المهندس عبد الله آل عياف رئيس هيئة الأفلام في ضيافة «ميم»
شهدت فعاليات الدورة السابعة والسبعين من مهرجان «كان» السينمائي مشاركة سعودية فريدة هي الأكبر من نوعها عبر عديد من الهيئات والمؤسسات وشركات القطاع السينمائي في السعودية وبقيادة مميزة من هيئة الأفلام.
تحوّل الجناح السعودي في مهرجان «كان» السينمائي إلى ورشة عملٍ ضخمة، تجمع كلّ الفاعلين في القطاع السينمائي السعودي من منتجين ومخرجين وكتّاب سيناريو، وصار ملتقىً للسينمائيين العرب، ومركزًا يتجه إليه كبار صناع السينما من مختلف أنحاء العالم للتعرّف إلى شكل السينما في السعودية مع الطفرة الهائلة التي شهدتها خلال الأعوام الماضية.
وقد جاءت مشاركة هيئة الأفلام في المهرجان محققةً لكل الأهداف التي تم التأكيد عليها سابقًا، من رغبة في تعزيز حضور قطاع الأفلام السعودي في المحافل العالمية، وتسليط الضوء على الثراء الثقافي والسينمائي، وتأمين فرص التواصل والتعاون، وتقديم الرؤى المتنوعة في عالم صناعة الأفلام، إضافة إلى الاحتفاء بالمواهب والقصص المحلية.
السعودية في «كان».. مدًا لجسور التواصل مع العالم
في إطار مشاركة هيئة الأفلام المميزة، حلّ المهندس عبد الله آل عياف الرئيس التنفيذي للهيئة ضيفًا على «ميم» في حوار خاص، تحدّث فيه عن أهمية المشاركة السعودية في مهرجان «كان» السينمائي، وعن الثراء السينمائي للمملكة.
وقال المهندس عبد الله متحدثًا عن الأهداف التي تسعى هيئة الأفلام لتحقيقها عبر مشاركتها في مهرجان «كان»: «إن مهرجان "كان" السينمائي هو أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ووجود المملكة في جناح رسمي يجمع كل الشركاء الوطنيين في القطاع سواء كانوا جهات حكومية أو غير حكومية، لإيصال صوتهم إلى نظرائهم حول العالم سواء كانوا خليجيين، عربًا أم أجانب.. هذا بحد ذاته أمر بالغ الأهمية»، وأضاف: «الأمر الآخر الذي يضفي أهمية على المشاركة في "كان" هو أنه وسيلة لتبادل الخبرات مع شركات الإنتاج العالمية ولبحث سبل التعاون معها على مستويات عدّة لربما من بينها عقد صفقات لتصوير أفلام في المملكة العربية السعودية، وكذلك هو فرصة لتطوير المواهب السعودية عبر احتكاكها بنظرائها خارج المملكة».
ومستعرضًا جوانب أخرى لمشاركة هيئة الأفلام في المهرجان، قال المهندس عبد الله: «في "كان" يمكننا رفع الوعي لما يحدث في المملكة العربية السعودية من حراك رائع، حيث لدينا صناع أفلام مذهلين ومواقع تصوير رائعة، قد تكون الأجمل في العالم. هناك البحار والواحات، ودائمًا أقول إنك خلال ساعة قيادة واحدة بالسيارة في بعض المناطق مثل "العلا" تستطيع أن تنتقل من جبل شاهق إلى واحة رائعة إلى صحراء فائقة الجمال.. ومن مدينة قديمة إلى مدينة جديدة، وهذا مهم للصناع والإنتاج»، وأضاف مؤكدًا: «باختصار هي رغبةُ وحلمُ أي منتج أن يصور في مكان جميل، أضِف إلى ذلك عندما يكون هناك برنامج حوافز هو الأكثر جاذبية والأكثر تنافسية. وكذلك أحد أهداف الجناح هو الترويج للمشروعات السعودية الجيدة، حيث عملنا على الترويج لفيلم "نورة" سابقًا واليوم هو في مهرجان "كان" ضمن المسابقة الرسمية».
وفي سياق آخر يحمل ذات القدر من الأهميّة تحدّث المهندس عبد الله آل عياف عن قيمة المشاركة السعودية في مهرجان «كان» وغيره من المحافل السينمائية العالمية قائلاً: «إن مهرجان "كان" هو أحد أهم ثلاثة مهرجانات للسينما في العالم وأنا شخصيًا أعتقد أنه أهم مهرجان في العالم، فهو أهم مركز تجتمع فيه شركات الإنتاج والجهات الرسمية وشركات دعم المواهب وشركات البنية التحتية، فأن تكون في هذا المكان لرفع الوعي حول ما يحدث في السعودية ونقل الخبرات وبناء شراكات هو هدف مهم ونحن نعمل على تحقيقه»، وأضاف: «إن عديدًا من الأشياء الجميلة التي تحققت كانت مجرد فكرة وبدايتها شراكات واجتماعات وورش عمل مثل التي نجريها حاليًا. يكفينا أن العلم السعودي يرفرف في الخارج، ومن لا يعرف أن هناك حراكًا سينمائيًا في السعودية سيأتي ليرى، متسائلاً: هل هناك شيء؟ ويخرج بكل شيء عندما يكتشف أن المملكة العربية السعودية أصبحت اللاعب الأهم لصناعة السينما في الشرق الأوسط».
عن القصص التي تستحق أن تُروى
في إنجاز مميز هو الأول من نوعه تمكّن الفيلم السعودي «نورة» من الحصول على فرصة للاختيار والعرض في مهرجان «كان» السينمائي تحت مسابقة «نظرة ما». في هذا السياق تحدّث المهندس عبد الله آل عياف عن رحلة الفيلم التي كانت هيئة الأفلام عنصرًا فعالاً في مراحلها المختلفة من الإنتاج وحتى الوصول إلى «كان»، وقال: «لا شك أن وجود فيلم "نورة" للمخرج توفيق الزايدي والنجوم يعقوب الفرحان وعبد الله السدحان وماريا البحراوي، وكل الفريق الذي عمل معهم، هو أمر مبهج وجميل ولحظة مهمة في تاريخ السينما السعودية الحديثة، بالإضافة إلى أن فيلم "نورة" هو أحد إنتاجات برنامج "ضوء"، برنامج المنح الخاصة بهيئة الأفلام، فنحن نفخر بأننا مَن دعمه أولاً، وقدّم معظم الدعم المادي له، وكذلك فإننا أسهمنا في دعمه لوجستيًا».
وقال معبّرًا عن الفخر بهذا الإنجاز السعودي المميز ومتطلعًا إلى الأمام: «أن يكون فيلم جميل مثل فيلم "نورة" موجودًا في أهم مهرجان سينمائي هو أمر ضروري لبعث رسالة إلى صناع السينما السعوديين، أنه بإمكانكم إرسال قصصكم، وهو مهم كذلك للعالم حتى يعرف أن القصص السعودية تستحق أن تُروى. في السابق قبل عشر سنوات لم يكن هناك سينما، لكن كان هناك شغف وعشرات القصص الرائعة التي تستحق أن تُروى واليوم تلك هي فرصتها».
وختم المهندس عبد الله حديثه برسالة تحفيزية مهمة ولها قيمة كبرى وجّهها إلى الموهوبين السعوديين في قطاع السينما، قائلًا: «أقول لصناع السينما الشباب في السعودية إن كل ما نقوم به هدفه أنتم. لا فائدة من الأفلام الأجنبية ولا البنى التحتية ولا المهرجانات إن لم يكن هناك موهوبٌ وموهوبةٌ سعوديون يقدمون قصصًا جميلة لنا أولاً وللعالم كله».