تقرير

التقرير الافتتاحي لمهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين

ستُفتتح فعاليات الدّورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي في الفترة من 14 إلى 25 مايو، ومن المقرر أن تشهد زخمًا كبيرًا بمشاركة كوبولا، أوديار، ولانثيموس في السباق على السّعفة الذهبية، فيما ستكون الافتتاحية بفيلم للمخرج الفرنسي كوينتان دوبيو، كما كشفت إدارة المهرجان عن البوستر الرسمي للدورة، حيث تمّ اختيار صورة من فيلم «ملحمة في أغسطس» (1991) - Rhapsody in August للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا، الذي تُوفي في عام 1998.

شُكِّلت لجنة تحكيم الدّورة السابعة والسبعين من المهرجان من عدد من أهم الأسماء في السينما العالمية، فيما سترأس اللجنة غريتا غرويج، مخرجة فيلم «باربي» (2023) - Barbie. تشمل عضوية اللجنة الكاتبة والمصورة التركية إبرو جيلاني، التي شاركت زوجها المخرج نوري جيلاني في كتابة فيلم «سبات شتوي» (2014) - Winter Sleep الفائز بجائزة السعفة الذهبية في عام 2014، والممثلة الأمريكية ليلي غلادستون، التي شاركت في فيلم «قتلة القمر المُزهر» (2023) - Killers of the Flower Moon للمخرج مارتن سكورسيزي، الذي شارك في المسابقة العام الماضي، بالإضافة إلى الممثلة الفرنسية إيفا غرين، والمخرجة والكاتبة اللبنانية نادين لبكي، والمخرج الإسباني خوان أنطونيو بايونا، والذي كان فيلمه «مجتمع الثلوج» (2023) - Society of the Snow مرشحًا لجائزة الأوسكار، والممثل الفرنسي عمر سي، وستُمنح جائزة السعفة الذهبية لأحد الأفلام الاثنين والعشرين المتنافسة يوم السبت 25 مايو في حفل الختام.

ومن بين الأفلام الجديدة التي أُعلن عن مشاركتها في المسابقة الرسمية، فيلم «أغلى السلع» - The Most Precious of Cargoes للمخرج الفائز بالأوسكار ميشيل هازانافيتشوس، والذي سيكون منافسًا على السعفة الذهبية، وإلى جانبه فيلم «بذرة التين المقدس» - The Seed of the Sacred Fig للإيراني محمد رسولوف، والذي صُنِّف اختياره قرارًا متحديًا وسياسيًا جريئًا لأن رسولوف هو واحد من أهم معارضي النظام الإيراني، ثم هناك فيلم «ثلاثة كيلومترات حتى نهاية العالم» - Three Kilometres to the End of the World للممثل والمخرج الروماني إيمانويل بارفو، وخارج المنافسة، تم اختيار فيلم المخرجَين ألكسندر دو لا باتيلار وماتيو دولابورت «الكونت مونتي كريستو» - The Count of Monte-Cristo، الذي يمثّل اقتباسًا سينمائيًا جديدًا من رواية الأديب الفرنسي ألكسندر دوما الشهيرة، كما تضمن البرنامج أيضًا أربع جلسات خاصة لأفلام جديدة.

في قسم العرض الأول في مهرجان كان، ينضم فيلمان فرنسيان جديدان: «العيش، الموت، البعث» - Vivre, mourir, renaître للمخرج غاييل موريل، و«ماريا» - Being Maria للمخرجة جيسيكا بالود، وهو سيرة ذاتية عن ماريا شنايدر، ممثلة فيلم «التانغو الأخير في باريس» (1972) - Last Tango in Paris. تمثّل شخصيتها أناماريا فارتولومي، إلى جانب مات ديلون في دور مارلون براندو. وأخيرًا، «عندما ينكسر النور» - When the Light Breaks للمخرج الأيسلندي رونار رونارسون.

فيما سيُفتتح قسم «نظرة ما» يوم الأربعاء 15 مايو، كما سيستضيف قسم السينما الشابة في الاختيار الرسمي أيضًا أفلام الرسوم المتحركة، بما في ذلك فيلم «تيار» - Flow للاتفي غينتس زيلبالوديس، بالإضافة إلى «نيكي» - Niki أول فيلم طويل للممثلة سيلين ساليت وهو سيرة ذاتية لنيكي دي سانت فال، وتلعب دور البطولة شارلوت لو بون.

ولأوّل مرّة في تاريخ مهرجان كان السينمائي، ستُمنح جائزة السعفة الذهبية الفخرية لمجموعة بدلاً من شخصية فردية، والمجموعة المكرمة هي استوديو غيبلي من اليابان، الذي تأسس قبل أربعين عامًا من قِبَل كبار معلمي الرسوم المتحركة اليابانية: هاياو ميازاكي (البالغ من العمر اليوم 83 عامًا) وإيساو تاكاهاتا (الذي فارق الحياة في عام 2018). مع غيبلي، عاشت سينما الرسوم المتحركة في اليابان إحدى مغامرات السينما العالمية الكبرى، بين التقليد والحداثة. وتحتفي إيريس نوبلوش، رئيسة المهرجان، وتييري فريمو، المدير العام، بأهمية الأفلام الطويلة التي يقدمها الاستوديو، مثل «جاري توتورو» (1988) - My Neighbor Totoro و«أميرة مونونوكي» (1997) - Princess Mononoke، و«رحلة تشيهيرو» (2001) - Spirited Away، و«قبر اليراعات» (1988) - Grave of the Fireflies، وغيرها.

سيحصل المخرج السينمائي الأمريكي جورج لوكاس والممثّلة المخضرمة ميريل ستريب على جائزة السعفة الذهبية الفخرية، وعلى الرغم من أن لوكاس لم يفز بجائزة في المهرجان من قبل، فإنه قد حضر المهرجان بوصفه مؤلف سيناريو ومخرجًا ومنتجًا، ويُعتبر في مهرجان كان رائدًا في مجال الابتكار التكنولوجي في السينما.

كما تم الكشف عن المتنافسين على الجوائز الرئيسة، حيث يعود المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا للظهور من جديد بعد غياب طويل، وكذلك المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس وكيريل سيريبرينيكوف، بالإضافة إلى المنظّر السينمائي الأمريكي بول شريدر. وستكون الدّورة مميّزة بعودة أسماء غائبة ويشمل ذلك أربعة مخرجين فرنسيين ستكون أفلامهم ضمن المنافسة: جيل ليلوش، وكريستوف هونوريه، وكورالي فارجيات، وجاك أوديار.

وضمّت قائمة ترشيحات الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي ستة أفلام عربية، أولها فيلم «نورة» من تأليف وإخراج توفيق الزايدي والذي يمثل السعودية في مسابقة «نظرة ما» كأول فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة من المهرجان، وتدور أحداث الفيلم عن نورة التي تعيش في قرية نائية وتواجه زواجًا مدبرًا، وتتقاطع حياتها مع نادر، المدرس الذي يذهب للتدريس في القرية، حيث يفتح لها عالمًا واسعًا من الاحتمالات.

أما الفيلم الثاني فهو فيلم «الجميع يحب تودا» للمخرج المغربي نبيل عيوش، الذي يُعرض في فئة «كان العرض الأول» وتدور أحداثه حول امرأة تحلم أن تصبح «شيخة» وتؤدي العروض في بلدتها الريفية لتحسين حياتها وحياة ابنها، قبل أن تتعرض للإذلال فتقرر ترك كل شيء وترحل إلى الدار البيضاء.

وينضم فيلمان مصريان للمسابقة، الأول فيلم «رفعت عيني للسما» من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، وتدور أحداثه حول مجموعة من الفتيات يقررن تأسيس فرقة مسرحية في قرية، تعرض حكايات من الفلكلور الشعبي، أما الفيلم الثاني فهو «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ويُعرض في «نصف شهر المخرجين» في كان، وتدور أحداثه في عالم غرائبي، يتمرد فيه الموسيقار على البهلوان الذي يدير المكان، سعيًا لنيل حريته.

كما استطاع الفيلم الصومالي «القرية المجاورة للجنة» للمخرج محمد بشير هواري أن يشارك في المهرجان في قسم «نظرة ما» ويسلط الفيلم الضوء على عائلة تحاول تحقيق أهدافها في قرية نائية وسط الصحراء.

وأخيرًا يشارك الفيلم الفلسطيني «إلى أرض مجهولة» للمخرج مهدي فليفل في «نصف شهر المخرجين» في كان، وتدور قصة الفيلم حول شابّين فلسطينيين يجدان نفسهما محاصرين في أثينا، فيما يحاولان الهروب إلى شمال أوروبا بحثًا عن حياة أفضل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:الهوامش

آلاء حسانين
مواد الكاتب

اقرأ ايضًا