وفاة أنجيلا لانسبيري
رشا كمال
Maha Sultan

رحلت عن عالمنا نجمة السينما والمسرح، وبطلة المسلسل الشهير “هي، من كتبت الجريمة”؛ “أنجيلا لانسبيري” (Angela Lansbury) عن عمر ناهز ست وتسعين عامًا. الممثلة الكبيرة التي استحوذت على أنظار هوليوود في شبابها، وأحدثت ضجة على مسارح برودواي في منتصف عُمرها، وجذبت الملايين من المعجبين إليها في دور مؤلفة الروايات البوليسية في الدراما البوليسية التلفزيونية “هي، من كتبت الجريمة” (Murder, She Wrote)؛ توفيت في منزلها في مدينة لوس أنجلوس، يوم الثلاثاء، عن عمر ناهز الست وتسعين عامًا، وأعلنت عائلتها خبر وفاتها.

نالت السيدة لانسبيري خمس جوائز توني خلال مسيرتها على مسارح نيويورك؛ التي استمرت من بداية دورها في مسرحية “مامي”،Mame، حتى مسرحية “Blithe Spirit” عام 2009؛ مما يعد أكبر دليل على تفانيها، وقدرتها على العطاء.

حصلت الممثلة -الإنجليزية المَولد، من أم أيرلندية- على أولى أدوارها وهي في الثامنة عشرة من العمر في فيلم التشويق “القلق“، Gaslight عام 1944؛ وهو أول أدوارها الناضجة الذي مكنها من التعاقد مع شركة إم، جي، إم. ونالت عنه ترشيحًا لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثلة في دور مساعد. ونالت ترشحها الثاني في نفس الفئة عن دور فتاة تعمل في قاعة رقص في فيلم “صورة دوريان جراي” (The picture of Dorian Gray).

وكانت تتخيل أنها ربما ستصبح نجمة في أدوار البطولة في المستقبل، لكنها لم تشعر بارتياح في محاولات اكتساب الشهرة. وذكرت في حوار معها في جريدة نيويورك تايمز عام 2009 “لم أكن في حالٍ جيدة كممثلة صاعدة، لم أرغب في الوقوف لالتقاط مثل هذه الصور ذات الطابع الفتَّان أو فعل أشياء من هذا القبيل”.

وربما يرجع السبب في هذا لملامحها، التي لم تكن مناسبة للتصوير الدرامي المعتاد حينئذ، الذي كان يناسب نجمات مثل لورين باكال، وكاثرين هيبورن. فاشتغلت في عدد من الأدوار المنسية قبل دورها الذي حقق لها شهرة على مسارح برودواي، دور العمة الفاتنة المجنونة في مسرحية “Mame”. واعتادت شركة الإنتاج على إسناد أدوار المرأة العجوز، أو الشريرة إليها، أشهرها كان فيلم “State of Union“، في عام 1948 أمام كاثرين هيبورن، وسبنسر تريسي؛ ولعبت فيه دور صحفية ثرية من أقطاب الصحافة تحاول إقناع حبيبها للترشح للانتخابات الرئاسية. وبعد انتهاء تعاقدها مع شركة إم.جي.إم في عام 1951 عادت إلى المسرح، وقدمت عملين مسرحيين متجولين. ثم عادت إلى السينما مرة ثانية، ووجدت نفسها تُسند إليها نفس الأدوار النمطية إما في دور الأم، وإما المرأة المتسلطة.

على مسارح برودواي

بدأت عملها على المسرح عام 1957 في مسرحية “فندق براديسيو”، Hotel Paradiso، وشجعتها الآراء، والمراجعات النقدية الجيدة على المزيد من العمل. وحققت نجاحًا تِجاريًّا ونقديًّا ساحقًا في مسرحية “مامي”، Mame، في نيويورك في الرابع والعشرين من شهر مايو عام 1966. وفازت بثاني جائزة توني عن دورها في مسرحية “عزيزي العالم “، Dear World، في دور الكونتيسة أوريليا البالغة من العمر خمسة وسبعين عامًا.

النجاح المفاجئ 

بعد نجاحها على خشبة المسرح، حققت نجاحًا آخر في التلفزيون، في عام 1984 في دور مؤلفة الروايات البوليسية، والمحققة الهاوية جيسيكا فليتشر في مسلسل “هي، من كتبت الجريمة“، Murder, She Wrote، لشبكة سي. بي. إس. 

وقالت عن هذا الدور في إحدى المقابلات معها: “ما أعجبني في دور جيسيكا هو أنه مكنني من أداء دورٍ لم تسنح لي الفرصة لأدائه من قبل، وهو دور امرأة صادقة وشديدة التواضع”. 

وحازت على اثني عشر ترشيحًا متتاليًا عن هذا الدور لجائزة الإيمي، لكن لم تفز بها قط. قدمت لها أكاديمية العلوم والفنون البصرية جائزة شرفية في عام 2013 عن أدوارها السينمائية التي لا تنسى، وكونها مصدر إلهام للأجيال الشابة. كما قلدتها في العام التالي الملكة إليزابيث الثانية بلقب فارسة Dame. وظلت تنهمر عليها الأدوار من المسرح، والتليفزيون ،وكذلك السينما، رغم تقدمها في العمر. وقالت لكاتي كوريك في سي.بي .اس في لقاء معها عام 2009:

“لا أعرف معنى أن أخلد لراحة أتوقف عندها عن ممارسة نشاطي الفني، لذا حينما تتاح أمامي فرصة للعمل، أقول لنفسي: يا إلهي أستطيع القيام بهذا، أو إضافة شيء لذاك، حسنًا، سأقوم به”.

لكنها أضافت أن هناك شيئًا افتقدته طوال فترة عملها: “كم أود القيام بفيلم عظيم، لا أعرف ماذا سيكون، لكن أعتقد أن ثمة دورًا من أجلي لا يزال في علم الغيب”.

المصدر

اقرأ أيضاً
مقالات

السينما والميثولوجيا الأرضية

«السينما ميثولوجيا للجمال الحديث» أراغون كتمهيد أطرح سؤال لماذا الميثولوجيا؟ وماذا نقصد بالميثولوجيا الأرضية؟ بل أكثر من ذلك: هل من الممكن -والمستساغ- أن نتحدث في عصر سيادة التقنية عن ميثولوجيا؟

Register

Register

Register

Register