تقرير

الزايدي عن «نورة» في «كان»: كنت أحلم بصنع فيلم يعيد تصوير الواقع

أقيمت ندوة في الجناح السعودي في مهرجان «كان» 16 مايو لصناع الفيلم السعودي «نورة» الذي سيُعرض يوم 23 مايو في قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائي في دورته الـ77.

وتدور أحداث فيلم نورة عن «نورة» التي تعيش في قرية نائية، وتواجه زواجًا مدبرًا، وتتقاطع حياتها مع نادر، المدرس الذي يذهب للتدريس في القرية، حيث يفتح لها عالمًا واسعًا من الاحتمالات.

تحدث المخرج توفيق الزايدي عن صناعة فيلم «نورة»، وابتدأ الندوة بشكر «ضوء» للدعم الذي قدموه للفيلم، فلولا هذا الدعم لما خرج الفيلم للنور حسب قوله. وعن اختيار اسم «نورة» بالتحديد -حيث سُئل: لماذا «نورة»؟- قال بأنه اسم والدته، كما أنه منتشر في الجزيرة العربية فأحب اختياره لهذا السبب أيضًا.

والصعوبة التي واجهها بخصوص شخصية نورة هي إيجاد ممثلة تحمل من روح شخصية نورة الحالمة التي تتطلع إلى الحياة وتؤمن بالفن ويمكن وصفها باختصار بأنها امرأة تبحث عن ذاتها، وقد عثر على الممثلة «ماريا» قبل التصوير بأسبوعين فقط.

وأضاف المخرج توفيق الزايدي بأنه أحب اختيار زمن التسعينيات على وجه الخصوص، لأنه في ذلك الوقت كان الفن داخل كل سعودي لكن لم يكن منتشرًا في الفضاء العام مثلما يحدث الآن، كما أنها كانت فترة مراهقته ولذلك ارتبط بها عاطفيًا وأحبّ إخراج فيلم يدور في تلك الحقبة.  

وقبل أن يبدأ بتصوير الفيلم عمل على كتابة الرؤية الإخراجية له، فهو يؤمن بأن السينما تكمن في التفاصيل، وأن حكاية القصص في الشاشة الكبيرة مليئة بالعناصر والممثل هو أحد أهم تلك العناصر، وعندما بدأ بكتابة الرؤية الفنية للفيلم أراد أن يعيد تصوير الواقع، من خلال تصوُّر سينمائي عالٍ، كما حرص على وجود تنوع للأجيال في الفيلم، لأنه أراد أن يحكي عن السعودية بوصفها أجيالاً، فإن ماريا وجيلها هم مستقبل السعودية، فقد أراد تصوير رحلة فتاة تتحول إلى امرأة.

صُوِّر الفيلم بالكامل في قرية في «العلا»، وقد بُنيت القرية بالفعل في التسعينيات، وأضاف المخرج: «أردتُ أن أُظهر جمال العلا، لأني زرتها كثيرًا وأعرفها وأردت حيثما استدارت الكاميرا أن تصور الجبال في الخلفية، فلم أرد أن أُظهر العلا السياحية فقط ولكن وددتُ أيضًا التقاط روح المدينة».

أما بالنسبة إلى الصعوبات التي واجهت الفيلم فقد يكون أولها هو الجو الحار، لأن الفيلم قد صُوِّر في الصيف، فيقول المخرج: «كنت أفضّل طبعًا التصوير في الشتاء، ولذلك فكل الشكر للطاقم والممثلين الذين تحملوا هذه الأجواء».

وعن انطباعات المخرج بخصوص الضجة الإعلامية التي أُثيرت بسبب مشاركة الفيلم في مهرجان «كان»، قال الزايدي إنه يفضل العمل في الظلام، مثل «نادر» في الفيلم، مضيفًا: «لستُ مرتاحًا لكنني مضطر للتفاعل مع هذه الأصداء».

أما الممثل يعقوب الفرحان فقال بأنه سعيد للغاية بوصول الفيلم إلى قسم «نظرة ما» في مهرجان «كان»، ويجد أنه لا يوجد أجمل من التقدير الذي يُوجَّه للفيلم، كما أنه من حق كل فنان سعودي أن يشعر بأن هذا الفيلم هو انتصار له وأن يحتفي به وبأجوائه.

فيما قال عبد الله السدحان بأن هذه الأجواء رائعة وسعيدة وأن الفيلم يمثل كل سعودي وكل شخص مهتم بصناعة السينما، وأن هناك مشاعر كثيرة لا يمكن وصفها لكنها واضحة على وجوه الجميع.

أما بالنسبة إلى ماريا فقالت في حديث عن تجربتها السينمائية الأولى بأنها وجدت شبهًا كبيرًا بين شخصية نورة في الفيلم وبين ذاتها، فبعد قراءة النص قالت: «نعم، هذه أنا»، كما وجّهت الشكر للفريق الذي ساعدها على التفاعل مع الشخصية بسبب فارق الزمن الذي نشأت فيه الشخصية، فكان من الصعوبة في البداية أن تمثل شخصية فتاة في التسعينيات، ولكن بفضل تعاون الفريق نجحت في ذلك. وعن نجاح تجربتها السينمائية الأولى قالت بأنها تشعر بالفخر لمشاركة الفيلم في المهرجان وبتحقق هذا الحلم العظيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:الهوامش

آلاء حسانين
مواد الكاتب

اقرأ ايضًا