 «تشريح سقوط» Anatomy of a Fall للمخرجة الفرنسية جوستين تريت، من الأفلام الجيدة والتي تقدم رؤية مربكة للعلاقات الإنسانية على مستويات متعددة من خلال قالب يجمع بين
«أوبنهايمر»: الطفل الباكي مُدمّر العوالم
عند رغبتك في مشاهدة فيلم للمخرج «كريستوفر نولان»، تستطيع أن تتوقع مستوى معين من الإخراج والتصوير، ولديك تصوّر معين عن اللقطات والموسيقى التصويرية، أما الأهم فهو انتظارك لشيء ما مرتبط بعلم الفيزياء، سواء أكان ذلك على هامش الفيلم أم كان
«أربعون عامًا وليلة».. بطء الإيقاع يطيح بقصة مشوّقة
يحفل المشهد السينمائي في السعودية بعشرات المواهب الكبيرة على مستوى التمثيل، الإخراج، التصوير والمونتاج والعمليات الفنية، وبالرغم من جودة الأفكار التي يقدمها هؤلاء المبدعون، فإن النصوص التي تمثل حجر الأساس لأي عمل سينمائي لا تزال تراوح مكانها بين الضعف والجودة
فيلم «آخر زيارة».. من يملأ فراغ الحكاية؟
إذا كانت مهمة المخرج السينمائي الأولى هي نقل الحكاية إلى صورة من خلال الكادر، فإن مهمة كاتب السيناريو الرئيسة هي تأسيس هذه الحكاية، وبين المهمتين أو الوظيفتين تفاصيل أخرى توضح وجهة النظر الفنية، والمخرج عبد المحسن الضبعان بصحبة صديقه ورفيق
فيلم «رولم» والعودة من خلال الحجة الجمالية
إذا كان هناك عدد قليل من المخرجين السعوديين الذين يمكن الرهان عليهم، سيكون المخرج المكافح والصبور عبدالإله القرشي حتمًا واحدًا منهم، فمن الواضح من خلال فلميه الطويلين «رولم» و«الهامور ح.ع»، أننا أمام مشروع مخرج كبير، لا يكتفي بمجرد الحضور العابر،
آلام كل النسوة المسحوقات في «عمرة والعرس الثاني»
مهما بلغ تعقيد القضية وسوادها، فإن السخرية منها تفتح أبوابًا للعلاج، وتُفتّت مفاصلها بشكل يتيح لها التحلل والاختفاء ربما، وإن لم يكن ثمة نتيجة للسخرية سوى تسليط الضوء على الخلل والاستهزاء به لكان ذلك كافيًا، خصوصًا لو كانت قضية إنسانية
«شمس المعارف».. الفيلم الجميل
هكذا بكل بساطة يمكنني القول إن فيلم «شمس المعارف» للأخوين قدس، فيلم جميل، لا أكثر ولا أقل، ومن دون محاولة مبدئية لمعرفة السبب المنطقي، القائم على التحليل والتأمل، شاهدته المرة الأولى مع أبنائي، وشعرت بانعكاس جمال الفيلم على ضحكاتهم البريئة،
«حياة امرأة».. الفيلم الذي لا ينبغي أن يشاهده أحد
كيف يمكن لشخص وقف خلف الكاميرا وأدار فرق عمل كبيرة ومثّل أمامه نجوم، وَرُصدت لأجل مشروعاته أوقات وميزانيات وجهود، أن يخذل الجمهور ويقدّم فيلمًا بهذه الضحالة؟ وعندما نَصِف العمل بالضحالة، فإننا نعني كلّ ما فيه. ربما تكون الفكرة الأساس جيدة
«رولِم» يرصد الحبّ وحكايةً لا تنتهي في جِدّة
كثيرة هي الأعمال الفنية التي تتحدث عن المكان، فالمكان أحجية، وارتباط المبدعين به أحد مفاتيح تكوين شخصياتهم الإبداعية. القرية، المدينة، البحر، الشارع والحي الشعبي.. يتضح ذلك جليًا في الشعر والرواية، في الأغنية والفيلم، وربما تتفوق السينما بقدرتها على تصوير المكان
«بركة يقابل بركة»: حين يُسمح للصورة السينمائية أن تتحدث
فيلم سعودي آخر يناقش اختناق الذات الجمعية التي تعيش في الداخل بسبب القيود الدينية والاجتماعية والتنظيمية، التي كانت مسيطرة على الفضاء العام أثناء وقبل لحظة إنتاج الفيلم، أي سنة 2016. ويظل السؤال البديهي مستمرًا، والذي طرحناه على عدد من الأفلام
الطريق إلى العالمية يبدأ بأفلام تشبه «سطّار»
في حوار مع صديق حول سلسلة أفلام «المدمر» Terminator للنجم العالمي أرنولد شوارزنيغر، واختلافنا حول مدى جاذبيتها ونجاحها، أشار إلى أن السلسلة ناجحة بكل المقاييس. هي ناجحة ولا شك، جماهيريًا وتجاريًا؛ الأرقام تتحدث، وشباك التذاكر وجولات فريق العمل حول العالم
«رقم هاتف قديم» ومحاولة تأويل الماضي
يظهر التحيز للسينما الشعرية في فيلم «رقم هاتف قديم» للمخرج السعودي علي سعيد، منذ عنوان الفيلم المُستل من اسم قصيدة للشاعر العراقي مظفر النواب، وليس هذا التحيز الوحيد في الفيلم للشعر من حيث تصوره العام، فهناك تقاطع مع القصيدة نفسها،
«الخطّابة».. رهان «الإثارة النفسية» الذي فشِل
من يرتكز على رصيد معرفي وثقافي هائل بالسينما والفنون، وتاريخ من العمل السينمائي -ولو بإمكانات محدودة- فإننا نتوقع منه كثيرًا كثيرًا، وربما هذا محمل الصدمة التي يقدّمها فيلم «الخطّابة» (2023) للمخرج المثقف والمستنير عبدالمحسن الضبعان، صاحب التاريخ الجيد من الأعمال
«أربعون عامًا وليلة» والاقتراب من معادلة الفيلم الناجح
كل فيلم سعودي يتم إنتاجه في هذه المرحلة -التي تُعد مرحلة مبكرة نسبيًا في مسيرة السينما المحلية- سيأخذ حظه كاملًا من الحضور والمتابعة، ما يجعل من أي حراك سينمائي اليوم حراكًا مسؤولًا، وصُنَّاع الأفلام السعودية وجمهورها الافتراضي العريض على وعي
فيلم «ناقة»: تجربة سينمائية جادة ولكن…
انقسمت الآراء حول الفيلم الطويل الأول للمخرج السعودي الشاب مشعل الجاسر «ناقة» بصورة حادة، ما بين ممجد للفيلم وساخط عليه، وتنوعت المواقف مدحًا وذمًا للموضوع والقصة والسيناريو أو القالب السينمائي والرؤية الإخراجية والتمثيل، وفي وسط هذا النقاش الإيجابي، والذي يعني
مساميرُ كثيرة لتعليق جدارية خضراء اسمها «مندوب الليل»
ما قبل المندوب: بدايةً، أسأل سؤالًا واحدًا بسيطًا وبلا إجابة: ماذا لو كانت الحظوظ، أو توزيعات شركات الإنتاج، مختلفة عما كانت عليه، بحيث لو حدث وعُرض «مندوب الليل» قبل فيلم «ناقة»؟ أي مشهد سيكون للوسط السينمائي هنا من متابعين وصناع؟
«الهامور ح. ع»: لحظة تاريخية فارقة في السينما السعودية
كانت لحظة تاريخية فارقة تلك التي بدأ فيها الإعلان عن وصول فيلم «الهامور ح.ع.» (2023) إلى صالات السينما السعودية، وسيأتي يوم -نأمل أن يجتهد المؤرخون الفنّيون في توثيقه- نتحدث فيه عن صناعة الأفلام السعودية ما قبل «الهامور» وبعده. فيلم يكاد
«مندوب الليل».. حينما أطلت سينما علي الكلثمي
في الثلث الأخير من ليلة شتوية صاخبة بهواء الرياض البارد، والذي لا يغادر جسد المرء إلا ليعهده للأوبئة والأمراض، اتجهتُ للسينما القريبة من بيتي في موعد غرامي مع مَن انقطعت عني لسنوات، وكان عهدي بها وعودًا قد قطعتها هي عن
التاريخ وتحدّياته في فيلم «نابليون»
«فرنسا، الجيش، جوزفين».. يُذكر أن هذه هي الكلمات الأخيرة التي نطق بها نابليون وهو يلفظ أنفاسه في منفاه في جزيرة سانت هيلانة، وكأن الإمبراطور وهو يجود بروحه قرر ترتيب أولوياته، وهو الترتيب الذي قلبه المخرج الإنجليزي ريدلي سكوت رأسًا على
رائعة ريدلي سكوت «نابليون».. جزء من النص مفقود!
فيلم «نابليون»، أحدث أفلام المخرج ريدلي سكوت والسيناريست ديفيد سكاربا، بمدته البالغة ساعتين ونصف، قدّم تجربة فريدة في المشاهدة. الفيلم ركّز على ثلاثة محاور: فرنسا، الجيش، وجوزفين، وهي التي سنناقشها في السرد، بالإضافة إلى عرض لأسلوب المخرج، والموسيقى، والمظهر، والأزياء،
فيلم «أغنية البجعة» لهناء العمير
بتروشكا.. بتروشكا.. بتروشكا لعدة أيام ظل هذا الاسم الروسي يتردد في فضاء البيت بأداء ابني الصغير الذي شاهد معي فيلم المخرجة السعودية هناء العمير «أغنية البجعة». كان ابني الذي لم يتجاوز بعد العاشرة من عمره، يستخدم شراشف البيت، ومحتويات الصالة،
فيلم «ديار حسمى»: ألق الجغرافيا في ظل غياب سؤال الحكاية
في الفيلم السعودي «ديار حسمى» للمخرج الواعد فهد فايز، والذي ترشّح لعدد من المهرجانات الدولية والعربية منها مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ32، يتحول سؤال السينما من «ماذا يريد المخرج للصورة السينمائية أن تقول؟» إلى «ماذا تريد هذه الصورة
فيلم «وداعًا جوليا»: السياسي في ثوب الاجتماعي
موضوع فيلم «وداعًا جوليا» (2023)، كتابة وإخراج محمد كردفاني، هو العلاقة بين شمال السودان وجنوبه، والنظرة الدونية التي ساهمت في الفصل الاجتماعي وأحدثت شرخًا بين الشمال والجنوب وكانت أحد أسباب التصويت لصالح الانفصال السياسي. الجميل أن هذا المضمون السياسي يتوارى
«مدينة الملاهي» الطريق الذي يبدأ بالحيرة الكونية وينتهي إليها
من خلال متابعتي لبعض ردود الأفعال والتقييمات -ولو صح تسميتها بالمراجعات- لعامة الناس في السعودية -في الغالب على تويتر- عن بعض الأفلام السعودية المعروضة على شبكة «نتفلكس» العالمية، لمست شيئًا غريبًا، وهو تفهمهم لموقع السينما السعودية اليوم، ومحاولة تقديم الدعم
«قتلة زهرة القمر» أو التجربة السينمائية المكتملة التي صنعها سكورسيزي
يقول المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي عن فيلمه الأخير «قتلة زهرة القمر» Killers of the Flower Moon، إنه «وضع كل ما لديه» في هذا العمل، وإنه يريد الآن أمرًا واحدًا: «أن يشاهده الناس، ويستوعبوه، ويكونوا معه». وهذا مدخل مناسب في تقديري
حاجة السينما السعودية إلى فيلم “الهامور ح.ع” في هذا الوقت تحديدًا
أعتقد أن أكثر المتفائلين بالسينما السعودية الصاعدة، لم يكونوا ليتوقعوا حجم المكاسب التي حققها فيلم واحد فقط، هو فيلم “الهامور ح.ع”. كان الأمل والتوقع – دائمًا – يدوران حول التراكم الفيلمي؛ بمعنى آخر كنّا نسمع من المراقبين لهجة الانتظار، رغبةً
“La Jetée” هشاشة الزمن على الرصيف
الرصيف ما بين الذاكرة وهشاشة الزمن. يتكون فيلم “الرصيف” (1962) التجريبي بالكامل تقريبًا من صور ثابتة. يعتمد في صلبه على مناقشة موضوعات الذاكرة والوقت وماهية الوجود البشري بعمق وسلاسة شديدة. عن طريق أسلوب مرئي رائد وفريد، يروي قصصه المثيرة للتأمل،
راس براس.. خلطة خيالية غابت عنها المحليّة ولم تغِب
التحدي الذي ستواجهه الأفلام السعودية في السنوات القليلة المقبلة هو السؤال الذي سيتكرر — وهو سؤال مشروع — عن حكايات الشارع السعودي، وعن مدى كون هذه الأفلام مرآة له، وهو ذات السؤال الذي طرأ على بالي بمجرد أن انتهيت من
فيلم جولدا: دعاية مفخخة بالمغالطات!
يشعر المشاهد العربي بغصة عند مشاهدة أعمال عن نكبة 48 وحرب 67 وثغرة 73. لكننا قد نختلف في أسباب الشعور بالغصة وفي الزاوية التي نشاهد بها هذه الأعمال. في تعليقات عديدة على فيلم “جولدا” (Golda) 2023م، لاحظت كيف أنه شوهد
فيلم «عثمان» ودهشة رسم الشخصية
ترتبط المادة الفيلمية بعنصر الدهشة ارتباطًا وثيقًا، فبروز السينما وتساميها على الفنون الأخرى له علاقة وثيقة بقدراتها الهائلة على صناعة الدهشة. يصف الفيلسوف «رينيه ديكارت» الدهشة بكونها الشعور الإنساني الأول، فهي حالة من الأحاسيس العقلية الغامضة والمكثفة، تتكون من لحظة
رواية، لوحة، فيلم
تبرز في لوحة The Souvenir للرسام الفرنسي جان هونوري فراغونارد ملامح فتاة يافعة تحفر حرفًا على جذع شجرة أُخذ عمدًا من اسم عشيقها، تحت مرأى كلب الفتاة الشابة وترقبه، رفيقها في تلك الخلوة مع الطبيعة. إن أردت أن تطيل النظر
البحث عن طوق الحمامة
يرسم المخرج التونسي الناصر خمير عالمًا متميزًا بمنحى تراثي عربي وإسلامي في أفلامه. يستمد المخرج مادته من المعتقدات الشعبية والميثولوجيا الكلاسيكية والحكايات القديمة وعوالم الخرافة الشفوية، ويستلهم دلالاته من التراث الثقافي للإسلام؛ يشكّل بخبرته وممارسته لفنيّ الرسم والنحت جمالياتٍ بصريةً
التغريبة الكردية في فيلم (سبورات سوداء) لسميرة مخملباف
ليس المستحيل أن تبيع الماء في حارة السقايين، وإنما أن تبيعه لقوم لا يعطشون، ستخرج بهذه الحكمة بعد مشاهدتك فيلم (سبورات سوداء- Blackboards) للمخرجة وكاتبة السيناريو سميرة مخملباف، وهو ثاني عمل لها بعد فيلمها (التُّفَّاحة)، وقد عُرض الفيلمان في مهرجانات
الخوف في عالم خالٍ من الصور الفنية
مدخل قصصي… جلست يوماً في أحد مراكز الشرطة أثناء تحقيق استقصائي لشبكة إعلامية محلية تبحث في مسألة أخلاقية في أحد الأحياء التي ترتفع بها نسب الجريمة، كانت وظيفتي تسجيل محادثات الصحفي مع سارق مجرم تعرض لتعنيف في طفولته، كانت محادثة
بو خائف: مضطرب يغرق في أحلامه
يعود خواكين إلينا بأداء فني بديع بعد أن قدم إلينا، وأبدع في فيلم Her، الذي لا يزال عالقاً في أذهان الكثير من المشاهدين، عبر من خلاله عن الوحدة والشخصيات المنعزلة في سبات كالدب القطبي وعن التقنية وتطوراتها التي رأيناه الآن
الملتزم: التاريخ الشخصي من الانتقام إلى التضحية
ربما لا تتَّضح ثيمة نقد الطبقة البرجوازية الإيطالية كما تتَّضح في هذا الفيلم من بين أفلام بيرتو، -أما في حالة ملحمته «1900» فإن الأمر يتجاوز السخرية إلى التعرية- ولعل مردَّ هذا الأمر كون فيلم «الملتزم» مأخوذًا من رواية لمورافيا بنفس
مثلَّث الحُزن: المفارقات الممتدَّة لملك القذارة
يُواصل المخرج والكاتب السويدي «روبن أوستلوند – Ruben Östlund» في فيلم «مثلَّث الحُزن/ Triangle of Sadness» تقديم نَقدِه الحاد واللَّاذع لأنماط الحياة المعاصرة، وذلك من خِلال سردِية مُتماسكة قائِمة على السُّخرية وإبراز المفارقات في قالب دراميّ وكوميدي. يأتي «مثلَّث الحُزن»
إيران.. النساء وخيوط العنكبوت القاتل
عندما طُرِحت علي فكرة كتابة هذه المراجعة السينمائية -وحين أقول «طُرِحت» القصد منها محادثة طويلة مع صديق اقترح علي كتابتها وتحت الحماس وافقت، لأجعله ينتظر وينتظر. كعادتي بدأت بتتبع كل شيء يخص الفيلم والمحيط الذي سينشر فيه هذا النص الذي
فيلم «منزل الذاكرة» مقاربة أخرى للعنصرية والنبذ الاجتماعي
يتناول المخرج البرازيلي جواو باولو ميراندا ماريا موضوع العنصرية، ورفض الآخر المختلف، في أول فيلم روائي له بعنوان «منزل الذاكرة Memory House»، الذي صدر في 19 نوفمبر 2020، وعُرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، ونال مخرجه
فيلم The Whale: أن تنقذ الحوت داخلك
في فيلمه الأخير «الحوت» (The Whale) 2022، يناقش المخرج دارِن أرنوفيسكي ثنائية الروح والجسد، ومن الطبيعي أن تكون البدانة هي الوجه الآخر للروح. يفعل هذا دون أن يدين الروح والجسد ولكن ليصل إلى معادلة تجمع بين الاثنين. «ليس بالخبز وحده
فاني وأليكساندر: القلق البيرغماني من وجهة نظر طفلين
في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي أعلن بيرغمان أنه سيختتم مسيرته السينمائية الحافلة بفيلمه «فاني وأليكساندر» وهو الفيلم الأضخم إنتاجيًا في مسيرته، وفي وقت إصداره كان الأضخم إنتاجيًا في تاريخ السينما السويدية ككل. قام بيرغمان بعد ذلك بإخراج عدة أفلام
محمّد خان: ذكريات مشاهد أفلام مخضرم
في أيام الدراسة والعمل والنجاح والفشل كان محمد خان لا يتوقف عن عادته في كتاباته السينمائية لصديق عمره ورفيق مشواره «سعيد شيمي» فكان هو هناك في لندن يشاهد الأفلام حيث كانت تأتي من العالم كله بموجاته وثوراته الجديدة إلى لندن،
لا لا لاند: في بناء وانتهاك الهارموني
يسهل ربط الشعر بالموسيقى، إذ إننا حينما نتحدث عن الموسيقى في القصيدة العمودية مثلاً، فإننا نتحدث عن إيقاعات بحور الشعر التي وضعها الخليل، وهي التي تقوم على تفعيلات في جوهرها موسيقية، تقوم على تركيب اللغة وفقًا لمقياس الحركة والوقوف (أو
فيلم الموسيقى الهندية: مارغريت دوراس من الأدب إلى السينما
مارغريت دوراس: كاتبة ومخرجة مذهلة، ستتعاطف معها كثيرًا في نشأتها وتعلّمها، فهي أديبّة ولديها بعض الروايات، تتحدّث في معظم رواياتها عن حياتها وعلاقة الحب المدمّرة التي عاشتها قبل أن تصبح مخرجة. وبقدر ما هي شاعرية كانت تقول «إنّه من الممكن
سعاد: تسلسل متقن في التجسيد
ماذا قد يحدث لو كان للإنسان حياتين، كل منهم تدفق بموازاة الأخرى، واحدة ملموسة ومحدودة وأخرى شفافة وواسعة، بينهما خط ممتد غير مرئي ممثل في المشاعر والأحاسيس، فيلم سعاد لـ «أيتن أمين» يحكي عن مراهقة ما بين حياتها في الواقع
تار: السيرة الخياليّة لشخصيّة حقيقيّة جدًّا
يعود المخرج الأمريكي «تود فيلد» بعد ما يقارب ستة عشر عامًا بفيلمه الجديد «تار– Tár»، والذي اكتسب مكانةً واسعةً في المهرجانات السينمائية لهذا العام، وما زال مرشحًا لحجز المزيد من المقاعد في القادم منها، خاصةً مع الاهتمام الواسع الذي حظيت
انترستيلر: هُوَ الحُبُّ
أفاد هانز زيمر -موسيقار انترستيلر- مرة بأنه أصر على تسجيل موسيقى الفيلم بداخل كنيسة، وذلك لاستجلاب الروح القدسية منها إلى الفيلم عبر أثير الموسيقى. هذه معلومة طريفة، لكن لو تفحصنا قليلًا في الأمر فلا بد أن نسأل: لماذا؟ ما الرابط
البيانو: حكاية أنثويّة صامتة
دخلت جين كامبيون التاريخ عندما أصبحت أوّل امرأة، (وأوّل امرأة في نيوزيلندا) تحصل على السعفة الذهبيّة المرموقة في مهرجان كان السينمائيّ عن فيلمها «البيانو» عام (1993). تدور قصّة كامبيون في «البيانو» حول عازفة بيانو اسكتلنديّة تدعى آدا ماكغراث (هولي هانتر)
جنّيّات إنشيرين: أن تكون فظًّا غليظًا لتنال الخلود
في أحدث أفلامه يطرح مارتن ماكدونا -كاتب الفيلم ومخرجه- واحدة من أكثر المسائل جوهريّة في الوجود الإنسانيّ، وهي مسألة أن تبقى. وأن تبقى هذه تعني أن تتجاوز الموت. قد نفضّل تسمية الأمر بالخلود. وكما هو معلوم فإنّ هذه الموضوعة مطروقة
خواكيم ترايير: سينما الإلھام ما بين البھجة والألم
برزت الدراما النرويجيّة مع الشعبيّة الكبيرة الّتي حقّقھا فیلم «أسوأ شخص في العالم» للمخرج خواكيم ترايير وبطولة كلّ من ريناتي رینزف وأندرس دانييلسن، كأحد أھمّ الأعمال المرشّحة، إذ حلّ على رأس قوائم العديد من النقّاد والصحف المھتمّة بالشأن السينمائيّ خصوصًا
بالتازار: الشقاء الأبكم
في الريفِ الفرنسيّ تُحاك صورتان لروحٍ وحيدة ملائكية مُعذبة، ماري الطفلة، و(بالتازار) الحِمار الهامشي للقرية، جمعهما طقسُ التعميد وطوقُ الورد والشوك. تبدأ حِكاية الفيلم بطلبٍ طفوليّ لِشراء حِمار صغير؛ ومن ثُم تُدار عجلة الزمن للتقدم وتشيخ الأجساد لِجر القصص خلفها.
الطبيعة ودلالاتها في لوحة «بارك تشان ووك»
بين قمم الجبال وثقل حُطامها، وبين ضباب المشاعر وعواصفها الهالكة، وعلى أنغام المطر وتلاطم الأمواج بين هدوئها وصخبها، فإما أن نتماشى مع اضطرابها أو أن نغرق لأعماقها المظلمة. رموزٌ يرسمها بارك تشان ووك في لوحته: «قرار الرحيل» لكي نفحص ونتأمل
إيريك رومير: فضاءُ الاحتمالات في مصادفةِ امرأة!
إيريك رومير مخرجٌ فرنسيّ، عمل كصحفي ومحرر، ولد في عام 1920، اسمه (موريس هنري جوزيف شيرير) أو (جان ماري)، وعُرف كآخر مخرجي الموجة الجديدة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية. يمتاز رومير بالطابعِ الأدبيّ الذي يغلف معظم أعماله، بالإضافة لتناوله الأخلاقيات
جدلية تكوين الذات في فيلم «خلّي بالك من زوزو»
عند التطرّق إلى السينما المصرية العريقة لا يمكن أن نغفل عن قائمة أهم مئة فيلم مصري، والتي أعدها مهرجان القاهرة الدولي في دورته العشرين عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، مع ذكرى حلول أول عرض سينمائي في مصر عام 1896.
«قودي سيارتي» مجموعةُ نصوصٍ لأرواحٍ متعبةٍ للغاية
هناك انتقالٌ قصيرٌ ما بين «عجلة الحظّ والفنتازيا» للياباني ريوسوكي هاماجوتشي، وفيلمه الآخر «قودي سيارتي»، حيث اُختير الأخير لدخول اليابان لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي دولي، وتُعدّ المرة الأولى التي يحصل فيها المخرج على هذا الترشيح، كما يُمثل إنجازًا مُستحقًا
«جين ديلمان» تفاصيلٌ دقيقة مع إحساسٌ بالهلاكِ الوشيك!
وصفه الناقد لويس ماركوريليس عند صدوره بأنه: «أوّل تحفة نسائية في تاريخ السينما»، إنه فيلم Jeanne Dielman, 23 quai du Commerce, 1080 Bruxelles لمخرجته -البلجيكية الفرنسية- شانتال أكرمان. إنه عملٌ فريدٌ في تاريخ السينما، والذي يعرض شريحة من الحياة تصوّر
نهاية اليوم الطويل: نهاية الطفولة، بداية الذاكرة
يأتي فيلم المُخْرِج البريطانيّ تيرنس ديفيز «نهاية اليوم الطويل» ختامًا حَمِيمِيًّا لرحلتهِ في الذاكرة، التي امْتدَّت عبر ستة عشر عامًا في ثلاثة أفلام قصيرة وفيلمَين طويليَن. رِحلة ديفيز هُنا ليست بدافع الحنين الذي يدفعنا عادةً إلى استرجاع الذكريات، وليست محاولة
فيديريكو فلّيني: شاعر «اللغة المنسية»
عندما اقتربت الموجة الواقعية الإيطالية الجديدة من نهايتها في أواخر الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي، اِنبعث من رمادها جيلٌ جديد من المخرجين فجّروا الطاقة السينمائية إلى أقصى حدودها، بأساليب مختلفة مرتكزة بالدرجة الأولى على إمكانات اللاوعي المتوهجة في أتون مُخيلاتهم
هاوس أوف ذا دراغون: ماضٍ يمتدّ نحو حاضرٍ يبتدئ
لم يمرّ عامٌ كاملٌ على نهاية مسلسل «قيم أوف ثرونز» المخيبة للآمال، حتى أعلنت شبكة (إتش، بي، أو) عن عملٍ جديدٍ آتٍ من مملكة «ويستروس»، وهذه المرة وبعد أن تلقى المسلسل سيلاً هائلاً من الانتقادات من محبيه والنقاد على حدٍ
أفضل مافي الشباب: السينما في خدمة الذاكرة
أحب الأشياء التي تتشابك، الأشياء التي تقدم لك مكنونات جمالية متجددة لا تتوقف عن إرباكك، الأشياء التي تقطف من كل فن أجوده، التي لا تعترف بالتصنيف، والتي تتركك بمجرد الإنتهاء منها أكثر عطشًا، فتعود إليها من جديد مصغيًا ومتمنيًا أن
جيفري دامر: طفولةٌ فَزِعة تخرجُ من وكرها
ما من مثيرٍ للعجب أن يتصدر عمل مثل «جيفري دامر» قائمة الأعمال الأكثر رواجًا وإقبالاً للجماهير، والذي تختار نيتفليكس إصداره في شهر أكتوبر، شهر الهالوين، بهذا الوجه المهيب والغلاف الذي لا يمكن أن نتجنّب وخزات الرعبِ فيه، ثمّ العنوان الرنّان
فيلم أثينا: الكاميرا بطلًا
سأتحدث تقنيًا عن الفيلم، إنما ليس بإيغالٍ في التفاصيل التقنية له؛ إذ إنني مجرد مُشاهد عادي، يعرف غيضًا من فيض التقنيات التصويرية في السينما. وفيلمُنا هذا سينمائي بدرجة عالية، رغم أنه شديد الواقعية، ويلامس العصب الأكثر حساسيةً في أيامنا هذه
فيديريكو فلّيني: بين سحر الخيال وواقعية الأحلام
بنهاية الحرب العالمية الثانية؛ نهضت السينما الإيطالية من أنقاض الخراب الذي طال كل شيء في أوروبا، برؤية مختلفة أساسها تصوير ودراسة حياة مجتمع ما بعد الحرب، والتي ستتبلور على يد روبيرتو روسيليني الذي سيُدشِّن موجة الواقعية الجديدة بتصويره فيلم روما
الموجة الإيطالية الواقعية و سيكولوجية «الإنسان المقهور»: فيتوريو دي سيكا أنموذجًا
عندما نرغب في الحديث عن الموجات السينمائية الكبرى والتي أثرت على مفهوم السينما تنظيرًا وتطبيقًا عبر التاريخ، ستكون «الموجة الواقعية الإيطالية» والتي برزت في أواخر الأربعينات من القرن الماضي احدى أبرز الموجات التي انقلبت على الشكل السينمائي الرومانسي السائد حين
«أنا هي كوبا» توثيق مرئي لجمال كوبا وبؤسها
فيلم «أنا هي كوبا» تحفة صُوِّرَت عام (1964) كقطعة مؤيدة للبروباغندا السوفييتية بنظامها الشيوعي ومناصرة للثوري «فيديل كاسترو» آنذاك، ومنذ ذلك الحين دُفِنَت في أرشيف أفلام «الكرملين» لمدة تفوق 30 عاماً منتظرةً إعادة اكتشافها قبل أن ترى النور أخيراً في
السيرك الإعلامي وسذاجة «رحيم» في فيلم أصغر فرهادي الأخير
الفيلم الإيراني A Hero, 2021 هو فيلم أصغر فرهادي الأخير والحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي في نسخته 74. قصة الفيلم ذكية ومدروسة، حيث تكمن قوة الفيلم بسيناريو محكم من حيث النص والعرض يتكشف تدريجيًا بتفاصيل تنطوي على
آلام جان دارك
لا يمكن البدء بالحديث عن The Passion of Joan of Arc دون التطرق للمصاعب الكثيرة التي تعرض لها قبل أن يصلنا اليوم كأعلى قمة بلغتها السينما الصامتة. فبعد العديد من المشاكل الإنتاجية والتعديلات الرقابية، عُرضت نسخ مُعدّلة من الفيلم بشكل محدود
«ميموريا»: مجاراة الجنون في عقل امرأة
«إن الجنون يفتن الإنسان في كل مكان: إن الصور العجائبية التي يولدها ليست مظاهر عابرة ستختفي سريعًا من على وجه الأشياء، فما يولد من أغرب أشكال الهذيان هو شيء كان مختفيًا كالسر من خلال مفارقة عجيبة. إنه يشبه حقيقةً لا
من الشباب إلى المشيب.. سمفونية الحياة في فيلم «شباب»
«ما الذي أخّرَكَ عن الموت؟ تأخرُه!» قاسم حداد تمر علينا تساؤلات من حين لآخر عن مسيرتنا في الحياة ومآلاتها، مَن نحن وكيف أصبحنا وهل نحقق ما نصبو إليه؟ ونذهب بعيدًا في التساؤلات عن هذا الشباب، هل هو شباب الروح أم
«أشياء بائسة»: فرانكنشتاين فرويد
هل وقع المخرج يورغوس لانثيموس في فخ السطحية والمباشرة؟ أم أن بعضًا من إسقاطات آخر أعماله «أشياء بائسة» (2023) قد أحالت إلى قراءة العمل على نحو مغاير عن جذوره الفلسفية الأولى؟ قرأتُ عديدًا من الآراء حول العمل ودارت أغلبها حول
«أشياء بائسة»: كيف تشاهد لانثيموس دون فقدان عذريتك
مذ أن وجَدتُ اسم الفيلم يتصدر قائمة كوداك لأفلام 2023 التي صُوّرت باستخدام كاميرات الفيلم الخام 35 مم والتوقعات كانت عالية، ليس لقدرة المخرج على إدارة طاقم خبير، ولكن للثقل الذي سيوضع على كاهل فريق العمل للخروج بصورة مبتكرة، تحدٍ
خطيئة التخلّي في «المكان المهجور»
هناك مرّة أولى لكل شيء: للتخلي، للخطيئة، للحب، للبكاء، وللموت. المرة الأولى التي تجعل بقية المرات معطوبة أو مشعّة، وبعد المرة الأولى تغدو الأشياء مكررة، يضعف تأثيرها إن نجا المرء من أضرارها واستطاع التجاوز. لكنّ «المكان المهجور» يشير إلى أنّ
الأسوأ يفوز أيضًا: قراءة في فيلم «رحلة 404»
ماذا يمكن أن يجذبك في فيلم تتوسطه منى زكي بوجه باتجاه الشرق، وأخرى بكامل جسدها تجرّ حقيبةً في صحراء قاحلة، وعينها تلتف غربًا بعكس اتجاهها، وامرأة وحيدة بين ثلاثة رجال متناثرين حولها يرتدون أقنعة ؟! هكذا كان بوستر أو ملصق
«تشريح سقوط» أو إعادة ترميم الذات بناء على اعترافات الآخرين
يُعدّ الفيلم الفرنسي الحائز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان «كان» السينمائي عام 2023 «تشريح سقوط» Anatomy of a Fall للمخرجة الفرنسية جوستين تريت، من الأفلام الجيدة والتي تقدم رؤية مربكة للعلاقات الإنسانية على مستويات متعددة من خلال قالب يجمع بين
«أوبنهايمر»: الطفل الباكي مُدمّر العوالم
عند رغبتك في مشاهدة فيلم للمخرج «كريستوفر نولان»، تستطيع أن تتوقع مستوى معين من الإخراج والتصوير، ولديك تصوّر معين عن اللقطات والموسيقى التصويرية، أما الأهم فهو انتظارك لشيء ما مرتبط بعلم الفيزياء، سواء أكان ذلك على هامش الفيلم أم كان
«أربعون عامًا وليلة».. بطء الإيقاع يطيح بقصة مشوّقة
يحفل المشهد السينمائي في السعودية بعشرات المواهب الكبيرة على مستوى التمثيل، الإخراج، التصوير والمونتاج والعمليات الفنية، وبالرغم من جودة الأفكار التي يقدمها هؤلاء المبدعون، فإن النصوص التي تمثل حجر الأساس لأي عمل سينمائي لا تزال تراوح مكانها بين الضعف والجودة
فيلم «آخر زيارة».. من يملأ فراغ الحكاية؟
إذا كانت مهمة المخرج السينمائي الأولى هي نقل الحكاية إلى صورة من خلال الكادر، فإن مهمة كاتب السيناريو الرئيسة هي تأسيس هذه الحكاية، وبين المهمتين أو الوظيفتين تفاصيل أخرى توضح وجهة النظر الفنية، والمخرج عبد المحسن الضبعان بصحبة صديقه ورفيق
فيلم «رولم» والعودة من خلال الحجة الجمالية
إذا كان هناك عدد قليل من المخرجين السعوديين الذين يمكن الرهان عليهم، سيكون المخرج المكافح والصبور عبدالإله القرشي حتمًا واحدًا منهم، فمن الواضح من خلال فلميه الطويلين «رولم» و«الهامور ح.ع»، أننا أمام مشروع مخرج كبير، لا يكتفي بمجرد الحضور العابر،
آلام كل النسوة المسحوقات في «عمرة والعرس الثاني»
مهما بلغ تعقيد القضية وسوادها، فإن السخرية منها تفتح أبوابًا للعلاج، وتُفتّت مفاصلها بشكل يتيح لها التحلل والاختفاء ربما، وإن لم يكن ثمة نتيجة للسخرية سوى تسليط الضوء على الخلل والاستهزاء به لكان ذلك كافيًا، خصوصًا لو كانت قضية إنسانية
«شمس المعارف».. الفيلم الجميل
هكذا بكل بساطة يمكنني القول إن فيلم «شمس المعارف» للأخوين قدس، فيلم جميل، لا أكثر ولا أقل، ومن دون محاولة مبدئية لمعرفة السبب المنطقي، القائم على التحليل والتأمل، شاهدته المرة الأولى مع أبنائي، وشعرت بانعكاس جمال الفيلم على ضحكاتهم البريئة،
«حياة امرأة».. الفيلم الذي لا ينبغي أن يشاهده أحد
كيف يمكن لشخص وقف خلف الكاميرا وأدار فرق عمل كبيرة ومثّل أمامه نجوم، وَرُصدت لأجل مشروعاته أوقات وميزانيات وجهود، أن يخذل الجمهور ويقدّم فيلمًا بهذه الضحالة؟ وعندما نَصِف العمل بالضحالة، فإننا نعني كلّ ما فيه. ربما تكون الفكرة الأساس جيدة
«رولِم» يرصد الحبّ وحكايةً لا تنتهي في جِدّة
كثيرة هي الأعمال الفنية التي تتحدث عن المكان، فالمكان أحجية، وارتباط المبدعين به أحد مفاتيح تكوين شخصياتهم الإبداعية. القرية، المدينة، البحر، الشارع والحي الشعبي.. يتضح ذلك جليًا في الشعر والرواية، في الأغنية والفيلم، وربما تتفوق السينما بقدرتها على تصوير المكان
«بركة يقابل بركة»: حين يُسمح للصورة السينمائية أن تتحدث
فيلم سعودي آخر يناقش اختناق الذات الجمعية التي تعيش في الداخل بسبب القيود الدينية والاجتماعية والتنظيمية، التي كانت مسيطرة على الفضاء العام أثناء وقبل لحظة إنتاج الفيلم، أي سنة 2016. ويظل السؤال البديهي مستمرًا، والذي طرحناه على عدد من الأفلام
الطريق إلى العالمية يبدأ بأفلام تشبه «سطّار»
في حوار مع صديق حول سلسلة أفلام «المدمر» Terminator للنجم العالمي أرنولد شوارزنيغر، واختلافنا حول مدى جاذبيتها ونجاحها، أشار إلى أن السلسلة ناجحة بكل المقاييس. هي ناجحة ولا شك، جماهيريًا وتجاريًا؛ الأرقام تتحدث، وشباك التذاكر وجولات فريق العمل حول العالم
«رقم هاتف قديم» ومحاولة تأويل الماضي
يظهر التحيز للسينما الشعرية في فيلم «رقم هاتف قديم» للمخرج السعودي علي سعيد، منذ عنوان الفيلم المُستل من اسم قصيدة للشاعر العراقي مظفر النواب، وليس هذا التحيز الوحيد في الفيلم للشعر من حيث تصوره العام، فهناك تقاطع مع القصيدة نفسها،
«الخطّابة».. رهان «الإثارة النفسية» الذي فشِل
من يرتكز على رصيد معرفي وثقافي هائل بالسينما والفنون، وتاريخ من العمل السينمائي -ولو بإمكانات محدودة- فإننا نتوقع منه كثيرًا كثيرًا، وربما هذا محمل الصدمة التي يقدّمها فيلم «الخطّابة» (2023) للمخرج المثقف والمستنير عبدالمحسن الضبعان، صاحب التاريخ الجيد من الأعمال
«أربعون عامًا وليلة» والاقتراب من معادلة الفيلم الناجح
كل فيلم سعودي يتم إنتاجه في هذه المرحلة -التي تُعد مرحلة مبكرة نسبيًا في مسيرة السينما المحلية- سيأخذ حظه كاملًا من الحضور والمتابعة، ما يجعل من أي حراك سينمائي اليوم حراكًا مسؤولًا، وصُنَّاع الأفلام السعودية وجمهورها الافتراضي العريض على وعي
فيلم «ناقة»: تجربة سينمائية جادة ولكن…
انقسمت الآراء حول الفيلم الطويل الأول للمخرج السعودي الشاب مشعل الجاسر «ناقة» بصورة حادة، ما بين ممجد للفيلم وساخط عليه، وتنوعت المواقف مدحًا وذمًا للموضوع والقصة والسيناريو أو القالب السينمائي والرؤية الإخراجية والتمثيل، وفي وسط هذا النقاش الإيجابي، والذي يعني
مساميرُ كثيرة لتعليق جدارية خضراء اسمها «مندوب الليل»
ما قبل المندوب: بدايةً، أسأل سؤالًا واحدًا بسيطًا وبلا إجابة: ماذا لو كانت الحظوظ، أو توزيعات شركات الإنتاج، مختلفة عما كانت عليه، بحيث لو حدث وعُرض «مندوب الليل» قبل فيلم «ناقة»؟ أي مشهد سيكون للوسط السينمائي هنا من متابعين وصناع؟
«الهامور ح. ع»: لحظة تاريخية فارقة في السينما السعودية
كانت لحظة تاريخية فارقة تلك التي بدأ فيها الإعلان عن وصول فيلم «الهامور ح.ع.» (2023) إلى صالات السينما السعودية، وسيأتي يوم -نأمل أن يجتهد المؤرخون الفنّيون في توثيقه- نتحدث فيه عن صناعة الأفلام السعودية ما قبل «الهامور» وبعده. فيلم يكاد
«مندوب الليل».. حينما أطلت سينما علي الكلثمي
في الثلث الأخير من ليلة شتوية صاخبة بهواء الرياض البارد، والذي لا يغادر جسد المرء إلا ليعهده للأوبئة والأمراض، اتجهتُ للسينما القريبة من بيتي في موعد غرامي مع مَن انقطعت عني لسنوات، وكان عهدي بها وعودًا قد قطعتها هي عن
التاريخ وتحدّياته في فيلم «نابليون»
«فرنسا، الجيش، جوزفين».. يُذكر أن هذه هي الكلمات الأخيرة التي نطق بها نابليون وهو يلفظ أنفاسه في منفاه في جزيرة سانت هيلانة، وكأن الإمبراطور وهو يجود بروحه قرر ترتيب أولوياته، وهو الترتيب الذي قلبه المخرج الإنجليزي ريدلي سكوت رأسًا على
رائعة ريدلي سكوت «نابليون».. جزء من النص مفقود!
فيلم «نابليون»، أحدث أفلام المخرج ريدلي سكوت والسيناريست ديفيد سكاربا، بمدته البالغة ساعتين ونصف، قدّم تجربة فريدة في المشاهدة. الفيلم ركّز على ثلاثة محاور: فرنسا، الجيش، وجوزفين، وهي التي سنناقشها في السرد، بالإضافة إلى عرض لأسلوب المخرج، والموسيقى، والمظهر، والأزياء،
فيلم «أغنية البجعة» لهناء العمير
بتروشكا.. بتروشكا.. بتروشكا لعدة أيام ظل هذا الاسم الروسي يتردد في فضاء البيت بأداء ابني الصغير الذي شاهد معي فيلم المخرجة السعودية هناء العمير «أغنية البجعة». كان ابني الذي لم يتجاوز بعد العاشرة من عمره، يستخدم شراشف البيت، ومحتويات الصالة،
فيلم «ديار حسمى»: ألق الجغرافيا في ظل غياب سؤال الحكاية
في الفيلم السعودي «ديار حسمى» للمخرج الواعد فهد فايز، والذي ترشّح لعدد من المهرجانات الدولية والعربية منها مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ32، يتحول سؤال السينما من «ماذا يريد المخرج للصورة السينمائية أن تقول؟» إلى «ماذا تريد هذه الصورة
فيلم «وداعًا جوليا»: السياسي في ثوب الاجتماعي
موضوع فيلم «وداعًا جوليا» (2023)، كتابة وإخراج محمد كردفاني، هو العلاقة بين شمال السودان وجنوبه، والنظرة الدونية التي ساهمت في الفصل الاجتماعي وأحدثت شرخًا بين الشمال والجنوب وكانت أحد أسباب التصويت لصالح الانفصال السياسي. الجميل أن هذا المضمون السياسي يتوارى
«مدينة الملاهي» الطريق الذي يبدأ بالحيرة الكونية وينتهي إليها
من خلال متابعتي لبعض ردود الأفعال والتقييمات -ولو صح تسميتها بالمراجعات- لعامة الناس في السعودية -في الغالب على تويتر- عن بعض الأفلام السعودية المعروضة على شبكة «نتفلكس» العالمية، لمست شيئًا غريبًا، وهو تفهمهم لموقع السينما السعودية اليوم، ومحاولة تقديم الدعم
«قتلة زهرة القمر» أو التجربة السينمائية المكتملة التي صنعها سكورسيزي
يقول المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي عن فيلمه الأخير «قتلة زهرة القمر» Killers of the Flower Moon، إنه «وضع كل ما لديه» في هذا العمل، وإنه يريد الآن أمرًا واحدًا: «أن يشاهده الناس، ويستوعبوه، ويكونوا معه». وهذا مدخل مناسب في تقديري
حاجة السينما السعودية إلى فيلم “الهامور ح.ع” في هذا الوقت تحديدًا
أعتقد أن أكثر المتفائلين بالسينما السعودية الصاعدة، لم يكونوا ليتوقعوا حجم المكاسب التي حققها فيلم واحد فقط، هو فيلم “الهامور ح.ع”. كان الأمل والتوقع – دائمًا – يدوران حول التراكم الفيلمي؛ بمعنى آخر كنّا نسمع من المراقبين لهجة الانتظار، رغبةً
“La Jetée” هشاشة الزمن على الرصيف
الرصيف ما بين الذاكرة وهشاشة الزمن. يتكون فيلم “الرصيف” (1962) التجريبي بالكامل تقريبًا من صور ثابتة. يعتمد في صلبه على مناقشة موضوعات الذاكرة والوقت وماهية الوجود البشري بعمق وسلاسة شديدة. عن طريق أسلوب مرئي رائد وفريد، يروي قصصه المثيرة للتأمل،
راس براس.. خلطة خيالية غابت عنها المحليّة ولم تغِب
التحدي الذي ستواجهه الأفلام السعودية في السنوات القليلة المقبلة هو السؤال الذي سيتكرر — وهو سؤال مشروع — عن حكايات الشارع السعودي، وعن مدى كون هذه الأفلام مرآة له، وهو ذات السؤال الذي طرأ على بالي بمجرد أن انتهيت من
فيلم جولدا: دعاية مفخخة بالمغالطات!
يشعر المشاهد العربي بغصة عند مشاهدة أعمال عن نكبة 48 وحرب 67 وثغرة 73. لكننا قد نختلف في أسباب الشعور بالغصة وفي الزاوية التي نشاهد بها هذه الأعمال. في تعليقات عديدة على فيلم “جولدا” (Golda) 2023م، لاحظت كيف أنه شوهد
فيلم «عثمان» ودهشة رسم الشخصية
ترتبط المادة الفيلمية بعنصر الدهشة ارتباطًا وثيقًا، فبروز السينما وتساميها على الفنون الأخرى له علاقة وثيقة بقدراتها الهائلة على صناعة الدهشة. يصف الفيلسوف «رينيه ديكارت» الدهشة بكونها الشعور الإنساني الأول، فهي حالة من الأحاسيس العقلية الغامضة والمكثفة، تتكون من لحظة
رواية، لوحة، فيلم
تبرز في لوحة The Souvenir للرسام الفرنسي جان هونوري فراغونارد ملامح فتاة يافعة تحفر حرفًا على جذع شجرة أُخذ عمدًا من اسم عشيقها، تحت مرأى كلب الفتاة الشابة وترقبه، رفيقها في تلك الخلوة مع الطبيعة. إن أردت أن تطيل النظر
البحث عن طوق الحمامة
يرسم المخرج التونسي الناصر خمير عالمًا متميزًا بمنحى تراثي عربي وإسلامي في أفلامه. يستمد المخرج مادته من المعتقدات الشعبية والميثولوجيا الكلاسيكية والحكايات القديمة وعوالم الخرافة الشفوية، ويستلهم دلالاته من التراث الثقافي للإسلام؛ يشكّل بخبرته وممارسته لفنيّ الرسم والنحت جمالياتٍ بصريةً
التغريبة الكردية في فيلم (سبورات سوداء) لسميرة مخملباف
ليس المستحيل أن تبيع الماء في حارة السقايين، وإنما أن تبيعه لقوم لا يعطشون، ستخرج بهذه الحكمة بعد مشاهدتك فيلم (سبورات سوداء- Blackboards) للمخرجة وكاتبة السيناريو سميرة مخملباف، وهو ثاني عمل لها بعد فيلمها (التُّفَّاحة)، وقد عُرض الفيلمان في مهرجانات
الخوف في عالم خالٍ من الصور الفنية
مدخل قصصي… جلست يوماً في أحد مراكز الشرطة أثناء تحقيق استقصائي لشبكة إعلامية محلية تبحث في مسألة أخلاقية في أحد الأحياء التي ترتفع بها نسب الجريمة، كانت وظيفتي تسجيل محادثات الصحفي مع سارق مجرم تعرض لتعنيف في طفولته، كانت محادثة
بو خائف: مضطرب يغرق في أحلامه
يعود خواكين إلينا بأداء فني بديع بعد أن قدم إلينا، وأبدع في فيلم Her، الذي لا يزال عالقاً في أذهان الكثير من المشاهدين، عبر من خلاله عن الوحدة والشخصيات المنعزلة في سبات كالدب القطبي وعن التقنية وتطوراتها التي رأيناه الآن
الملتزم: التاريخ الشخصي من الانتقام إلى التضحية
ربما لا تتَّضح ثيمة نقد الطبقة البرجوازية الإيطالية كما تتَّضح في هذا الفيلم من بين أفلام بيرتو، -أما في حالة ملحمته «1900» فإن الأمر يتجاوز السخرية إلى التعرية- ولعل مردَّ هذا الأمر كون فيلم «الملتزم» مأخوذًا من رواية لمورافيا بنفس
مثلَّث الحُزن: المفارقات الممتدَّة لملك القذارة
يُواصل المخرج والكاتب السويدي «روبن أوستلوند – Ruben Östlund» في فيلم «مثلَّث الحُزن/ Triangle of Sadness» تقديم نَقدِه الحاد واللَّاذع لأنماط الحياة المعاصرة، وذلك من خِلال سردِية مُتماسكة قائِمة على السُّخرية وإبراز المفارقات في قالب دراميّ وكوميدي. يأتي «مثلَّث الحُزن»
إيران.. النساء وخيوط العنكبوت القاتل
عندما طُرِحت علي فكرة كتابة هذه المراجعة السينمائية -وحين أقول «طُرِحت» القصد منها محادثة طويلة مع صديق اقترح علي كتابتها وتحت الحماس وافقت، لأجعله ينتظر وينتظر. كعادتي بدأت بتتبع كل شيء يخص الفيلم والمحيط الذي سينشر فيه هذا النص الذي
فيلم «منزل الذاكرة» مقاربة أخرى للعنصرية والنبذ الاجتماعي
يتناول المخرج البرازيلي جواو باولو ميراندا ماريا موضوع العنصرية، ورفض الآخر المختلف، في أول فيلم روائي له بعنوان «منزل الذاكرة Memory House»، الذي صدر في 19 نوفمبر 2020، وعُرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين، ونال مخرجه
فيلم The Whale: أن تنقذ الحوت داخلك
في فيلمه الأخير «الحوت» (The Whale) 2022، يناقش المخرج دارِن أرنوفيسكي ثنائية الروح والجسد، ومن الطبيعي أن تكون البدانة هي الوجه الآخر للروح. يفعل هذا دون أن يدين الروح والجسد ولكن ليصل إلى معادلة تجمع بين الاثنين. «ليس بالخبز وحده
فاني وأليكساندر: القلق البيرغماني من وجهة نظر طفلين
في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي أعلن بيرغمان أنه سيختتم مسيرته السينمائية الحافلة بفيلمه «فاني وأليكساندر» وهو الفيلم الأضخم إنتاجيًا في مسيرته، وفي وقت إصداره كان الأضخم إنتاجيًا في تاريخ السينما السويدية ككل. قام بيرغمان بعد ذلك بإخراج عدة أفلام
محمّد خان: ذكريات مشاهد أفلام مخضرم
في أيام الدراسة والعمل والنجاح والفشل كان محمد خان لا يتوقف عن عادته في كتاباته السينمائية لصديق عمره ورفيق مشواره «سعيد شيمي» فكان هو هناك في لندن يشاهد الأفلام حيث كانت تأتي من العالم كله بموجاته وثوراته الجديدة إلى لندن،
لا لا لاند: في بناء وانتهاك الهارموني
يسهل ربط الشعر بالموسيقى، إذ إننا حينما نتحدث عن الموسيقى في القصيدة العمودية مثلاً، فإننا نتحدث عن إيقاعات بحور الشعر التي وضعها الخليل، وهي التي تقوم على تفعيلات في جوهرها موسيقية، تقوم على تركيب اللغة وفقًا لمقياس الحركة والوقوف (أو
فيلم الموسيقى الهندية: مارغريت دوراس من الأدب إلى السينما
مارغريت دوراس: كاتبة ومخرجة مذهلة، ستتعاطف معها كثيرًا في نشأتها وتعلّمها، فهي أديبّة ولديها بعض الروايات، تتحدّث في معظم رواياتها عن حياتها وعلاقة الحب المدمّرة التي عاشتها قبل أن تصبح مخرجة. وبقدر ما هي شاعرية كانت تقول «إنّه من الممكن
سعاد: تسلسل متقن في التجسيد
ماذا قد يحدث لو كان للإنسان حياتين، كل منهم تدفق بموازاة الأخرى، واحدة ملموسة ومحدودة وأخرى شفافة وواسعة، بينهما خط ممتد غير مرئي ممثل في المشاعر والأحاسيس، فيلم سعاد لـ «أيتن أمين» يحكي عن مراهقة ما بين حياتها في الواقع
تار: السيرة الخياليّة لشخصيّة حقيقيّة جدًّا
يعود المخرج الأمريكي «تود فيلد» بعد ما يقارب ستة عشر عامًا بفيلمه الجديد «تار– Tár»، والذي اكتسب مكانةً واسعةً في المهرجانات السينمائية لهذا العام، وما زال مرشحًا لحجز المزيد من المقاعد في القادم منها، خاصةً مع الاهتمام الواسع الذي حظيت
انترستيلر: هُوَ الحُبُّ
أفاد هانز زيمر -موسيقار انترستيلر- مرة بأنه أصر على تسجيل موسيقى الفيلم بداخل كنيسة، وذلك لاستجلاب الروح القدسية منها إلى الفيلم عبر أثير الموسيقى. هذه معلومة طريفة، لكن لو تفحصنا قليلًا في الأمر فلا بد أن نسأل: لماذا؟ ما الرابط
البيانو: حكاية أنثويّة صامتة
دخلت جين كامبيون التاريخ عندما أصبحت أوّل امرأة، (وأوّل امرأة في نيوزيلندا) تحصل على السعفة الذهبيّة المرموقة في مهرجان كان السينمائيّ عن فيلمها «البيانو» عام (1993). تدور قصّة كامبيون في «البيانو» حول عازفة بيانو اسكتلنديّة تدعى آدا ماكغراث (هولي هانتر)
جنّيّات إنشيرين: أن تكون فظًّا غليظًا لتنال الخلود
في أحدث أفلامه يطرح مارتن ماكدونا -كاتب الفيلم ومخرجه- واحدة من أكثر المسائل جوهريّة في الوجود الإنسانيّ، وهي مسألة أن تبقى. وأن تبقى هذه تعني أن تتجاوز الموت. قد نفضّل تسمية الأمر بالخلود. وكما هو معلوم فإنّ هذه الموضوعة مطروقة
خواكيم ترايير: سينما الإلھام ما بين البھجة والألم
برزت الدراما النرويجيّة مع الشعبيّة الكبيرة الّتي حقّقھا فیلم «أسوأ شخص في العالم» للمخرج خواكيم ترايير وبطولة كلّ من ريناتي رینزف وأندرس دانييلسن، كأحد أھمّ الأعمال المرشّحة، إذ حلّ على رأس قوائم العديد من النقّاد والصحف المھتمّة بالشأن السينمائيّ خصوصًا
بالتازار: الشقاء الأبكم
في الريفِ الفرنسيّ تُحاك صورتان لروحٍ وحيدة ملائكية مُعذبة، ماري الطفلة، و(بالتازار) الحِمار الهامشي للقرية، جمعهما طقسُ التعميد وطوقُ الورد والشوك. تبدأ حِكاية الفيلم بطلبٍ طفوليّ لِشراء حِمار صغير؛ ومن ثُم تُدار عجلة الزمن للتقدم وتشيخ الأجساد لِجر القصص خلفها.
الطبيعة ودلالاتها في لوحة «بارك تشان ووك»
بين قمم الجبال وثقل حُطامها، وبين ضباب المشاعر وعواصفها الهالكة، وعلى أنغام المطر وتلاطم الأمواج بين هدوئها وصخبها، فإما أن نتماشى مع اضطرابها أو أن نغرق لأعماقها المظلمة. رموزٌ يرسمها بارك تشان ووك في لوحته: «قرار الرحيل» لكي نفحص ونتأمل
إيريك رومير: فضاءُ الاحتمالات في مصادفةِ امرأة!
إيريك رومير مخرجٌ فرنسيّ، عمل كصحفي ومحرر، ولد في عام 1920، اسمه (موريس هنري جوزيف شيرير) أو (جان ماري)، وعُرف كآخر مخرجي الموجة الجديدة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية. يمتاز رومير بالطابعِ الأدبيّ الذي يغلف معظم أعماله، بالإضافة لتناوله الأخلاقيات
جدلية تكوين الذات في فيلم «خلّي بالك من زوزو»
عند التطرّق إلى السينما المصرية العريقة لا يمكن أن نغفل عن قائمة أهم مئة فيلم مصري، والتي أعدها مهرجان القاهرة الدولي في دورته العشرين عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، مع ذكرى حلول أول عرض سينمائي في مصر عام 1896.
«قودي سيارتي» مجموعةُ نصوصٍ لأرواحٍ متعبةٍ للغاية
هناك انتقالٌ قصيرٌ ما بين «عجلة الحظّ والفنتازيا» للياباني ريوسوكي هاماجوتشي، وفيلمه الآخر «قودي سيارتي»، حيث اُختير الأخير لدخول اليابان لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي دولي، وتُعدّ المرة الأولى التي يحصل فيها المخرج على هذا الترشيح، كما يُمثل إنجازًا مُستحقًا
«جين ديلمان» تفاصيلٌ دقيقة مع إحساسٌ بالهلاكِ الوشيك!
وصفه الناقد لويس ماركوريليس عند صدوره بأنه: «أوّل تحفة نسائية في تاريخ السينما»، إنه فيلم Jeanne Dielman, 23 quai du Commerce, 1080 Bruxelles لمخرجته -البلجيكية الفرنسية- شانتال أكرمان. إنه عملٌ فريدٌ في تاريخ السينما، والذي يعرض شريحة من الحياة تصوّر
نهاية اليوم الطويل: نهاية الطفولة، بداية الذاكرة
يأتي فيلم المُخْرِج البريطانيّ تيرنس ديفيز «نهاية اليوم الطويل» ختامًا حَمِيمِيًّا لرحلتهِ في الذاكرة، التي امْتدَّت عبر ستة عشر عامًا في ثلاثة أفلام قصيرة وفيلمَين طويليَن. رِحلة ديفيز هُنا ليست بدافع الحنين الذي يدفعنا عادةً إلى استرجاع الذكريات، وليست محاولة
فيديريكو فلّيني: شاعر «اللغة المنسية»
عندما اقتربت الموجة الواقعية الإيطالية الجديدة من نهايتها في أواخر الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي، اِنبعث من رمادها جيلٌ جديد من المخرجين فجّروا الطاقة السينمائية إلى أقصى حدودها، بأساليب مختلفة مرتكزة بالدرجة الأولى على إمكانات اللاوعي المتوهجة في أتون مُخيلاتهم
هاوس أوف ذا دراغون: ماضٍ يمتدّ نحو حاضرٍ يبتدئ
لم يمرّ عامٌ كاملٌ على نهاية مسلسل «قيم أوف ثرونز» المخيبة للآمال، حتى أعلنت شبكة (إتش، بي، أو) عن عملٍ جديدٍ آتٍ من مملكة «ويستروس»، وهذه المرة وبعد أن تلقى المسلسل سيلاً هائلاً من الانتقادات من محبيه والنقاد على حدٍ
أفضل مافي الشباب: السينما في خدمة الذاكرة
أحب الأشياء التي تتشابك، الأشياء التي تقدم لك مكنونات جمالية متجددة لا تتوقف عن إرباكك، الأشياء التي تقطف من كل فن أجوده، التي لا تعترف بالتصنيف، والتي تتركك بمجرد الإنتهاء منها أكثر عطشًا، فتعود إليها من جديد مصغيًا ومتمنيًا أن
جيفري دامر: طفولةٌ فَزِعة تخرجُ من وكرها
ما من مثيرٍ للعجب أن يتصدر عمل مثل «جيفري دامر» قائمة الأعمال الأكثر رواجًا وإقبالاً للجماهير، والذي تختار نيتفليكس إصداره في شهر أكتوبر، شهر الهالوين، بهذا الوجه المهيب والغلاف الذي لا يمكن أن نتجنّب وخزات الرعبِ فيه، ثمّ العنوان الرنّان
فيلم أثينا: الكاميرا بطلًا
سأتحدث تقنيًا عن الفيلم، إنما ليس بإيغالٍ في التفاصيل التقنية له؛ إذ إنني مجرد مُشاهد عادي، يعرف غيضًا من فيض التقنيات التصويرية في السينما. وفيلمُنا هذا سينمائي بدرجة عالية، رغم أنه شديد الواقعية، ويلامس العصب الأكثر حساسيةً في أيامنا هذه
فيديريكو فلّيني: بين سحر الخيال وواقعية الأحلام
بنهاية الحرب العالمية الثانية؛ نهضت السينما الإيطالية من أنقاض الخراب الذي طال كل شيء في أوروبا، برؤية مختلفة أساسها تصوير ودراسة حياة مجتمع ما بعد الحرب، والتي ستتبلور على يد روبيرتو روسيليني الذي سيُدشِّن موجة الواقعية الجديدة بتصويره فيلم روما
الموجة الإيطالية الواقعية و سيكولوجية «الإنسان المقهور»: فيتوريو دي سيكا أنموذجًا
عندما نرغب في الحديث عن الموجات السينمائية الكبرى والتي أثرت على مفهوم السينما تنظيرًا وتطبيقًا عبر التاريخ، ستكون «الموجة الواقعية الإيطالية» والتي برزت في أواخر الأربعينات من القرن الماضي احدى أبرز الموجات التي انقلبت على الشكل السينمائي الرومانسي السائد حين
«أنا هي كوبا» توثيق مرئي لجمال كوبا وبؤسها
فيلم «أنا هي كوبا» تحفة صُوِّرَت عام (1964) كقطعة مؤيدة للبروباغندا السوفييتية بنظامها الشيوعي ومناصرة للثوري «فيديل كاسترو» آنذاك، ومنذ ذلك الحين دُفِنَت في أرشيف أفلام «الكرملين» لمدة تفوق 30 عاماً منتظرةً إعادة اكتشافها قبل أن ترى النور أخيراً في
السيرك الإعلامي وسذاجة «رحيم» في فيلم أصغر فرهادي الأخير
الفيلم الإيراني A Hero, 2021 هو فيلم أصغر فرهادي الأخير والحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي في نسخته 74. قصة الفيلم ذكية ومدروسة، حيث تكمن قوة الفيلم بسيناريو محكم من حيث النص والعرض يتكشف تدريجيًا بتفاصيل تنطوي على
آلام جان دارك
لا يمكن البدء بالحديث عن The Passion of Joan of Arc دون التطرق للمصاعب الكثيرة التي تعرض لها قبل أن يصلنا اليوم كأعلى قمة بلغتها السينما الصامتة. فبعد العديد من المشاكل الإنتاجية والتعديلات الرقابية، عُرضت نسخ مُعدّلة من الفيلم بشكل محدود
مغامرات في الإدراك: ستان براكِج بكلماته الخاصة
لقد كان لي شرف دعوة ستان براكِج صديقًا عزيزًا وزميلاً وموجِّهًا خلال السنوات الاثنتي عشرة قبل وفاته في عام 2003. زُرعت بذرة صداقتنا في أوائل التسعينيات عندما بدأتُ تسجيل ما أصبح مقابلةً غير رسمية لم تزد على ساعتين. كنت آنذاك
مواد بيضاء: بلاط عاجي وأنوثة بيضاء وسيادة البيض في مسلسل جون مارك فالي «أجسام حادة»
تحمل أجسام المنزل معانٍ مشؤومة لـ«كاميل بريكر» (إيمي آدمز) في مسلسل «جون مارك فالي» القصير على HBO: «أجسام حادة»، وهو اقتباس لرواية «غيليان فلِن» الأولى عام 2006 التي تحمل نفس العنوان الذي يحيل إلى كينونة «كاميل»، وفيه تتماثل «كاميل» المثقلة
«النشالون»: حكاية عائلة لاسلطوية
قليلة هي الأفلام التي تستطيع أن تحقق شهرةً لجمالياتها الحسنة، ونجاحًا في شباك التذاكر. وفيلم «النشالون» واحد منها، ويعود الفضل إلى لغته السينمائية المدهشة، وكذلك لأبطاله: عائلة «شيباتا» العظيمة التي يتوحد معها الجمهور عاطفيًا، فقد أُجبرت هذه العائلة على العيش
«ابن شاول» وأزمة أفلام الهولوكوست
«ابن شاول» (لازلو نيميس، 2015) فيلمٌ عن الهولوكوست، إنما بطريقة تضاد جميع أفلام الهولوكوست الأخرى. وحتى نكونَ أكثر دقة: هو ليس فيلمَ هولوكوست إن أخذنا بالحسبان ما خبرناه سابقًا عن هذه النوعية من الأفلام، بل وأكثر من ذلك، إنه تفكيك
صندوق الطائر والعمى التجنُّبي
«فلتديري نشرة الأخبار، يا بلهاء»، تقول جيسيكا (سارة بولسون) لأختها مالوري (ساندرا بولوك)، بطلة الفيلم الشهير، “صندوق الطائر” (Bird Box) (سوزان بيير، 2018). لم تعلم مالوري تمامًا عن الانتحارات الجماعية غير المفسَرة في أوروبا الشرقية، ولم تتزود من البقالة لملء
برونو غانز: بين تخوم الخير والشر
قد لا يعلَم الكثيرون بهذا الأمر، ولكِن عندما حصل الممثل السويسري الرَّائع برونو غانز – الذي تُوفَّي عن عمر ناهز السابعة والسبعين – على الدور الذي أطلق شهرته – دور أدولف هتلر – في فيلم “السُّقوط” (Downfall)، كان واحِدًا من
فن المشي: أن تشاهد امرأة تمشي
المشي، كالتنفس، شيءٌ نقوم به دون تفكير، ونشاط مبتذل إلى حد أن لفظة ماشٍ في الإنجليزية [pedestrian] تحمل معان أخرى مثل عاديّ، ممل، وثقيل. ومهما يكن من أمر، فإن الأفلام تتناول هذا الفعل فوق ما يحتمل معناه المتمثل في الذهاب
الحكايا الخفية وراء فيلم «إنديانا جونز» الأول
في مثل هذه الأوقات، وقبل 42 سنة، خرج إلى النور أول أفلام سلسلة “إنديانا جونز”، والذي حمل اسم «سارقو التابوت المفقود». أحد أكثر الأفلام قرباً من قلب المخرج ستيفن سبيلبيرغ، وخبايا حكاية إنتاج الفيلم هي مغامرة حقيقية. يعود بنا الزمان
لماذا بقيتَ؟ عن علامة مارون بغدادي الفارقة: «حروب صغيرة»
في المرة الأولى التي يظهر فيها نبيل سرور المصوِّر الحربي، والرجل الكذوب، وتاجر المخدرات بدوام جزئي المعروف باسم «أبو النبل»، نراه يعدو وسط نيران القناصة في بيروت ليلتقط -الصورة التي يحتاجها- الصحفي الأمريكي ميتش دوبين. نبيل (يؤدي دوره نبيل إسماعيل)
التقاء الجبل والشارع: شوجي تيراياما
توفي شوجي تِراياما من قصور الكبد قبل 30 عامًا، وإني لأستغرب الحاجة إلى التعريف به لجيل الغرب الجديد. سمعته طيّبة في اليابان، فالكتب له وعنه في كل مكتبة معتبرة، وأفلامه متوفرة ونتاجه المسرحي لا يزال يعاد. اسمه رائج إلى اليوم،
شارولاتا: ظاهر ساكن، داخل مستعر
كان الشاعرُ والمسرحي والروائي والفيلسوف والموسيقي والرسام والفائز بجائزة نوبل للآداب روبندرونات طاغور (1864-1941) الشخصيةَ الأهم في النهضة البنغالية. ومن بين منجزاته الخالدة «جامعة العالم» فيسفا بهاراتي التي أسسها سنة 1921 في شانتي نكتان التي تبعد عن كلكتا قرابة الـ
10 أفلام عظيمة ألهمت تاركوفسكي
«بالنسبة لي تاركوفسكي هو الأعظم، هو الرجل الذي اخترع لغةً جديدة ووثيقة الصلة بالمعنى الحقيقي للفيلم، لغةً تصور الحياةَ انعكاسًا وحلمًا». إنغمار بيرغمان. في مقابلة مع (ناوم أبراموف) عام 1970, وصف تاركوفسكي السينما بأنها «فن لا يتقنه إلا عدد قليل
نحت الأرواح: قراءة في ملاجئ أندريه تاركوفسكي السينمائية
في عصر الصور الخاطفة، يعبّد المخرج الشاعري طريقًا خليًّا نمعن فيه ونتأمل. في واحدة من أبهى الصور الكلاسيكية الشاعرية في السينما؛ تلك التي تظهر فيها مارغريتا تيريخوفا جالسةً على سياجٍ خشبي هزيل، محدقةً في جمال الريف الروسي الباعث للشجن، متحسّسةً
روي أندرسون: لا تصنعوا بأموال الدولة أفلامًا سيئة
ما من نبي يُقبل في بلاده، هكذا -وبعبارة من العهد الجديد- اختتم «روي أندرسون» هذه المقابلة التي نضع مقتطفات منها بين أيديكم، مُشيرًا إلى التقدير الذي وجده خارج بلاد «بيرغمان» ولم يجده داخلها. أندرسون الذي وُلد في 31 من مارس
ديفيد كروننبرغ: عَشرةُ أفلَامٍ أساسِية
اُشتُهرَ المُخرج والمؤلَّف الكندي «ديفيد كروننبرغ» بأفلام الرُّعب، وعلى وجهِ الخُصوص أفلام رُعب الجسد الدمويَّة، التي ضَربت على الوتر الحسَّاس؛ تحديدًا أثناء أزمَة الإيدز في ثمانينيَّات القرن الماضي. ولكِن من الإجْحاف أن يُصنَّف على أنَّه مُخرج أفلَام رُعب وحسَب! وهو
ميكاس يلتقي بازوليني: حوار حول موجة الأندرجراوند
في نهاية الخمسينيّات من القرن العشرين ظهرت في أمريكا مجموعة من صنّاع الأفلام التجريبيّة بالضدّ من السينما الهوليووديّة وأفلام الاستوديوهات الكبيرة، سمّيت تلك الموجة من الأفلام بسينما الأندرجراوند وكان من أبرز وأهمّ صنّاعها والمنظّرين لها المخرج الليتوانيّ الأمريكيّ «جوناس ميكاس».
أزمة (1946) وسفينة إلى الهند (1947): بيرغمان في مرحلة التشكّل
في عامِ 1942 حينما كان إنغمار بيرغمان في الرابعة والعشرين من عمره، تعاقدت معه شركة Svensk Filmindustri ليعمل «محرر سيناريو». وظيفته في «سفينة العبيدِ» تلك -كما سماها لاحقًا-، هي أن يكتب سيناريوهات على طريقة هوليوود، تجربة وصفها بأنها وفّرت أسُسًا
المومياء: الأبعاد التاريخية والشخصية في تحفة شادي عبد السلام
عن الأهمية الثقافية وتأثير «المومياء» في إثر كتاب يوسف رخا عن الفيلم في تاريخ السينما المصرية كله، ثمة قلة قليلة من الأفلام التي تشابه «المومياء» سواء أُنتجت قبله أو بعده (أو كما يُعرف أيضًا “ليلة أن تحصى السنون”). تعد تحفة
البحرُ القاسي: حديث مع عمر أميرالاي
يُعتبر المخرج الوثائقي السوري عمر أميرالاي أحد أبرز الرواد والقوى المؤثرة في سينما المؤلف التسجيلية في العالم العربي، بدءًا من رحلته مطلع السبعينيات وحتى آخر أيام حياته. حيث تجاوزت مسيرته الخمسين فيلمًا، من بينها (الحياة اليومية في قرية سورية، 1974)
محمود المليجي: أنتوني كوين الشرق
كاتب السيناريو والممثل المصري في السينما والمسرح والتلفزيون محمود المليجي من مواليد 22 ديسمبر 1910. ثمة قائمة طويلة من الأسماء التي حققت شهرة واسعة في تاريخ التمثيل العربي. وصل بعضهم إلى النجومية ولكن قلة منهم يمكن تصنيفهم كعباقرة. ومن أبرز
يوسف شاهين آخر المتفائلين العرب
كان يوسف شاهين رجلًا سينمائيًا بمعنى الكلمة، إذ عمل في كل مجال له علاقة بالسينما، فقد كان مخرجًا بالطبع، ومُنتِجًا أيضًا، وممثلًا، ومغنيًا، ومحررًا للأفلام. كلما حدثتْ معجزة وحققت أفلامه أرباحًا، هرع لاستثمارها في مشروعه التالي، أو هَمّ بشراء دور
جيرزي سكوليموفسيكي: عن الحرّيّة المطلقة في صنع EO، والحكايات الإنجيليّة، وتأثير روبير بريسون
في الرابعة والثمانين من العمر، يقدّم المخرج البولنديّ جيرزي سكوليموفسكي واحدًا من أكثر أفلام العام حيويّة ونبضًا بالحياة، مستلهمًا رائعة بريسون الكلاسيكيّة Au Hasard Balthazar، ولكن بأخذ هذه الفكرة إلى آفاق مبهرة جديدة، و “إيو أو” يحكي لنا عن رحلة
وينزداي: إثارة وقشعريرة أكثر من عائلة آدامز المخيفة وغريبة الأطوار
يمكن القول أنّ عائلة «آدامز» المخيفة وغريبة الأطوار تعتبر العائلة الأولى في الموسم المخيف، وصاحبة حضور دائم في الثقافة الشعبيّة على مدى عقود، بعد ظهورهم لأوّل مرّة في رسومات تشارلز آدمز في مجلّة نيويورك في الثلاثينيّات، ثمّ أوّل ظهور لهم
«غوّاصُو الأحقاف» من الرواية إلى عوالم السينما
تشهد السعودية اليوم تغييرات اجتماعية عميقة، نتيجةً لرفع القيود الذي بدأ منذ أواخر العقد الماضي. وفيلم (الرقص على حافةِ السيل) الذي يتم تصويره حاليًا -من إخراج هناء العمير وإنتاج سهى سمير- يلقي الضوء على حرية وفرح النساء في المجتمعات القبلية
بارك تشان – ووك عندما يكون الحب أكثر غموضًا من القتل
يَقع محقق في حُب حسناء مشتبه بها في جريمة قتل. لكن هذه ليست سوا البداية للتجربة الرائعة في فيلم “قرار الرحيل” للعراب الكوري “بارك تشان-ووك” (مخرج؛ “Oldboy” و “The Handmaiden”) إن هذه المقدمة المألوفة لأفلام النوار “السينما المظلمة” ما هي
عشرة معلومات هامة عن «برسونا»
يُصادف (16) ديسمبر ميلاد المخرجة والممثلة النرويجيّة ليف أولمان. الممثلة التي ذاع صيتها دوليًا بعد أن لعبت دور إليزابيث فوغلر في «برسونا» لإنغمار برغمان في عام 1966، نستعرض هنا معكم عشرة معلومات هامة كُتبت عن الفيلم، منقولة من الموقعِ الرسميّ
ياسوجيرو أوزو: خمسة أفلام جوهرية
حظي أوزو بمسيرة مهنية امتدت لسبعة وعشرين عاما، بدأت بفيلمه الصامت (سيف الصبر – Sword of Penitence) عام 1927، واستمرت حتى موته في 12 ديسمبر 1963. وحاز مكانة مرموقة في بلاده، وازداد اسمه انتشارًا في جميع أنحاء العالم بمرور الأيام،
سامبيزانجا: ثورة كل يوم
«على النساء الإفريقيات أن يتواجدن في كل مكان، يجب أن يكن في الأفلام، ووراء الكاميرا، وفي غرفة المونتاج، ويشاركن في جميع مراحل إنتاج الفيلم»، قدمت سارة مالدورور من خلال هذا التصريح بيانًا موجزًا ظهر في جريدة (شاشات إفريقية) متعددة اللغات
الوهم الكبير
الوهم الكبير، رائعةٌ جلبت لـجان رينوار مديحًا واسعًا في الولايات المتحدة، ونالت خالصَ إعجابِ الرئيس فرانكلين روزفلت، ولما يزيد على (26) أسبوعًا متواصلاً تم عرضها في نيويورك بعد افتتاحها في سبتمبر 1938. هذه الرائعة التي مُنعت في إيطاليا موسوليني وحظرها
أغرب من الجنة: هنا جارموش
قلّما نجد أفلامًا ذات تركة عظيمة في نمو السينما الأمريكية المستقلة في الرُبع الأخير من القرن العشرين، ومن روادها إيريزرهيد – Eraserhead, 1977 وعودة الأفاعي السبع (1979) – Return of the Secaucus Seven, 1979، ومن أضخمها “لابد انُه لديها” –
المتهور: إيطاليا بين الكآبة والمرح
عاشت السينما الإيطالية أزهى عصورها في الفترةِ ما بين عامي 1960 – 1963، وبالطبع تعددت الأعمال العظيمة التي سبقت هذه الفترة أو تلتها، مثل فترة الواقعية الإيطالية الجديدة، فقد تميزت هذه الفترة القصيرة بكمّ الأعمال الرائعة التي قدمها أساتذة كبار
بلا حب: لائحة اتهامات للمجتمع الروسي
لعل أقوى عشر دقائق سينمائية شاهدتها هذا العام هي في الفيلم الروسي «بلا حب»[1]؛ المرشح لجائزة أوسكار كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية للمخرج الروسي غير الاعتيادي “أندريه زفياغينتسيف”. وهي كالتالي: مشهد لزوجين عازمين على الطلاق: «جينيا» ( تؤدي دورها الممثلة
الحقول المغناطيسية: احتضان سينمائي يتجاوز الشاشة
تقود «إيلينا» سيارتها بلا وجهة محددة لتقرر فجأة أن تركب عبّارة إلى جزيرة «كيفالونيا» اليونانية، وهناك تصادف إيلينا «أنطونيس» الذي يتجه هو الآخر إلى نفس الجزيرة قاصداً إيصال رفات عمته إلى مرقدها الأخير. ويؤدي عطلٍ ميكانيكي في سيارة أنطونيس وأزمة
بيلا تار يرثي غودار
كان العالم ليصبح مكانا آخرَ بدونه. كنا سنشاهد صورًا مختلفة، وكانت ستجمعنا علاقة مُغايرة مع السينما والعالم من حولنا. لم يعاملنا قط -نحن المتفرجين- على أننا أطفال وحمقى؛ بل -بالأحرى- معاملة الند للند. لقد وثق بنا، وعرف كيف يكتسب ثقتنا،
رُبَّما مات غودار
عند تحريري لفيلمٍ ما، أحبُّ أن أترك التلفاز مُدارًا على محطات الأفلام صامتًا. إنه طقسي الخاص أنْ أقلّب نظري بين الحين والآخر نحو مَشاهد أخرجها آخرون. عندما نقّحنا فيلم الأصدقاء الطيّبون Goodfellas، نهضتُ من على الكرسي، وألقيتُ نظرةً على التلفاز،
الليالي العربية: عالمٌ قديمٌ شُجاع
صارت ألف ليلة وليلة مصدرًا محبَّبًا للاقتباس بعدما صدرت ترجمة أنطوان غالان الفرنسية في اثني عشر مجلدًا في بدايات القرن الثامن عشر، باتت حكاياتُها وأجواؤها الاستشراقية مَعِينَ الروائيين من أمثال فيلدنج وديكنز وجويس. احتذت السينما سريعًا في أيّامها الأولى في
حكايات كانتربيري: الجنس يلتهم التهامًا
في آخر مشهد من حكايات كانتربيري (1972)، نرى المخرج پيير پاولو پازوليني في دور الشاعر جيوفري تشوسر، كاتبًا اختتاميّة القصص التي شهدناها للتو. يظهر النصّ بالتدريج : «هنا تنتهي حكايات كانتربيري، محكيّةً فقط للّذة حكيها». بعد نجاح الديكاميرون (1971)، انتقل
الديكاميرون: ألا سارَ مَن يبقى على إِثْرِ مَن يَمْضِي
لقد بلغ “پيير پاولو پازوليني” نهاية غاياته السياسية والأيديولوجية عندما شرع في اقتباس ديكاميرون بوكاتشيو. صوَّرَ فيلمانِ من ثلاثة أفلام سابقة له، تيوريما (1968) وزريبة الخنازير (1969)، طبقةً برجوازيةً لم تدرك لا خلاصًا روحيًّا ولا أيديولوجيًّا. لكن مع ذلك، لقد
تيوريما: مجرّد صبي
كثرت إعلانات صدور فيلم تيوريما 1968 في أمريكا؛ إذ لا شكّ أنه كان محطّ اهتمام المشاهدين الذين يزدرون الترجمات المرئية، فقد كانت «هناك 923 كلمة منطوقة في تيوريما، لكنّها أفصحت عن كلّ شيء!». تواردت نسبة ضئيلة من هذه الألفاظ في
روما، مدينة فلّيني
تلتفّ مجموعة من الطلبة في أحد مشاهد فيلم (روما) 1972، حول المخرج الإيطاليّ فيدريكو فلّيني في حديقة ڤيلا بورجيز، ويعترضونه بأسئلتهم حول الفيلم الذي يقوم بإخراجه -هو نفس الفيلم الذي نشاهده- فيسأله أحدهم إذا ما سيحمل الفيلم وجهة نظر موضوعية،
الفلسفة والسينما: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى
لماذا الربط بين السينما والفلسفة؟ ما الذي يميز السينما أو التصوير السينمائي بوصفه شكلًا فنيًا؟ ما المغزى الفلسفي وراء الأساليب الفنية والتكنولوجيا التي توظفها السينما؟ وما المغزى الفلسفي لاستجابة الجمهور للسينما؟ قوة السينما ونطاق تأثيرها يتحدث الأكاديميون كثيرًا عن «الأدبيات»،
لوكينو فيسكونتي وعبقريّته الميلودراميّة والمنفوخة والناعمة
في أحد أيام نيسان عام 1944، قبض الجنود الفاشيّون على الكُونْت لوكينو فيسكونتي دي مودروني، في مدينة روما. كان الكُونْت شيوعيًّا مخلصًا منذ أواخر الثلاثينات؛ إذ أجار أعضاء حزبه في منزله، بل وباع جواهر العائلة ليموّل هزيمة موسوليني. كما يقول
الواقعية المُحيرة لدى المخرج روبرتو روسيليني
«لا يستطيع المرء أن يعيش بدون روسيليني» جملة وردت على لسان إحدى الشخصيات في فيلم “قبل الثورة“- Before Revolution، للمخرج بيرناردو برتولوتشي في عام 1964. ورغم مرور ثلاثة عقود على وفاته في عام 1977، يبدو أن معظم رواد السينما في
السيرة الفنيّة لجيرمين دولاك: رائدة الابتكار السينمائي والأفلام السريالية
ربما كانت جيرمين دولاك سابقةً لعصرها كمخرجةٍ مثليّة الميول، وصاحبةَ إنتاجٍ فنيٍّ مذهل لتتلقى عنه التقدير اللائق في أيّ مجال. كانت جيرمين دولاك من رواد السينما الأوائل قبل الأفلام السريالية الأولى للمخرج لويس بونويل، والنصير المخلص جان ڤيگو، وفي حال لم تكن شغوفًا بالسينما الصامتة، فربما لم تسمع عنها من قبل. كانت المخرجة
مغامرات في الإدراك: ستان براكِج بكلماته الخاصة
لقد كان لي شرف دعوة ستان براكِج صديقًا عزيزًا وزميلاً وموجِّهًا خلال السنوات الاثنتي عشرة قبل وفاته في عام 2003. زُرعت بذرة صداقتنا في أوائل التسعينيات عندما بدأتُ تسجيل ما أصبح مقابلةً غير رسمية لم تزد على ساعتين. كنت آنذاك
مواد بيضاء: بلاط عاجي وأنوثة بيضاء وسيادة البيض في مسلسل جون مارك فالي «أجسام حادة»
تحمل أجسام المنزل معانٍ مشؤومة لـ«كاميل بريكر» (إيمي آدمز) في مسلسل «جون مارك فالي» القصير على HBO: «أجسام حادة»، وهو اقتباس لرواية «غيليان فلِن» الأولى عام 2006 التي تحمل نفس العنوان الذي يحيل إلى كينونة «كاميل»، وفيه تتماثل «كاميل» المثقلة
«النشالون»: حكاية عائلة لاسلطوية
قليلة هي الأفلام التي تستطيع أن تحقق شهرةً لجمالياتها الحسنة، ونجاحًا في شباك التذاكر. وفيلم «النشالون» واحد منها، ويعود الفضل إلى لغته السينمائية المدهشة، وكذلك لأبطاله: عائلة «شيباتا» العظيمة التي يتوحد معها الجمهور عاطفيًا، فقد أُجبرت هذه العائلة على العيش
«ابن شاول» وأزمة أفلام الهولوكوست
«ابن شاول» (لازلو نيميس، 2015) فيلمٌ عن الهولوكوست، إنما بطريقة تضاد جميع أفلام الهولوكوست الأخرى. وحتى نكونَ أكثر دقة: هو ليس فيلمَ هولوكوست إن أخذنا بالحسبان ما خبرناه سابقًا عن هذه النوعية من الأفلام، بل وأكثر من ذلك، إنه تفكيك
صندوق الطائر والعمى التجنُّبي
«فلتديري نشرة الأخبار، يا بلهاء»، تقول جيسيكا (سارة بولسون) لأختها مالوري (ساندرا بولوك)، بطلة الفيلم الشهير، “صندوق الطائر” (Bird Box) (سوزان بيير، 2018). لم تعلم مالوري تمامًا عن الانتحارات الجماعية غير المفسَرة في أوروبا الشرقية، ولم تتزود من البقالة لملء
برونو غانز: بين تخوم الخير والشر
قد لا يعلَم الكثيرون بهذا الأمر، ولكِن عندما حصل الممثل السويسري الرَّائع برونو غانز – الذي تُوفَّي عن عمر ناهز السابعة والسبعين – على الدور الذي أطلق شهرته – دور أدولف هتلر – في فيلم “السُّقوط” (Downfall)، كان واحِدًا من
فن المشي: أن تشاهد امرأة تمشي
المشي، كالتنفس، شيءٌ نقوم به دون تفكير، ونشاط مبتذل إلى حد أن لفظة ماشٍ في الإنجليزية [pedestrian] تحمل معان أخرى مثل عاديّ، ممل، وثقيل. ومهما يكن من أمر، فإن الأفلام تتناول هذا الفعل فوق ما يحتمل معناه المتمثل في الذهاب
الحكايا الخفية وراء فيلم «إنديانا جونز» الأول
في مثل هذه الأوقات، وقبل 42 سنة، خرج إلى النور أول أفلام سلسلة “إنديانا جونز”، والذي حمل اسم «سارقو التابوت المفقود». أحد أكثر الأفلام قرباً من قلب المخرج ستيفن سبيلبيرغ، وخبايا حكاية إنتاج الفيلم هي مغامرة حقيقية. يعود بنا الزمان
لماذا بقيتَ؟ عن علامة مارون بغدادي الفارقة: «حروب صغيرة»
في المرة الأولى التي يظهر فيها نبيل سرور المصوِّر الحربي، والرجل الكذوب، وتاجر المخدرات بدوام جزئي المعروف باسم «أبو النبل»، نراه يعدو وسط نيران القناصة في بيروت ليلتقط -الصورة التي يحتاجها- الصحفي الأمريكي ميتش دوبين. نبيل (يؤدي دوره نبيل إسماعيل)
التقاء الجبل والشارع: شوجي تيراياما
توفي شوجي تِراياما من قصور الكبد قبل 30 عامًا، وإني لأستغرب الحاجة إلى التعريف به لجيل الغرب الجديد. سمعته طيّبة في اليابان، فالكتب له وعنه في كل مكتبة معتبرة، وأفلامه متوفرة ونتاجه المسرحي لا يزال يعاد. اسمه رائج إلى اليوم،
شارولاتا: ظاهر ساكن، داخل مستعر
كان الشاعرُ والمسرحي والروائي والفيلسوف والموسيقي والرسام والفائز بجائزة نوبل للآداب روبندرونات طاغور (1864-1941) الشخصيةَ الأهم في النهضة البنغالية. ومن بين منجزاته الخالدة «جامعة العالم» فيسفا بهاراتي التي أسسها سنة 1921 في شانتي نكتان التي تبعد عن كلكتا قرابة الـ
10 أفلام عظيمة ألهمت تاركوفسكي
«بالنسبة لي تاركوفسكي هو الأعظم، هو الرجل الذي اخترع لغةً جديدة ووثيقة الصلة بالمعنى الحقيقي للفيلم، لغةً تصور الحياةَ انعكاسًا وحلمًا». إنغمار بيرغمان. في مقابلة مع (ناوم أبراموف) عام 1970, وصف تاركوفسكي السينما بأنها «فن لا يتقنه إلا عدد قليل
نحت الأرواح: قراءة في ملاجئ أندريه تاركوفسكي السينمائية
في عصر الصور الخاطفة، يعبّد المخرج الشاعري طريقًا خليًّا نمعن فيه ونتأمل. في واحدة من أبهى الصور الكلاسيكية الشاعرية في السينما؛ تلك التي تظهر فيها مارغريتا تيريخوفا جالسةً على سياجٍ خشبي هزيل، محدقةً في جمال الريف الروسي الباعث للشجن، متحسّسةً
روي أندرسون: لا تصنعوا بأموال الدولة أفلامًا سيئة
ما من نبي يُقبل في بلاده، هكذا -وبعبارة من العهد الجديد- اختتم «روي أندرسون» هذه المقابلة التي نضع مقتطفات منها بين أيديكم، مُشيرًا إلى التقدير الذي وجده خارج بلاد «بيرغمان» ولم يجده داخلها. أندرسون الذي وُلد في 31 من مارس
ديفيد كروننبرغ: عَشرةُ أفلَامٍ أساسِية
اُشتُهرَ المُخرج والمؤلَّف الكندي «ديفيد كروننبرغ» بأفلام الرُّعب، وعلى وجهِ الخُصوص أفلام رُعب الجسد الدمويَّة، التي ضَربت على الوتر الحسَّاس؛ تحديدًا أثناء أزمَة الإيدز في ثمانينيَّات القرن الماضي. ولكِن من الإجْحاف أن يُصنَّف على أنَّه مُخرج أفلَام رُعب وحسَب! وهو
ميكاس يلتقي بازوليني: حوار حول موجة الأندرجراوند
في نهاية الخمسينيّات من القرن العشرين ظهرت في أمريكا مجموعة من صنّاع الأفلام التجريبيّة بالضدّ من السينما الهوليووديّة وأفلام الاستوديوهات الكبيرة، سمّيت تلك الموجة من الأفلام بسينما الأندرجراوند وكان من أبرز وأهمّ صنّاعها والمنظّرين لها المخرج الليتوانيّ الأمريكيّ «جوناس ميكاس».
أزمة (1946) وسفينة إلى الهند (1947): بيرغمان في مرحلة التشكّل
في عامِ 1942 حينما كان إنغمار بيرغمان في الرابعة والعشرين من عمره، تعاقدت معه شركة Svensk Filmindustri ليعمل «محرر سيناريو». وظيفته في «سفينة العبيدِ» تلك -كما سماها لاحقًا-، هي أن يكتب سيناريوهات على طريقة هوليوود، تجربة وصفها بأنها وفّرت أسُسًا
المومياء: الأبعاد التاريخية والشخصية في تحفة شادي عبد السلام
عن الأهمية الثقافية وتأثير «المومياء» في إثر كتاب يوسف رخا عن الفيلم في تاريخ السينما المصرية كله، ثمة قلة قليلة من الأفلام التي تشابه «المومياء» سواء أُنتجت قبله أو بعده (أو كما يُعرف أيضًا “ليلة أن تحصى السنون”). تعد تحفة
البحرُ القاسي: حديث مع عمر أميرالاي
يُعتبر المخرج الوثائقي السوري عمر أميرالاي أحد أبرز الرواد والقوى المؤثرة في سينما المؤلف التسجيلية في العالم العربي، بدءًا من رحلته مطلع السبعينيات وحتى آخر أيام حياته. حيث تجاوزت مسيرته الخمسين فيلمًا، من بينها (الحياة اليومية في قرية سورية، 1974)
محمود المليجي: أنتوني كوين الشرق
كاتب السيناريو والممثل المصري في السينما والمسرح والتلفزيون محمود المليجي من مواليد 22 ديسمبر 1910. ثمة قائمة طويلة من الأسماء التي حققت شهرة واسعة في تاريخ التمثيل العربي. وصل بعضهم إلى النجومية ولكن قلة منهم يمكن تصنيفهم كعباقرة. ومن أبرز
يوسف شاهين آخر المتفائلين العرب
كان يوسف شاهين رجلًا سينمائيًا بمعنى الكلمة، إذ عمل في كل مجال له علاقة بالسينما، فقد كان مخرجًا بالطبع، ومُنتِجًا أيضًا، وممثلًا، ومغنيًا، ومحررًا للأفلام. كلما حدثتْ معجزة وحققت أفلامه أرباحًا، هرع لاستثمارها في مشروعه التالي، أو هَمّ بشراء دور
جيرزي سكوليموفسيكي: عن الحرّيّة المطلقة في صنع EO، والحكايات الإنجيليّة، وتأثير روبير بريسون
في الرابعة والثمانين من العمر، يقدّم المخرج البولنديّ جيرزي سكوليموفسكي واحدًا من أكثر أفلام العام حيويّة ونبضًا بالحياة، مستلهمًا رائعة بريسون الكلاسيكيّة Au Hasard Balthazar، ولكن بأخذ هذه الفكرة إلى آفاق مبهرة جديدة، و “إيو أو” يحكي لنا عن رحلة
وينزداي: إثارة وقشعريرة أكثر من عائلة آدامز المخيفة وغريبة الأطوار
يمكن القول أنّ عائلة «آدامز» المخيفة وغريبة الأطوار تعتبر العائلة الأولى في الموسم المخيف، وصاحبة حضور دائم في الثقافة الشعبيّة على مدى عقود، بعد ظهورهم لأوّل مرّة في رسومات تشارلز آدمز في مجلّة نيويورك في الثلاثينيّات، ثمّ أوّل ظهور لهم
«غوّاصُو الأحقاف» من الرواية إلى عوالم السينما
تشهد السعودية اليوم تغييرات اجتماعية عميقة، نتيجةً لرفع القيود الذي بدأ منذ أواخر العقد الماضي. وفيلم (الرقص على حافةِ السيل) الذي يتم تصويره حاليًا -من إخراج هناء العمير وإنتاج سهى سمير- يلقي الضوء على حرية وفرح النساء في المجتمعات القبلية
بارك تشان – ووك عندما يكون الحب أكثر غموضًا من القتل
يَقع محقق في حُب حسناء مشتبه بها في جريمة قتل. لكن هذه ليست سوا البداية للتجربة الرائعة في فيلم “قرار الرحيل” للعراب الكوري “بارك تشان-ووك” (مخرج؛ “Oldboy” و “The Handmaiden”) إن هذه المقدمة المألوفة لأفلام النوار “السينما المظلمة” ما هي
عشرة معلومات هامة عن «برسونا»
يُصادف (16) ديسمبر ميلاد المخرجة والممثلة النرويجيّة ليف أولمان. الممثلة التي ذاع صيتها دوليًا بعد أن لعبت دور إليزابيث فوغلر في «برسونا» لإنغمار برغمان في عام 1966، نستعرض هنا معكم عشرة معلومات هامة كُتبت عن الفيلم، منقولة من الموقعِ الرسميّ
ياسوجيرو أوزو: خمسة أفلام جوهرية
حظي أوزو بمسيرة مهنية امتدت لسبعة وعشرين عاما، بدأت بفيلمه الصامت (سيف الصبر – Sword of Penitence) عام 1927، واستمرت حتى موته في 12 ديسمبر 1963. وحاز مكانة مرموقة في بلاده، وازداد اسمه انتشارًا في جميع أنحاء العالم بمرور الأيام،
سامبيزانجا: ثورة كل يوم
«على النساء الإفريقيات أن يتواجدن في كل مكان، يجب أن يكن في الأفلام، ووراء الكاميرا، وفي غرفة المونتاج، ويشاركن في جميع مراحل إنتاج الفيلم»، قدمت سارة مالدورور من خلال هذا التصريح بيانًا موجزًا ظهر في جريدة (شاشات إفريقية) متعددة اللغات
الوهم الكبير
الوهم الكبير، رائعةٌ جلبت لـجان رينوار مديحًا واسعًا في الولايات المتحدة، ونالت خالصَ إعجابِ الرئيس فرانكلين روزفلت، ولما يزيد على (26) أسبوعًا متواصلاً تم عرضها في نيويورك بعد افتتاحها في سبتمبر 1938. هذه الرائعة التي مُنعت في إيطاليا موسوليني وحظرها
أغرب من الجنة: هنا جارموش
قلّما نجد أفلامًا ذات تركة عظيمة في نمو السينما الأمريكية المستقلة في الرُبع الأخير من القرن العشرين، ومن روادها إيريزرهيد – Eraserhead, 1977 وعودة الأفاعي السبع (1979) – Return of the Secaucus Seven, 1979، ومن أضخمها “لابد انُه لديها” –
المتهور: إيطاليا بين الكآبة والمرح
عاشت السينما الإيطالية أزهى عصورها في الفترةِ ما بين عامي 1960 – 1963، وبالطبع تعددت الأعمال العظيمة التي سبقت هذه الفترة أو تلتها، مثل فترة الواقعية الإيطالية الجديدة، فقد تميزت هذه الفترة القصيرة بكمّ الأعمال الرائعة التي قدمها أساتذة كبار
بلا حب: لائحة اتهامات للمجتمع الروسي
لعل أقوى عشر دقائق سينمائية شاهدتها هذا العام هي في الفيلم الروسي «بلا حب»[1]؛ المرشح لجائزة أوسكار كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية للمخرج الروسي غير الاعتيادي “أندريه زفياغينتسيف”. وهي كالتالي: مشهد لزوجين عازمين على الطلاق: «جينيا» ( تؤدي دورها الممثلة
الحقول المغناطيسية: احتضان سينمائي يتجاوز الشاشة
تقود «إيلينا» سيارتها بلا وجهة محددة لتقرر فجأة أن تركب عبّارة إلى جزيرة «كيفالونيا» اليونانية، وهناك تصادف إيلينا «أنطونيس» الذي يتجه هو الآخر إلى نفس الجزيرة قاصداً إيصال رفات عمته إلى مرقدها الأخير. ويؤدي عطلٍ ميكانيكي في سيارة أنطونيس وأزمة
بيلا تار يرثي غودار
كان العالم ليصبح مكانا آخرَ بدونه. كنا سنشاهد صورًا مختلفة، وكانت ستجمعنا علاقة مُغايرة مع السينما والعالم من حولنا. لم يعاملنا قط -نحن المتفرجين- على أننا أطفال وحمقى؛ بل -بالأحرى- معاملة الند للند. لقد وثق بنا، وعرف كيف يكتسب ثقتنا،
رُبَّما مات غودار
عند تحريري لفيلمٍ ما، أحبُّ أن أترك التلفاز مُدارًا على محطات الأفلام صامتًا. إنه طقسي الخاص أنْ أقلّب نظري بين الحين والآخر نحو مَشاهد أخرجها آخرون. عندما نقّحنا فيلم الأصدقاء الطيّبون Goodfellas، نهضتُ من على الكرسي، وألقيتُ نظرةً على التلفاز،
الليالي العربية: عالمٌ قديمٌ شُجاع
صارت ألف ليلة وليلة مصدرًا محبَّبًا للاقتباس بعدما صدرت ترجمة أنطوان غالان الفرنسية في اثني عشر مجلدًا في بدايات القرن الثامن عشر، باتت حكاياتُها وأجواؤها الاستشراقية مَعِينَ الروائيين من أمثال فيلدنج وديكنز وجويس. احتذت السينما سريعًا في أيّامها الأولى في
حكايات كانتربيري: الجنس يلتهم التهامًا
في آخر مشهد من حكايات كانتربيري (1972)، نرى المخرج پيير پاولو پازوليني في دور الشاعر جيوفري تشوسر، كاتبًا اختتاميّة القصص التي شهدناها للتو. يظهر النصّ بالتدريج : «هنا تنتهي حكايات كانتربيري، محكيّةً فقط للّذة حكيها». بعد نجاح الديكاميرون (1971)، انتقل
الديكاميرون: ألا سارَ مَن يبقى على إِثْرِ مَن يَمْضِي
لقد بلغ “پيير پاولو پازوليني” نهاية غاياته السياسية والأيديولوجية عندما شرع في اقتباس ديكاميرون بوكاتشيو. صوَّرَ فيلمانِ من ثلاثة أفلام سابقة له، تيوريما (1968) وزريبة الخنازير (1969)، طبقةً برجوازيةً لم تدرك لا خلاصًا روحيًّا ولا أيديولوجيًّا. لكن مع ذلك، لقد
تيوريما: مجرّد صبي
كثرت إعلانات صدور فيلم تيوريما 1968 في أمريكا؛ إذ لا شكّ أنه كان محطّ اهتمام المشاهدين الذين يزدرون الترجمات المرئية، فقد كانت «هناك 923 كلمة منطوقة في تيوريما، لكنّها أفصحت عن كلّ شيء!». تواردت نسبة ضئيلة من هذه الألفاظ في
روما، مدينة فلّيني
تلتفّ مجموعة من الطلبة في أحد مشاهد فيلم (روما) 1972، حول المخرج الإيطاليّ فيدريكو فلّيني في حديقة ڤيلا بورجيز، ويعترضونه بأسئلتهم حول الفيلم الذي يقوم بإخراجه -هو نفس الفيلم الذي نشاهده- فيسأله أحدهم إذا ما سيحمل الفيلم وجهة نظر موضوعية،
الفلسفة والسينما: ماذا تُقدِّم إحداهما للأخرى
لماذا الربط بين السينما والفلسفة؟ ما الذي يميز السينما أو التصوير السينمائي بوصفه شكلًا فنيًا؟ ما المغزى الفلسفي وراء الأساليب الفنية والتكنولوجيا التي توظفها السينما؟ وما المغزى الفلسفي لاستجابة الجمهور للسينما؟ قوة السينما ونطاق تأثيرها يتحدث الأكاديميون كثيرًا عن «الأدبيات»،
لوكينو فيسكونتي وعبقريّته الميلودراميّة والمنفوخة والناعمة
في أحد أيام نيسان عام 1944، قبض الجنود الفاشيّون على الكُونْت لوكينو فيسكونتي دي مودروني، في مدينة روما. كان الكُونْت شيوعيًّا مخلصًا منذ أواخر الثلاثينات؛ إذ أجار أعضاء حزبه في منزله، بل وباع جواهر العائلة ليموّل هزيمة موسوليني. كما يقول
الواقعية المُحيرة لدى المخرج روبرتو روسيليني
«لا يستطيع المرء أن يعيش بدون روسيليني» جملة وردت على لسان إحدى الشخصيات في فيلم “قبل الثورة“- Before Revolution، للمخرج بيرناردو برتولوتشي في عام 1964. ورغم مرور ثلاثة عقود على وفاته في عام 1977، يبدو أن معظم رواد السينما في
السيرة الفنيّة لجيرمين دولاك: رائدة الابتكار السينمائي والأفلام السريالية
ربما كانت جيرمين دولاك سابقةً لعصرها كمخرجةٍ مثليّة الميول، وصاحبةَ إنتاجٍ فنيٍّ مذهل لتتلقى عنه التقدير اللائق في أيّ مجال. كانت جيرمين دولاك من رواد السينما الأوائل قبل الأفلام السريالية الأولى للمخرج لويس بونويل، والنصير المخلص جان ڤيگو، وفي حال لم تكن شغوفًا بالسينما الصامتة، فربما لم تسمع عنها من قبل. كانت المخرجة
سينما المؤلف
تُمثّل سينما المؤلف أهم حركة سينمائية ناهضت نظام الاستوديو1. ظهرت سينما المؤلف في منتصف القرن العشرين، وفرضت نفسها باعتبارها رؤية جمالية متكاملة وذات رؤية مختلفة لمجمل عناصر العمل السّينمائي وأطرافه، وتُعد مقالة المخرج والنّاقد الفرنسي ألكسندر أستروك «ولادة [سينما] طليعية
السّينما التّعبيرية
اعتمدت رسومات عصر النّهضة على تقنية المنظور التّشكيلي. استندت الرسومات إلى قياسات رياضية وهندسية لتمثيل الأجسام والأشكال، فكانت تنقلها إلى اللّوحة بدقة تلتقط كلّ جزئيات العنصر الموصوف وتهتمّ بتفاصيله حتى كأننا نراه في الواقع تبعًا لبعدنا عنه، وتعطينا انطباعًا بأننا
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الخامس: الموجة الفرنسية الجديدة والثورة السينمائية. في العام 1946، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حدث اتفاق «بلوم-بيرن» بين فرنسا وأمريكا، والذي تضمن إسقاط الديون الحربية لفرنسا، وهذا ما أدى في النهاية إلى دخول مئات من الأفلام الأمريكية إلى السوق
السّينما التّجريدية
«السّينما التّجريدية» اصطلاح قلق لما بين النعت والمنعوت من تباعد، فمن المصادرات أنّ السّينما هي التّعبير بالصّورة وباللّغة البصرية أساسًا. تُعرّف الصورة في المعاجم بكونها إعادة تمثيل الأشكال أو الأشياء كما في الفنون التّخطيطية والتّشكيلية، أو بكونها استنساخ العناصر المادية
الاشتباك بين الشعر والسينما: عودة إلى البدايات
1- السينمائيون السرياليون: أو شعرية الحلم كان من الضروري أن تلتقي السينما بالشعر عند السرياليين، فهم يجدون العالم الإنساني مفارقًا بشكل مفجع بعد أن أضحى الإنسان قادرًا – بفضل اكتشافاته العلمية وبفضل آلة العقل الكامنة وراءها – على أن يسيطر
السّينما السّريالية: الخصائص والخلفيات
مثّلت السّريالية في النصف الأول من القرن الماضي مذهبًا حديثًا في الفن. ظهرت السريالية في فرنسا أولًا ثم انتشرت لتكتسح الثقافات المختلفة، وتُنسب إلى مُنظّرها «أندري بروتون» الشّاعر والكاتب الفرنسي الذي كان متأثرًا في بداياته بأسلوب «ستيفان مالارميه» أميل إلى
في السّينما اللّانمطية
تُصنّف السّينما التّخييلية إلى صنفين كبيرين هما السّينما النّمطية (الكلاسيكية) والسّينما اللانمطية1. وبديهي أنّ اللانمطي هو ذلك الصّنف الذي يخرق ما كرّسته التّجارب الذّائعة من صيغ في الإنشاء ومن بنى عميقة وجعلته العنصر المهيمن الذي يفرض رؤيته ويحوّلها إلى معيار
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الرابع: الواقعية الإيطالية الجديدة والسينما بوصفها وثيقة اجتماعية لو حدث وصادفت، في حياتك، شخصًا متعمقًا في السينما، قد تجده يحدّثك عن مشكلات الطبقية والعنصرية في البرازيل، مثلًا، أو تجده يعرف عن المشكلات الاقتصادية وزيادة حجم الفجوة بين الطبقات فوق
الفيلم الروائي الكلاسيكي
لا يُراد بمصطلح “الكلاسيكي” الفيلم القديم بالضرورة. فالمقصود هنا الفيلم الذي يعتمد البناء الدرامي النمطي (typical film construction) وصِيغ وفق حبكة وتصور لدور المتفرّج مشتركين بين أغلب الإنتاج السينمائي – الهوليوودي تحديدًا. ونقيضه هو الفيلم اللانمطي، كالفيلم الشعري أو الفيلم
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الثالث: هوليوود.. صعود عصر الاستوديوهات وانهياره حينما يُسأل عامة الناس من غير المتعمقين في فن السينما وتاريخها عن صناعة الأفلام، أول ما قد يتبادر إلى أذهان الغالبية منهم اسم «هوليوود»، تلك المنطقة الصغيرة من مدينة لوس أنجلوس جنوب ولاية
السينما ورحلة القبض على الزمن
لم يكن للإنسان، وقد استعصى عليه نسخ الزمن وحفظ مدد منه كما كان يفعل مع الفضاء، إلاّ أن يتأمله، فيُذهل ذهول آلان بوسكيه (Alain Bosquet) عند قوله: «أقضي كل زمني في محاولة فهم الزمن»، أو يستسلم لسلطانه كما يفعل فرانسوا
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الثاني: ولادة لغة جديدة في العقد الثالث من عمر السينما ومع انتشارها جماهيريًا حول العالم، بدأ صناع الأفلام باستكشاف هذه الصناعة ومحاولة تطويرها من مختلف النواحي، ووجد بعضهم أن لهذا الوسيط الجديد إمكانية لتطوير لغة خاصة به ستنقله لاحقًا
ما السينما؟
للقارئ أن يتساءل إلى أي حدّ يمكن أن نعدّ طرح السؤال حول تعريف السينما بعد قرن وربع من اختراعها مشروعًا، وقد قيل فيها ما قيل وكُتب فيها ما كُتب؟ وله أن يقول: «السينما هي السينما، هل نحن في حاجة إلى
صورٌ متحركةٌ: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
1- بدايات السِّحر الأولى تجمع عدد من الغرباء في الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1895 عند باب مقهى غراند في باريس؛ استعدادًا لحضور أول عرض سينمائي تجاري في التاريخ، حيث عرض حينها الأخوان لوميير -عن طريق اختراعهم السينماتوغراف- فيلمهم الأول
في ضرورة نشر الثقافة السينمائية
تنتشر الصور اليوم في كل مكان ومجال، في الفنون والإشهار وفي نشرات الأخبار وعالم السياسة، فتُسهم بشكل رئيس في تشكيل وعي الإنسان وفي التعبير عن كل لحظة من لحظات عيشه. وبعد أن كانت الصورة تَرفِد الكلمة فتثريها، أصبحت تحل محلها.
سينما المؤلف
تُمثّل سينما المؤلف أهم حركة سينمائية ناهضت نظام الاستوديو1. ظهرت سينما المؤلف في منتصف القرن العشرين، وفرضت نفسها باعتبارها رؤية جمالية متكاملة وذات رؤية مختلفة لمجمل عناصر العمل السّينمائي وأطرافه، وتُعد مقالة المخرج والنّاقد الفرنسي ألكسندر أستروك «ولادة [سينما] طليعية
السّينما التّعبيرية
اعتمدت رسومات عصر النّهضة على تقنية المنظور التّشكيلي. استندت الرسومات إلى قياسات رياضية وهندسية لتمثيل الأجسام والأشكال، فكانت تنقلها إلى اللّوحة بدقة تلتقط كلّ جزئيات العنصر الموصوف وتهتمّ بتفاصيله حتى كأننا نراه في الواقع تبعًا لبعدنا عنه، وتعطينا انطباعًا بأننا
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الخامس: الموجة الفرنسية الجديدة والثورة السينمائية. في العام 1946، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حدث اتفاق «بلوم-بيرن» بين فرنسا وأمريكا، والذي تضمن إسقاط الديون الحربية لفرنسا، وهذا ما أدى في النهاية إلى دخول مئات من الأفلام الأمريكية إلى السوق
السّينما التّجريدية
«السّينما التّجريدية» اصطلاح قلق لما بين النعت والمنعوت من تباعد، فمن المصادرات أنّ السّينما هي التّعبير بالصّورة وباللّغة البصرية أساسًا. تُعرّف الصورة في المعاجم بكونها إعادة تمثيل الأشكال أو الأشياء كما في الفنون التّخطيطية والتّشكيلية، أو بكونها استنساخ العناصر المادية
الاشتباك بين الشعر والسينما: عودة إلى البدايات
1- السينمائيون السرياليون: أو شعرية الحلم كان من الضروري أن تلتقي السينما بالشعر عند السرياليين، فهم يجدون العالم الإنساني مفارقًا بشكل مفجع بعد أن أضحى الإنسان قادرًا – بفضل اكتشافاته العلمية وبفضل آلة العقل الكامنة وراءها – على أن يسيطر
السّينما السّريالية: الخصائص والخلفيات
مثّلت السّريالية في النصف الأول من القرن الماضي مذهبًا حديثًا في الفن. ظهرت السريالية في فرنسا أولًا ثم انتشرت لتكتسح الثقافات المختلفة، وتُنسب إلى مُنظّرها «أندري بروتون» الشّاعر والكاتب الفرنسي الذي كان متأثرًا في بداياته بأسلوب «ستيفان مالارميه» أميل إلى
في السّينما اللّانمطية
تُصنّف السّينما التّخييلية إلى صنفين كبيرين هما السّينما النّمطية (الكلاسيكية) والسّينما اللانمطية1. وبديهي أنّ اللانمطي هو ذلك الصّنف الذي يخرق ما كرّسته التّجارب الذّائعة من صيغ في الإنشاء ومن بنى عميقة وجعلته العنصر المهيمن الذي يفرض رؤيته ويحوّلها إلى معيار
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الرابع: الواقعية الإيطالية الجديدة والسينما بوصفها وثيقة اجتماعية لو حدث وصادفت، في حياتك، شخصًا متعمقًا في السينما، قد تجده يحدّثك عن مشكلات الطبقية والعنصرية في البرازيل، مثلًا، أو تجده يعرف عن المشكلات الاقتصادية وزيادة حجم الفجوة بين الطبقات فوق
الفيلم الروائي الكلاسيكي
لا يُراد بمصطلح “الكلاسيكي” الفيلم القديم بالضرورة. فالمقصود هنا الفيلم الذي يعتمد البناء الدرامي النمطي (typical film construction) وصِيغ وفق حبكة وتصور لدور المتفرّج مشتركين بين أغلب الإنتاج السينمائي – الهوليوودي تحديدًا. ونقيضه هو الفيلم اللانمطي، كالفيلم الشعري أو الفيلم
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الثالث: هوليوود.. صعود عصر الاستوديوهات وانهياره حينما يُسأل عامة الناس من غير المتعمقين في فن السينما وتاريخها عن صناعة الأفلام، أول ما قد يتبادر إلى أذهان الغالبية منهم اسم «هوليوود»، تلك المنطقة الصغيرة من مدينة لوس أنجلوس جنوب ولاية
السينما ورحلة القبض على الزمن
لم يكن للإنسان، وقد استعصى عليه نسخ الزمن وحفظ مدد منه كما كان يفعل مع الفضاء، إلاّ أن يتأمله، فيُذهل ذهول آلان بوسكيه (Alain Bosquet) عند قوله: «أقضي كل زمني في محاولة فهم الزمن»، أو يستسلم لسلطانه كما يفعل فرانسوا
صورٌ متحركة: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
الجزء الثاني: ولادة لغة جديدة في العقد الثالث من عمر السينما ومع انتشارها جماهيريًا حول العالم، بدأ صناع الأفلام باستكشاف هذه الصناعة ومحاولة تطويرها من مختلف النواحي، ووجد بعضهم أن لهذا الوسيط الجديد إمكانية لتطوير لغة خاصة به ستنقله لاحقًا
ما السينما؟
للقارئ أن يتساءل إلى أي حدّ يمكن أن نعدّ طرح السؤال حول تعريف السينما بعد قرن وربع من اختراعها مشروعًا، وقد قيل فيها ما قيل وكُتب فيها ما كُتب؟ وله أن يقول: «السينما هي السينما، هل نحن في حاجة إلى
صورٌ متحركةٌ: سلسلة تاريخ السينما في مئة عام
1- بدايات السِّحر الأولى تجمع عدد من الغرباء في الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1895 عند باب مقهى غراند في باريس؛ استعدادًا لحضور أول عرض سينمائي تجاري في التاريخ، حيث عرض حينها الأخوان لوميير -عن طريق اختراعهم السينماتوغراف- فيلمهم الأول
في ضرورة نشر الثقافة السينمائية
تنتشر الصور اليوم في كل مكان ومجال، في الفنون والإشهار وفي نشرات الأخبار وعالم السياسة، فتُسهم بشكل رئيس في تشكيل وعي الإنسان وفي التعبير عن كل لحظة من لحظات عيشه. وبعد أن كانت الصورة تَرفِد الكلمة فتثريها، أصبحت تحل محلها.