الأخبار

بين الظل والضوء: رحلة في كواليس الذاكرة والسينما

ما السينما؟ إنها صورة الحياة على الشاشة، لغة عالمية، أداة مزجٍ للمعاني والأفكار، وهي كذلك الحكايات التي تُبثّ فيها الروح في تناغمٍ بين الظل والضوء. في كل إطار سينمائي، يكون الضوء والظل حاضرين بشكل فاعل جذريًّا. في كل مشهد سينمائي، لا يقتصر دور الضوء على إبراز التفاصيل فقط، بل يشترك مع الظل في خلق التوتر الذي يعكس الحياة نفسها. والضوء والظل ليسا عنصرين متعاكسين، وإنما لكلٍّ منهما وجوده ومعناه ودلالاته المرتبطة بوجود الآخر.
وإذا كانت السينما تجسد هذا التناغم بين الظل والضوء، فإن ذاكرتنا الشخصية تتبع نفس القانون على طريقتها، حيث تتشكل من مزيج من اللحظات التي نتذكرها بوضوح -وكأنها لُـمَعٌ من الضوء- وتلك التي تبدو بعيدة لدرجة فقدانها -وكأنها في باطن الظل. هذه العلاقة بين التذكر والنسيان هي ما يجعل من الذاكرة البشرية نوعًا من الفيلم الداخلي الذي يعاد عرضه كلما نظرنا إلى دواخلنا. لكن ماذا لو كان بإمكاننا، كما يفعل المخرجون، أن نعيد تشكيل ذكرياتنا السينمائية الخاصة؟ كيف يمكن للظل والضوء أن يلتقيا في ذاكرة الفرد لخلق عمل فني يعكس تجاربه ومشاهدته وربما أحلامه وخيالاته؟
الإجابة عن مثل هذه الأسئلة قطعيًّا ضربٌ من المستحيل، وهنا يأتي دور الفن: أن يحاول الأجوبة بطرق جديدة وأن يقلّبَ الاحتمالات على وجوهها في سبيل فهم منفتح على كافة الاتجاهات.
من هذا المنطلق تقدّم لكم «ميم الإبداعية للسينما والفنون» تجربةً فنيةً مبتكرةً تحاكي فيها كل هذه المفاهيم السينمائيةَ والفلسفيةَ وتجسّدها على أرض الواقع، تحت عنوان: «بين الظل والضوء: تذكّر مشاهداتك، ستصنع فيلمًا!». وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة في دورته لعام 2024.
تتيح لنا هذه التجربة الفرصة لتلمُّس العلاقة بين الذاكرة والفن، وكيف يمكننا أن نعيد بناء الأفلام من ذاكراتنا الخاصة، بحيث تصبح السينما امتدادًا لعالمنا الداخلي. في هذا السياق، سيعيش المشاركون تجربة تأخذهم لجوانب جديدة من فلسفة السينما، لفهم تفاعل الظل والضوء في الذكريات، وكيف أن كل فيلم نراه يمثل انعكاسًا لوعي الشخص ومشاعره.
من خلال أنشطة تفاعلية عميقة، ستتاح للمشاركين الفرصة لإعادة بناء أفلامهم الخاصة بناءً على ذكرياتهم وتجاربهم. إنها ليست مجرد تجربة فنية؛ إنها رحلة فلسفية تغوص في أعماق الذاكرة البشرية وتستخرج منها أضواءً جديدة. هل يمكن أن يصبح ما نتذكره امتدادًا لإبداعنا الشخصي؟ وهل يمكن أن تتحول الظلال إلى مصدر للإلهام؟
بين التذكّر والنسيان، وبين الظل والضوء، تكمن السينما كمرآة لعوالمنا الداخلية. توجه إليكم «ميم» الدعوة لاستكشاف هذه العلاقة الرائعة واكتشاف كيف يمكن أن تتحول ذكرياتنا إلى شريط فيلم نقصُّ منه ونستثني كما يفعل المخرجون، في سبيل رؤى مغايرة تتكشّف لنا من خلالها أفاق جديدة للحياة والفن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:الهوامش

فريق تحرير ميم
مواد الكاتب

اقرأ ايضًا